الجميع يعرف جيدا الصواب والخطأ، لكن أغلبنا لا يفرق بينهم الأمر الذي كان سببا في انتشار كثير من العادات السيئة وانحدار المجتمع الذي أصاب مجتمعاتنا.
يوميًا يخرج علينا الأئمة والعلماء، لتوضيح الأمور التي يجب على المسلمين الاقتداء بها، تلك المرة خرج مفتي الديار السابق على جمعة للحديث عن 3 أوامر من الله في قوله لا تموتن إلا وأنتم مسلمون، مؤكدًا أن هناك آية قرآنية، تعد أعظم آيات القرآن الكريم من حيث العمل.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، أنه يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ»، وهي تعد أعظم آية في القرآن من حيث العمل، فكيف لا نموت إلا ونحن على الإسلام ونحن لا ندري متى نموت؟ فهذا معناه أن الإنسان يظل في ذكر الله سبحانه وتعالى على الدوام حتى إذا ما جاءه الموت وجده على الإسلام، وكأن الآية تطالبنا أولاً بألا نغفل عنه سبحانه وتعالى طرفة عين ولا أقل من ذلك ، فتكون بذلك أعظم آية من حيث العمل ، نسأل الله أن يخفف عنا لقصورنا وتقصيرنا وما جبلنا عليه من نسيان وغفلة.
وأضاف أنه إذا ما تأملنا في هذه الآية الكريمة، وجدناها وكأنها تأمرنا ثانيًا بأن نحول العادات إلى عبادات، والحاصل في حياتنا أن الإنسان إذا ما أكثر من عمل ما يألف هذا العمل، فيتطرق هذا إلى أمور العبادة، فتتحول عنده إلى عادة، فتراه يصلي وينسى في صلاته، وتراه يذكر بلسانه وذهنه شارد في أمور أخرى، لأن العبادة تحولت عنده إلى عادة، منوهًا بأن هذا التحول أول الفساد في الأمم، لأن العبادة حينئذ لا تؤدي وظيفتها التي أرادها الله سبحانه وتعالى لها.
واستشهد بقول الله تعالى: «اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ» فنرى المصلى لا تنهاه صلاة لا عن فحشاء ولا عن منكر، لهذا السبب، وثالثًا أن في هذه الآية العظيمة يأمرنا ربنا سبحانه وتعالى بمقاومة أنفسنا، لا في أن نؤدي العبادة على وجهها وحسب بل أيضًا أن نحول العادات إلى عبادات ، وقد تميز السلف الصالح والصحابة الكرام بأنهم استطاعوا أن يحولوا العادات إلى عبادات .
وتابع: وذلك لما قدموا في أنفسهم قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى» (متفق عليه)، فحلوا نياتهم جميعاً لله سبحانه وتعالى في حلهم وترحالهم، في قولهم وسكوتهم، في تركهم وفعلهم حتى صاروا عباداً ربانيين إذا ما مدوا أيديهم إلى السماء ودعوا الله عز وجل، استجاب لهم ، فهل يمكن أن نهيئ أنفسنا للربانية، وأن نتقي الله حق تقاته، وأن ننقل أنفسنا بإذنه من دائرة سخطه إلى دائرة رضاه، وأن نحول عباداتنا إلى إخلاص لرب العالمين، وأن ننقل عاداتنا إلى دائرة العبادة له سبحانه وحده.