فى دعوى خلع.. زوجة: "حاطط كاميرات فى البيت وبيسجل مكالماتى"

الاثنين 24 ديسمبر 2018 | 08:51 مساءً
كتب : جهاد جمال

عندما تموت المودة والرحمة، ويحل محلها التحكم والتسلط، هنا تهون العشرة حتى وإن جاوزت عقدا من الزمن، ووقتما يكون الزوج صورة من العذاب بتحكماته اللا مبررة، يصبح الحل هو الطلاق والخلاص من تلك الحياة البائسة، وتحمل بُعد الأبناء عن كنف أسرة أهون بكثير من البقاء بعصمة رجل «فظ غليظ».. هذا ما تراه الزوجات اللاتى يأسن من أزواجهن، حتى قصدن القضاء للخلاص من حياة زوجية، انتهت فيها كل روابط الحب والدوافع للبقاء.

 

كانت الزوجة تصعد درج محكمة الأسرة بزنانيرى بخطوات مترددة، وقلقة، كانت قاصدة مكتب تسوية المنازعات لإقامة دعوى خلع حينما التقينا بها، هيئتها وطريقة كلامها تشير إلى أنها امرأة ودودة، فلا تعجرف ولا كبر أو تسلط، تستشعر من أسلوبها حينما بدأت حديثها بأنها مجروحة ومقهورة، وأن ما عانته هو ما يجبرها على القدوم للمحكمة، واتخاذ هذا القرار الصعب.

 

«والله أول مرة فى حياتى أدخل محكمة».. بتلك الجملة بدأت منار أحمد 31 عامًا تسرد مأساتها، مستكملة، خايفة ومرعوبة كأنى جاية امتحان مش جاية أسترد حريتى من سجنه إللى عشت فيه سنوات مرغمة، وبصبر نفسى.

 

وتابعت الزوجة، 10 سنوات هى عمر زواجى منه، قهرنى ومنعنى من كل شىء ومن كل ترفيه، كنت فى بيته كخادمة ولست زوجة، أَمَةً استعبدها ليفرغ فيها ساديته، وليس امرأة لها حقوق وكرامة ويجب عليه أن يصونها.

 

واستكملت الزوجة، فمنذ أن وطأت قدمى بيته حتى أصبحت سجينه فى بيت ذهبى، بيت فسيح وزوج غنى يملك سيارة والكثير من المال، ولكن رغم ذلك عشت معه فى فقر مدقع، فلا يحق لى أن أتصرف كباقى النسوة أو أشترى احتياجاتى وفقًا لرغباتى، بل يقوم هو بشراء ما يعجبه، وأظل أنا حبيسة البيت، لا أخرج منه، لا أزور أحدا ولا أحد يزورنى، حتى أهلى، شقيقتاى وشقيقاى منعت من زيارتهم، ويجب عليهم استئذانه أولًا، وإلا سيكون طردهم من على باب البيت هو ما يستحقونه على تجرؤهم عليه ومجيئهم دون استئذان مسبق من سيادته.

 

"وضع كاميرات بالشقة، ويسجل مكالماتى كافة؛ لكى يسمع من حدثنى وحدثته فى غيابه، وفى وجوده لابد وأن أفتح مكبر الصوت ليسمع ما يقال لى وما يدور بينى وبين من يحدثنى".. بهذه الكلمات استكملت الزوجة حديثها بحزن، ودموعها تملأ عينها، مضيفة: قاطعتنى صديقاتى من سوء معاملته، هجرنى أهلى، كل من يحدثنى فى الهاتف يحدثنى بحذر وبخوف، حتى يتجنب حمقه ووقاحته فى التعامل، مع من يخصنى أو يهمنى أمره.

 

واستطردت الزوجة، هو يعتقد بأنه ببضع الجنيهات التى يملكها بأنه استغنى عن العالم من حوله، وأن بإمكانه أن يحول الجميع لخدم تحت أقدامه ويسوقهم سوقا، ولا يدرى بأن الله هو الرزاق وأن المعطى- سبحانه- قد يمنع ويحجب نعمته عن عبده، لذا زاد فى تكبره وتجبره على الجميع.

 

وواصلت الزوجة حديثها، حتى فى ولادتى لطفلين، كان يجب على ألا ألد حتى أنتظره حتى يأتى هو، أو إذا ما شعرت بألم أخبر أمه التى تسكن فى نفس البيت معى، وهى من تصحبنى للطبيبة، متناسيًا أن لى أمًا تود أن تطمئن على كباقى الأمهات وأن وجودها بجانبى سيجعلنى أشعر بالطمأنينة.

 

وأضافت الزوجة، والده ووالدته كانا يراقبانى بشكل مقنن، فقد كان يوميا يأخذ منهما تقريرا عن ماذا فعلت منذ أن استيقظت من النوم حتى حضر هو، ويستفسر هل حدثها أحد أو حاولت الخروج، كنت سجينة فى بيته.

 

وأكملت الزوجة، تحملته 10 سنوات، وكنت أصبر نفسى بأنه سينصلح حاله ولكن بلا جدوى، كان ضعفى أمامه ورضوخى لأوامره سببا فى زيادة تسلطه وغلظته، لم يعطف على يومًا أو أجد فيه حنانًا فيرق قلبى له، فكرهت عشرته، وكرهت وجوده ولم أعد أطيقه أو أطيق رائحته، فهو لم يترك لى بابًا واحدًا أو فعلا طيبا أتذكره به، فأهون على نفسى صعوبة الحياه معه.

 

وتابعت منار، بعد تفكير عميق ولفترة طويلة؛ قررت أن أنهى تلك المأساة، فسرت أفكر أطلب الطلاق، ولكن تيقنت من عشرتى له بأن طلبا كهذا قد يدفعه لخطف أبنائى أو قتلى أو أى شىء، لذلك تحينت الفرصة وأخذتهم وهربت بهم لبيت والدى، وفى نفس اليوم حضرت للمحكمة لإقامة دعوى خلع ضده، ولدى من الأمل أن أتخلص منه، وأتحرر من سجنه الذهبى الذى قبعت فيه طيلة هذه السنوات.