يقف على قارعة الطريق، بجوار عجلته المتواضعة، حاملاً فوقها صندوقه الخشبى "ع السبرتاية"، الذى يحوى لكنزه الثمين، فهو كل ما يملك ليساعده على جني قوت يومه.
فبعدد من "الكنكات" وما تحتاجه من سبرتايات للإشعال، وأكواب وبرطمان قهوة، يتحدى عمر قاسم، الطالب فى السنة الثانية من كلية التجارة جامعة حلوان، الزمن، فقهر الظروف المعيشية الصعبة بمشروعه البسيط، رافضاً الجلوس على المقاهى فى انتظار صانع القهوة، فصنعها هو.
4 شهور، التعداد العمرى لوقفة قاسم، منتصبًا بجوار دراجته، ومتحفزًا لمن يلقيه عشقه "للقهوة"، فى شباكه، "قررت أثبت ذاتى وأنا طالب، وفكرت كتير فى مشاريع، لكن شوفت فكرة "سبرتاية"، لمجموعة شباب كانوا مطبقينها بأكتر من شكل، فقررت أنفذها لكن بطريقتى الخاصة، فطورتها على الفكر الغربى coffe bike".
يجمع قاسم أصدقاءه حوله إن صادفهم فى محيط عمله، منتهزًا الفرصة فى إقناعهم ببدء مشروعهم الخاص وتحفيزهم "فخور بنفسى وبشغلى، لأن ده مالى ورزقى ونجاحى هيبقى لنفسى مش لغيرى"، معتبرًا ما يجنيه من "ع السبرتاية"، مكسبًا معقولا بالنسبة له، يكفيه قوت يومه ومصاريفه الخاصة، ويحقق استقلالاً ماديًا له.
ونفى وجود تأثير سلبى لمشروعه على تحصيله الدراسى، "دراستى يومين فى الأسبوع، والباقى بقضيه شغل، وأنا مؤمن إن أى حد ممكن يقدر يوفق بين مشروعه وشغله ودراسته لو هو عايز كدة".
يشعر صاحب مشروع "ع السبرتاية"، بالتباين فى ردود فعل من حوله، على مشروعه، "فيه اللى بيشجعنى وفيه اللى مستنى النتيجة"، فى حين أن الرفض لازم أهله طوال عمر مشروعه، "رفضوا فى الأول ومازالوا بيرفضوا، بس أنا مكمل مشوارى"، معربًا عن نيته فى مد عمر مهنته للمستقبل بشرط "الأهم إنى أطور منها، ومن أدواتى اللى بستخدمها، وأكيد هيكون عندى خبرة وشريحة كبيرة من الزباين، أصل مفيش حاجة مش ممكنة".
يحاول قاسم، تجربة التنوع داخل صندوقه، وتحضير القهوة بنكهات مختلفة، بهدف جذب أكبر قدر من محبى القهوة، فى حضرة "ع السبرتاية"، فيعكف على إتقان القهوة التركى وقهوة بالنكهات وقهوة بالمكسرات، وأخرى بالطعم الفرنساوى.
يجوب بدراجته شوارع القاهرة بين المناطق الشعبية والراقية، يقدم ذات القهوة ولكن الفرق يكمن فى ردود الفعل، "الفرق فى معاملة العميل وتقبل الأمر والتشجيع".
حلم الفتى ذا الـ20 ربيعًا، يخرج عن نطاق القهوة، "بحلم أبقى صاحب أكبر مجموعة كافيهات، أقدم خدمات للجمهور، ويبقى مكانهم المفضل اللى بيلاقوا فيه نفسهم وراحتهم"، ومع الأحلام الكبيرة يهتم قاسم بالتفاصيل، ويكره منحدرات الفشل، "أحب أقول للشباب أنهم يثقوا فى نفسهم أنهم يقدروا يحققوا أى حاجة وبلاش يمشوا ورا تكسيرالمقاديف ويبصوا للنجاح بدل الفشل، لأنهم يعتبر طريقهم لتحقيق كل حاجة حلوة فى الحياة".