"فوبيا الحسد لازمته، لم يعد يأمن من أحد، فكل العيون تتربص به وتريد أن تزول النعمة من عنده، أختك ستحسدك؛ إذا ما عرفت بأننا اشترينا شقة جديدة، يجب على شقيقك أن يترك خطيبته؛ فقد صدمت سيارتى يوم خطبتهما، وهذا يدل على أنها «وشها وحش ونحس».. كل هذه الكلمات كانت الدافع القوى الذى أجبر "منال" على التخلص من زوجها بإرادتها، ورفضها أن تواصل الحياة معه، قاطعة بيدها رباطهما المقدس، رافعة شعار «أريد خلعًا».
وقالت الزوجة، إنه جهل ما ذكره الله فى كتابه "وإن شكرتم لأزيدنكم"، بل جحد كل نعم الله عليه وحاول جاهدًا أن يخفى تلك العطايا عن الأعين بدافع مخافة الحسد، هجر الجميع، وأصبح يبتعد عنهم تمامًا، يرفض أن يأتى أحد من أقاربى أو أقاربه إلى بيتنا، وإذا ما تنازل مرة ووافق على دخول أحد الأقارب البيت تتحول حياتى بعدها لجحيم، ويا لشقائى لو كسر بعدها كوب ماء، يظل أيامًا يحكى ويوبخنى ويؤكد بأن عين الزائر هى السبب.
وتابعت الزوجة فى أسى: "لو زرت أمى وتصادف ذلك وجود قريبة لى عندها ومرض نجلى عقب الزيارة لأى سبب؛ يكون "حقد قريبتى وحسدها" هو الدافع، حتى كرهت عيشتى وقاطعنى الجميع.
وأكملت الزوجة، كنت لا أعرف كيف أخبرهم بأن زوجى سيسود عيشتى بعد زيارتهم لى، وكيف يجبرنى على الاعتذار أو الرفض بشكل صريح لزيارتهم لى، حتى ابتعد عنى الجميع وصار لا قريب ولا صديق يزورنى، وفقدت حب الأهل والأصحاب وصحبتهم.
وواصلت منال حديثها، يوم خطبة شقيقى أقام الدنيا ولم يقعدها بعد أن صدمت سيارته لسيره مخالفا، لم يعترف بخطئه، بل بدون تفكير بدأ يحرض شقيقى على العودة وعدم الذهاب لبيت العروسة؛ لأنها «نحس ووشها وحش»، وستجلب له الدمار والخراب، وظل طيلة الطريق يلعن ويسب تلك الزيجة.
وأكملت الزوجة، وبعد وصولنا؛ رفض الصعود إلى شقة العروسة وأجبرنى على عدم مغادرة السيارة أنا وأطفالى حتى لا يصابوا بلعنة العروسة ويصيبهم أذى.
"مريض.. هذا هو التفسير الوحيد الذى وصلت له بعد تفكير فى الأمر، فما الذى يدفع شخص لأن يحول حياته بيده لكتلة من السواد والشك والترقب".. بتلك الكلمات تابعت الزوجة حديثها، مستطردة: "المشكلة لم أجد لها حلا، وحينما طالبته بالتوجه للطبيب النفسى؛ نهرنى واعتبرنى لا أقدر قيمة المال، وأن هدفى هو ضياعه على من لا يستحقون".
وأردفت الزوجة، لم يقبل حتى فكرة أن نستعين بالله وأنه يكفينا ذكر الله وأن نردد أذكار الصباح والمساء، فكان لا بد بجانبهم إخفاء كل شىء وأى شىء، حتى لو سيضطرنا هذا للكذب، وادعاء الحاجة والفقر.
وواصلت الزوجة: كان يتعامل مع الآخرين كأن الله لم يوسع ويغنى سواه، فالكل طامع فيه ويريد أن يستولى على أمواله، وكان ما يدفعنى للغضب منه وكرهه أكثر؛ هو فقط مبادلة من هم فى مستواه بالزيارة والمودة، هذا يملك سيارة مثل سيارتى فلا بد وأن يتلقى معاملة جيدة، وكانت هذه هى طريقته فى تقييم البشر، من هم فوقه ماديا يحق التعامل معهم، ومن هم دونه؛ يجب ألا يقتربون منه له حتى لا يحسدونه ويتسببون فى أذيته.
واختتمت حديثها: "لذا قررت أن أطلب الطلاق منه بعد يقينى بأن كل محاولاتى فشلت فى إصلاحه، ولكنه رفض، فلم أجد خلاصا منه سوى الخلع، فلن أتحمل أكثر من ذلك، فتوجهت إلى محكمة الأسرة بزنانيرى لطلب الخلع".