الحكومات الغربية استخدمت الإسلاميين ضد أعدائها.. ويدفعون الثمن على أرضهم
مشكلة الغرب والشرق عدم وجود معرفة وإرادة كافية لتفكيك الأيديولوجيا المنتجة للإرهابيين
الشرطة الفيدرالية الأمريكية كشفت مخطط أحد قادة الإخوان لهدم الحضارة الغربية
كثير من الحكومات تحارب الإخوان في الشرق الأوسط وتدعمهم بالمال والرجال في الغرب
الإسلاميون توغلوا فى البرلمان الكندى ووزارة الخارجية.. ويسعون لقانون يمنع التعرض لهم
المواجهة الحاسمة للجماعة الإرهابية يجب أن تشمل الخارج أيضا لأنها تنظيم دولى
قلم لا ينضب حبره، وعقل ملهم للتفكير والتطوير بعيدًا عن المألوف حتى يكون التنفيذ على الوجه المطلوب بل ويزيد بكثير، فكره بنى مؤسسات صحفية كبرى تشهد جميعها له أنه صاحب البصمة الأصيلة فى بقائها حتى الآن، وإن تعرض بعضها لهفوات، لأن الأركان قويمة من الأساس، وخرجت من تحت يديه أجيال من الصحفيين لا ينقطع حديثهم عنه سوى بـ"الأستاذ".
حاورنا الكاتب الصحفى سعيد شعيب- والذى قد يكون بعيدًا عن كواليس ومعارك صاحبة الجلالة التى يعد هو واحدًا من أرقامها الصعبة والمؤثرة حتى فى ظل وجوده خارج البلاد- لكن حول ملف آخر شائك، سبب له مشكلات كبيرة فى الماضى، وأدخله فى معارك كبرى، ألا وهو الإسلام السياسى، وتحركات الجماعات الدينية- خاصة الإخوان-؛ بعدما قرر أن يواصل المعركة بالكشف عن الوجه الحقيقى لهذه التيارات، وما يبحث عنه قياداتها فى الخارج، وغيرها، وذلك من خلال سلسلة من الكتب التى صدرت له مؤخرًا، بالاشتراك مع كُتَّاب من دول أخرى.
وكشف "شعيب" – فى حواره مع "بلدنا اليوم" – عن الأساليب التى تنتهجها جماعات الإسلام السياسى لتحقيق أهدافها، ووضع جماعة الإخوان فى الخارج حاليًا، وحقيقة استخدام الحكومات الغربية للإسلاميين؛ فى سبيل تحقيق أهدافها بطريقة أو بأخرى.
وإلى نص الحوار.
هل «الإسلاموفوبيا» حقيقة موجودة فى الخارج أم من وحى جماعات الإسلام السياسى؟
الإسلاموفوبيا بمعنى الخوف من الإسلام والمسلمين؛ فهذا موجود بالطبع، وسببه الأعمال الإرهابية التى ارتكبها ويرتكبها مسلمون، فهى تجعل المواطن الغربى خائفا على حياته ولا يفهم بدقة لماذا يتم قتله بهذه الوحشية.
أما "الإسلاموفوبيا" بمعنى الخوف المرضى غير المبرر؛ فهذه أكذوبة اخترعها طارق رمضان حفيد حسن البنا مؤسس الإخوان والمسجون حالياً بتهم تحرش واغتصاب نساء، ويروج لها الإسلاميون فى الغرب بالطبع، وللأسف تساعدهم بقوة عدة دول منها فى الخليج.
وهناك انتهاكات لكنها فردية فى كندا وفى الغرب، فهى ليست عداء ممنهجا بل ويمكنك القول إن المسلم أو المسلمة التى تتعرض لانتهاك فى كندا، يكونون محظوظين لأنهم سيحصلون على تعويض ضخم من هذا المجرم.
ثم أن الانتهاكات الفردية موجودة ضد أقليات أخرى مثل اليهود والسكان الأصليين والسود- رغم أنها فى كندا- فمثلاً اليهود أكثر تعرضاً للتمييز من المسلمين.
والإسلاميون يروجون لهذا الاختراع مستغلين حساسية الغرب تجاه الأقليات الدينية والعرقية بسبب ماضيه الاستعمارى، وهذا جعله ضمن أسباب أخرى تتجاوز المفهوم القومى للوطن، إلى الوطن متعدد الثقافات والأعراق والأديان فى بلد علمانى ديمقراطى حر.
