وجهها الشاحب، وجسدها النحيل، ونظراتها الغريبة، كانت كفيلة أن يتخوف منها المارة ويبتعدون عن الاقتراب منها، ظنًا منهم أنها مصابة بمرض معدي.
علامات الشحوب والإرهاق، تظهر على السيدة الخمسينية، التي تتخد من "شوال الدقيق" سكنًا لها، ليأويها من برودة الشتاء والصقيع الذي ينهش جسد المارة.
فوزية.ع، 50عامًا، من محافظة سوهاج، يصفها أصحاب المحلات وسكان المنطقة، بالسيدة الأميرة، فهى لا تمد يدها لأحد، ولا تريد المساعدة من أحد.
يقول "أحمد.ع،" صاحب محل، أن تلك السيدة تستيقظ صباحًا وتقوم ببيع المناديل أمام محطة السكة الحديد، وتأتي الساعة السادسة مساء، ووجها اكتسى عليها التعب والإرهاق، من المرور على الزبائن لشراء المناديل منها.
وأضاف أن تلك السيدة لاتتحدث مع أحد، وكل ماعليها أنها ترفض أى مساعدة مادية من أحد، لافتًا أن تلك السيدة يوميًا تقيم بتنظيف مكانها، ولا يتضرر أحد من وجودها بالمكان.
جدير بالذكر، أن تلك السيدة رفضت التحدث، عندما توجهنا إليها لتقديم المساعدة، ونقلها لدور رعاية اجتماعية تاويها من أذى البرد.
قال محمد رزق، منسق وحدة رمسيس، إن فرق الإنقاذ المتمثلة في فريق أطفال بلا مأوى، تتوجه يوميا لتقديم الوجبات الساخنة لتلك السيدة، ولكنها ترفض الكلام، وترفض أيضا استلام البطاطين.
وأوضح "رزق" أن هناك متابعات بشأن قصة تلك السيدة، حتى نتمكن من مليء استمارة بيانات بها كل تفاصيل لها، مؤكدًا أن الفريق حاول إقناعها عدة مرات بالذهاب لدور رعاية لكنها رفضت، وفضلت البقاء في الشارع، والسكن داخل الشوال.