"بنتكوا زى بناتنا، واللى نقبله على بناتنا؛ نقبله على بنات الناس".. هذه الكلمات كانت بداية ما نطقت به "سلوى"، الفتاة ذات الـ23 عامًا، وجهها ذبل، وترتدى ملابس سوداء، وتغطى رأسها بحجاب يستر جسدها كله، ورغم الحزن؛ ما زال وجهها لم يفقد آخر مسحة من جمالها الربانى.
وفى حديثنا معها، أفصحت الزوجة عن سبب قدومها للمحكمة وطلبها للخلع، رغم أن زواجها لم يتم العام، ولكن ما قاسته فى تلك الأيام؛ جعلها تكره حياتها مع "العائلة الكاذبة" لزوجها كما وصفتهم. وقالت الزوجة، جاء زوجى لخطبتنا بصحبة أمه، امرأة فى الخمسينيات من عمرها، دائمة الابتسامة، وفى مقابلتنا الأولى؛ ظلت تردد كلمات عن حق الفتيات فى أن تعيش حياة طيبة مع أسرة زوجها، وأنها ستحسن معاملة زوجة ابنها، وستعاملها كابنة، وظلت تقول: «دى بنتى، هكون لها أمها التانية، هشيلها فوق راسى»، وكلمات من هذا القبيل.
وتابعت: ظلت تعطينا وعودا واهية، على أمل أن يوافق أبى على إتمام الزيجة معها فى شقتها الفسيحة، والتى سنعيش فيها سويًا أم وابنتها، فوافق أبى ووافقت؛ رغم صعوبة الموقف، ولكن خُدعنا فيها بعد أن اعتقدنا بأنها صادقة، ولم أكن أدرى بأننى أُلقى بنفسى فى الجحيم.
وأضافت الزوجة: صدقتها، وتزوجت ابنها سريعًا، ولم يمر يومان من زفافى؛ حتى ظهر كل شىء على أصله، وتبددت كل الوعود، وكل كلمة نطقت بها كانت خدعة وكذبا لتوقعنى فى هذا الفخ، لأصبح فريسة بين يدى امرأة قاسية، كل ما تريده هو إذلالى بأكل اللقمة فى بيتها، وتعتبرنى الخادمة التى جاءت لكى تستعبدها. وأكملت: كانت توقظنى فى الصباح الباكر منذ اليوم الثالث على زواجى؛ لأعد لها الإفطار، وتردد كلمات سخرية علىّ، وعلى جسدى، ووصل الأمر بها أن تأمرنى بغسل قدميها، كنوع من السادية غير المبررة، بجانب إجبارى على مسح الشقة وتنظيفها يوميًا، ومسح سلم العمارة، بجانب شراء طلبات السوق، وإجبارى على إعادتها للبائعين؛ مدعية بأنها فاسدة أو غيره.
واستطردت الزوجة: ولم تكتف بهذا فقط، بل كانت تقتحم على أنا وزوجى غرفة نومنا، وتصادف هذا كثيرًا من أن نكون فى وضع لا يجوز أن يطلع علينا فيه أحد، وكنت أفزع من ردة فعل زوجى، فهو لم يجرؤ حتى على منعها من ذلك أو معاتبتها.
«كان شُرابة خُرج.. لا بيهش ولا بينش.. دى ضربته قصادى لما فاض بى الكيل من دخولها علينا أوضة النوم وفكر يقولها ميصحش كده».. بهذه الكلمات تابعت الزوجة حديثها، مضيفة، بأنها فقدت ثقتها تمامًا فى زوجها بعد أن ضربته أمه بالشبشب؛ بعدما اقتحمت عليهما غرفة نومهما، وحاول هو معاتبتها، ومن ثم تركيب «ترباس» للغرفة.
وأكملت سلوى، مرت الأيام بطيئة وقاسية، هى تعاملنى كالخادمات أو أقل، وقد يدفعها جحودها وقسوتها لضربى أو سبى بوالدى وأمى، وزوجى لا يستطيع أن يفتح عينه فيها، أو أن يرد عنى ظلمها، أو يدفع عنى شر لسانها ويدها. وتابعت: "وما زاد الأمر سوءا؛ أنه بدأ هو الآخر فى الإساءة لى، ومعاملتى معاملة سيئة من سباب والشتم بتحريض ورضا منها، وتشجيعها أيضًا بوصفه بـ"أنه إذا فعل ذلك معى؛ سيصبح مكتمل الرجولة فى عينها". وأردفت الزوجة، قررت الغضب والتوجه لبيت والدى، وعندما جاءت لصلحى، ما سمعت منها سوى كلمات مؤلمة، فقد ظلت تعايرنى بأننى أصبحت «ثيبًا»، ولستٌ «بكرًا»، ومن سيتزوجنى ويرضى بى؟، وأننى من المفترض أن أحمد الله على أننى أعيش معهم فى بيت واحد، مرددة: "لو مش هترجعى بالذوق؛ تغورى فى داهية، هجيب له ست ستك"، متابعة أن حديث هذه السيدة جاء؛ رغم أن والداى قابلاها بأسلوب طيب، ولم يوجها لها أى إهانة.
وواصلت الزوجة: حينها كان رد والدى هو "طلب الطلاق"، فما كان منها سوى أن قالت: "لا ليها قائمة ولا هتاخد حتى هدومها من بيتى، وبنتك عندك وخليها زى البيت الوقف". وقالت: "كدت أموت من الحسرة، على حياتى وشبابى، وفقدانى الأمل فى زوجى الذى سقط من نظرى، وظللت أفكر كثيرًا فى الحل، فلم أجد سوى طلب التطليق؛ بعدما أخبرنى المحامى الخاص بوالدى بأن دعوى التطليق ستكفل لى أغلب حقوقى منهم، وأننى سأحصل عليها". واستكملت الزوجة، لذا قدمت لمكتب تسوية المنازعات هنا بمحكمة الأسرة فى شمال الجيزة؛ لرفع دعوى تطليق، ولدى أمل بأن يحكم القاضى لى؛ حتى أرد اعتبارى، وأتخلص من هذه الحياة البائسة التى قامت على الكذب والخداع، مع رجل "ابن أمه السادية"