كما أن الإسلاميين يستغلون كل ذلك ليتسربوا داخل بنية المجتمعات العربية، ليحققوا هدفهم فى السيطرة على المسلمين، فيصنعون منهم مجتمعا موازيا للبلاد التى يعيشون فيها، فعلى سبيل المثال فى كندا كانت هناك محاولات لبناء حى سكنى ومقابر للمسلمين وحدهم، وهذه المجتمعات الموازية التى يحكمها الإسلاميون بالإسلام- من وجهة نظرهم- حدثت بالفعل فى فرنسا والنرويج وبريطانيا وبلجيكا، وكانت من الأحياء التى يصعب أن يدخلها البوليس، وليست آمنة.
هل بات الإسلاميون وسيلة الغرب لتحقيق أهدافه فى البلاد العربية والشرق الأوسط؟
الحكومات الغربية استخدمت الإسلاميين ضد أعدائها وكان هتلر أول من فعلها بتكوين كتيبة من المسلمين الذين يعيشون فى ألمانيا، وأصولهم من مناطق القوقاز، ليحارب بهم الاتحاد السوفييتى واستخدم الغرب هؤلاء المسلمين القوقازيين بعد هتلر؛ لمحاربة أيضاً الاتحاد السوفييتى وأسسوا إذاعات موجهة لمسلمى القوقاز تستنفرهم ضد الاتحاد السوفييتى الشيوعى "الكافر"، لكن هذا الموديل من الإسلاميين القوقازيين الذين استخدمهم الغرب كانت لديه مشكلات، مثل أنهم أقرب لرجال دين منهم إلى سياسيين.
وفى ذلك التوقيت ظهر الإخوان، والذين كان بعضهم قد هرب من مصر إلى الغرب خلال الستينيات، منهم زوج بنت حسن البنا سعيد رمضان، والد طارق رمضان، وقد سعى مع غيره ليؤسسوا مراكز إسلامية، أشهرها "مسجد ميونيخ" والذى تولى قيادته فى فترة من الفترات مهدى عاكف مرشد الإخوان الأسبق، هؤلاء هم الذين استخدمتهم الحكومات الغربية بمساعدة حكام فى الشرق الأوسط.
إذن الحكومات الغربية استخدمت الإسلاميين بانتهازية، ولكنها لم تخترعهم، فالغرب لم يكن موجودا طوال تاريخنا الدموى الذى امتد أكثر 1400 عام، لم يكن موجودا عندما حدثت حرب أهلية (يسمونها الفتنة الكبرى) للاستيلاء على السلطة، ما بين سيدنا على- رضى الله عنه- وأنصاره، وبين السيدة عائشة- رضى الله عنها- وأنصارها، لم يكن الغرب موجودا عندما تم قتل 4 خلفاء من خمسة (الخلفاء الراشدين)، ولم يكن موجودا عندما ذبح العباسيون الأمويين وغيرها وغيرها.
الرئيس السادات استخدم الإخوان والإسلاميين ضد اليسار، وقتلوه والغرب أيضا استخدم الإسلاميين والآن يدفع الثمن على أرضه فى بلاده، ولذلك يمكنك القول إن هناك اتجاها فى الغرب تخلى عن فكرة إتاحة الفرصة للإسلاميين (الإخوان بشكل أساسى) للإندماج فى الديمقراطية؛ فهذا ما فعله الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما وهو ما يرفضه الرئيس الحالى ترامب.
لكن المشكلة فى الغرب والشرق؛ هى عدم وجود معرفة كافية وإرادة كافية لتفكيك الأيديولوجيا المنتجة للإرهابيين- ما اسميه مصانع إنتاج الإرهابيين- ومعظم النخب الحاكمة فى الشرق والغرب، تحارب الإرهابيين ولا تحارب الإرهاب.
لماذا تحولت كلمة "مسلم" إلى فزاعة للمواطنين فى أوروبا؟
أمر طبيعى، ضع نفسك مكان المواطن الغربى، رحب بهجرة المسلم، وأعطاه نفس حقوقه وواجباته، بل وأعطاه جنسية البلد، ومنحه حرية لا يحصل عليها أى مسلم فى أى بلد أغلبيتها مسلمين، ومع ذلك يكرهه ويسعى إلى تغيير نمط الحياة الغربى العلمانى، بل ويريد قتله.
