تحولت ساحة مستشفى المعمداني بمدينة غزة إلى دائرة مأساوية تصرخ فيها الأرواح قبل الأجساد، بعدما قصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي مبنى الاستقبال والطوارئ بالمستشفى، مما أدى إلى تدميره بالكامل، وتشريد المرضى والجرحى وسط الشوارع.
ووصفت حركة حماس ما جرى بـ"جريمة حرب مكتملة الأركان"، معتبرة أن قصف المستشفى هو جزء من سلسلة طويلة من الجرائم الوحشية التي ينفذها جيش الاحتلال في قطاع غزة، تحت غطاء دولي وصمت أمريكي مريب.
وقالت الحركة في بيان لها: الاحتلال الفاشي لا يتورع عن استهداف أضعف الحلقات، من مرضى وجرحى وأطفال، في مشهد يعكس حقيقة كيانه الإجرامي الخارج عن كل الأعراف والمواثيق الإنسانية.
وأضافت أن الإدارة الأمريكية تتحمل المسؤولية الكاملة عن هذا الهجوم، الذي ما كان ليحدث لولا الضوء الأخضر الذي منحه صانعو القرار في واشنطن لآلة القتل الإسرائيلية.
ووصل الهجوم الصادم إلى أقسام الباطنة والمختبر والصيدلية بالمستشفى، بحسب ما أفاد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، موضحًا أن صاروخين سقطا بعد مهلة قصيرة من طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء المبنى، تاركين المرضى بلا علاج ولا مأوى في شوارع المدينة التي تعاني أصلاً من حصار خانق وقصف مستمر.
وتكمن الكارثة الأكبر في غياب أي بديل طبي، خاصة بعد تدمير مستشفى الشفاء، ليجد آلاف المصابين أنفسهم بين فكي الموت والإهمال الطبي القسري.
وطالبت حماس في بيانها شعوب الأمتين العربية والإسلامية، وأحرار العالم، بكسر حاجز الصمت وتحريك الشارع للضغط على الحكومات ومؤسسات العالم لوقف المجزرة المفتوحة في غزة.