تحت الكباري وعلى الرصيف يجلسون، وسط الحدائق والمنتزهات ينامون، أمام المحلات والمؤسسات يتسولون، ظروف الحياة جعلتهم يتواكلون على الله في طلب الرزق والعيشة، إلا من رحم ربي منهم يتوكلون على الله ويتجولون في الشوارع للكسب من عرق الجبين.
وبالرغم من المبادرات التي يطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لتحقيق حياة كريمة للمواطنين الأكثر فقرا، وانتشار فرق التدخل السريع لانتشال المتشردين والمتسولين والأطفال الذين ليس لهم مأوي وإيوائهم في دور الرعاية الاجتماعية، إلا أن الظاهرة ما زالت في تزايد مستمر، وبحاجة أن تتكاتف جميع القطاعات والمؤسسات بالدولة للقضاء على هذه الظاهرة حماية لهم من الموت، الذي لحق بالعديد من المواطنين الذين يسكنون الشارع، وكان آخرها حادثة الغربية الذى راح ضحيتها وفاة سيدة بسبب الصقيع أمام ديوان الإدارة المحلية، وعلى إثرها أثارت قصتها غضب رواد الفيس بوك، معلقين سبب الوفاة على الدولة والحكومة بأنها لم تحمى هؤلاء المتشردين من أذى البرد.
الآمر الذي دعا وزارة التضامن الاجتماعي أن تكثف جهودها مع فريقي التدخل السريع وأطفال بلا مأوى يتجولون بسيارتهم المتنقلة لانتشال المتضررين ويجلسون بالشوارع، وأثناء انتشال المتشردين، أصدر ت وزارة التضامن بيانا أكدت فيه أن هناك خط الساخن يستقبل حالات استغاثة كثيرة من المواطنين، وأن أى عجوز يسكن الشارع، على المواطنين الاتصال بهم، حتى يتم الذهاب إليه.
الغريب في ذلك الأمر،أن هناك حالات توافق على الذهاب لدور الرعاية، وحالات أخرى ترفض الإيواء بدور الرعاية ويفضلن الشارع عنه، وتظل فرق الإنقاذ حائرة مع المتشردين.
وفي هذا التقرير نستعرض أسباب رفض المتشردين اللجوء لدار الرعاية، ولماذا لا يوجد قانون يمنعهم من النوم في الشارع.
"أسباب الرفض متعددة منها أن يكون الشخص لديه تجربة سابقة لدخوله الدار، أو أنه يريد أن يعيش حر بدون قيود، ويمكن أن يكون لديه مشكلة نفسية مرتبطة أصلا بوجوده بين أربع جدران، وعدم امتلاك وزارة التضامن الاجتماعي، سلطة أخذ المتشرد بالقوة، فالشرطة هي من لها هذا القانون، لأنه لو تم إجباره من الأول هيهرب من المؤسسة أو الدار" هذا ما أكده رئيس التدخل السريع بوزارة التضامن الاجتماعي.
وهناك حالات كثيرة، تتخذ من التشرد والتسول، وسيلة للنصب عليهم والاستيلاء على أموالهم، ويقومون بالتدليس للتسول وجمع الأموال من خلال انتشار مافيا كبيرة من السيدات والأطفال، وهناك آخرون يقومون بتوزيعهم وتشغليهم مقابل نسبة يوميا وبعضهم أغنياء ويدعى المرض.