وهناك وثيقة عثر عليها البوليس الأمريكى الفيدرالى فى بيت أحد قادة الإخوان، تتضمن خطة الإخوان "لهدم الحضارة الغربية من داخلها" هم الذين يقولون ذلك؛ فكيف لا يكون خائفاً على نفسه وعلى بلده؟
هل شوه الإسلاميون صورة الإسلام فى الخارج؟
بالطبع، هناك استطلاع رأى فى مقاطعة كيبيك الكندية، قالت النسبة الأكبر فيه إن المسلم غير قابل للاندماج، وخطاب الإسلاميين فى الغرب يؤكد ذلك، فهم طوال الوقت يريدون أن يكونوا حكاما للمسلمين فى الغرب، ولصنع مجتمع موازى للمجتمعات الغربية كما شرحت، ولا يسعون لمواجهة أيديولوجية مع الإرهاب، لأنه لا فرق فى الأسس الأيديولوجية بينهم وبين التنظيمات الإرهابية، لذلك لا أفضل تعبير الإسلام السياسى، فهناك إرهابى مسلح، وإرهابى ينتظر الفرصة لحمل السلاح؛ عندما تواتيه الفرصة، والذى يدفع وسيدفع ثمن جرائم هؤلاء هو المسلم العادى.
لعلك تلاحظ أن قطاعات واسعة من المجتمعات الغربية تتجه إلى اليمين فى اختياراتها السياسية، فى محاولة للحفاظ على هوية بلدانهم العلمانية، ومحاولة لإتخاد إجراءات أكثر شدة مع الإرهابيين المسلحين وغير المسلحين، لذلك جاء ترامب من خارج الأطر التقليدية السياسية فى أمريكا، ولذلك أيضا ينجح العديد من المحافظين (اليمين) فى هولندا وفى أوروبا الشرقية، وإذا لم ينجح هؤلاء فى حل المشكلات- وعلى رأسها "الإرهاب الإسلامى"-؛ ستزيد الشعبوية وسيحمى المواطن الغربى نفسه بنفسه، وهذا سيولد فوضى مسلحة سيكون ضحيتها المسلم العادى.
هل جُندت قيادات الجماعات والحركات الإسلامية لصالح تنفيذ أجندات عالمية؟
اسمح لى أن أختلف مع هذا التعبير "أجندات عالمية"، لأنه يحيلنا إلى مفهوم سائد "المؤامرات الخارجية" والمتآمرون الذين يعملون ليل نهار لتحطيم الإسلام والمسلمين.. الخ، هذه أكاذيب وأساطير يخترعها ويعمقها من يريدون أن يعيش الناس فى بلادنا مرعوبين من عدو أسطورى لا يروه، ومن ثم يقبلون بأى شىء.
الأمر أبسط من ذلك وهو "صراع مصالح" بين دول، وهذا الصراع يمكن الوصول فيه إلى توازنات تحفظ إلى حد ما حقوق الشعوب، وهذا يتوقف على مهارات النخب السياسية، وإذا كانت لدينا حرية حقيقية، فالذى يفشل فى الحفاظ على مصالح الشعب وحريته ورفاهيته يسقط فى انتخابات حرة ويأتى غيره.
بالنسبة للإسلامييين وعلى رأسهم الإخوان ليس لديهم أى مانع من التحالف مع من يحقق مصالحهم، بل وليست لديهم أى مشكلة أن يكذبوا (كذب شرعى حلال) لكى يوهموا الغرب بأنهم "بتوع حرية وديمقراطية"، فهذا ما قاله منذ فترة أمين التنظيم الدولى للإخوان إبراهيم منير فى جلسة تضم بعض أعضاء مجلس العموم البريطانى، حيث أكد أنهم مع الحرية المطلقة فى الاعتقاد!، كما أكد أن الشريعة- فى رأيهم- تنص على حق الإنسان أن يكفر أو يؤمن، يؤمن بوجود الله أو لا يؤمن بوجود الله، وهذا أقصى- كما قال- ما تعطيه الشريعة فى مجتمع مسلم.
الإسلاميون اخترقوا المؤسسات الغربية كما جاء فى كتابك "عشاق الموت".. كيف حدث ذلك؟
الذى يسيطر على المساجد والمراكز والمدارس الإسلامية هم فى العموم "إسلاميون"، وأكثرهم إخوان (كثير منهم لا يقولون إنهم إخوان). كما أنهم يسيطرون أيضاً على الكثير من أقسام تدريس اللغة العربية والإسلام فى الجامعات، وبالتالى فهم يتحكمون فى الإسلام فى الغرب، كما أنهم نجحوا فى أن يكونوا الممثلين للمسلمين لدى حكومات الغرب، وأيضاً نجحوا- عبر الأحزاب اليسارية- فى الوصول إلى البرلمانات، وعدد منهم أصبحوا أعضاء فى البرلمان الفيدرالى الكندى عبر الحزب الليبرالى الحاكم الآن، ووصلوا إلى أماكن حساسة فى إدارة الدولة مثل وزارة الخارجية، ويسعون منذ فترة لعمل قانون يشبه قانون ازدراء الأديان فى مصر، لسجن كل من يتجرأ على انتقاد أيديولوجيتهم الدينية، وهناك سعى فى مقاطعة اونتاريو الكندية لتأسيس حزب إسلامى.
وهؤلاء يدعمون بالطبع الإسلاميين داخل بلادنا، ويؤثرون على قرارات الحكومات فى الغرب، كما حدث فى فترة حكم أوباما، وكما يحدث الآن فى كندا، يحصلون على دعم حكومى من أموال دافعى الضرائب ويمولون تنظيمات إرهابية فى الشرق الأوسط وفى باكستان وبنجلايش، وقد كشفت عن ذلك مؤسسة الدخل الكندية.
كما أننى أظن أنهم وراء القرار الذى اتخذته وزارة الهجرة الكندية بتسهيل إجراءات اللجوء من مصر، ومساواتها باليمن وسوريا، فهل منطقى أن يكون الوضع فى مصر مثل اليمن وسوريا؟!.
وللأسف ليس هناك انتباه كاف للدور الذى يلعبه الإسلاميون والإخوان فى الخارج، ولأن الإخوان تنظيم دولى؛ لا يمكنك مواجهتهم فى الداخل فقط وتحقق النجاح، فلابد من المواجهة الحاسمة فى الداخل والخارج.
لماذا يعشق المسلمون فى الغرب الموت؟
ليس كلهم بالطبع، الباقون يعشقون الموت على الحياة؛ لأنه يسمع فى المسجد والمدرسة الإسلامية ويشاهد فى القنوات التليفزيونية وعلى الإنترنت ويقرأ فى مكتبة المسجد والمكتبة العامة، أن المطلوب منه ليس أن تكون علاقته بالله جيدة أو يكون إنسانا جيدا، لكن لديه مهمة إلهية مقدسة وهى إجبار الآخر- حتى لو كان مسلما- على الخضوع للإسلام الذى يراه، سواء بأن يكون درجة عاشرة؛ لأنه مسيحى أو يهودى ويدفع الجزية، وأن يجبر غيرهم على الدخول فى الإسلام الذى يراه أو يتم القتل أو السبى مثلما فعلت داعش وغيرها فى سوريا والعراق، حتى يحظى بالحور العين ويتناول إفطاره مع سيدنا النبى- صلى الله عليه وسلم-، أى أن لديه أمر إلهى بإيذاء الآخر؛ حتى يدخل الجنة، وكأن الجنة للقتلة والمجرمين؛ ولذلك هو يعشق الموت ويكره الحياه.
الإخوان يتمددون فى الخارج بشكل أكبر مما سبق.. ما حقيقة ذلك؟
نعم يتمددون فى الغرب وفى بلادنا؛ ليس لأنهم عباقرة، ولكن لأن المسلم فى كل مكان يتعلم أيديولوجيتهم ويؤمن بها، فما يعتنقونه لا يختلف عن الأزهر ووزارة الأوقاف والقنوات والإذاعات الإسلامية، كل هؤلاء يقولون للمسلم لابد أن تعيش فى "بلد إسلامى" أى يحكمها الإسلام، لابد أن تقيم دولة الله على الأرض (أستاذية العالم)، لابد أن تطبق شرع الله، فهؤلاء هم الجنود الجاهزون للالتحاق بالإخوان إذا لم يكونوا متعجلين لإقامة دولة الله على الأرض، وإذا كانوا متعجلين ينضمون إلى داعش وما شابهها، والدليل على ذلك ما قاله شيخ الأزهر لمحمد بديع المرشد المسجون: "نصف أعضاء جماعة الإخوان أزهريون"، لذا نحن نجهز الجنود للإخوان وهم فقط ينظمونهم لتحقيق ما يريدونه وهو "دولة الإسلام، دولة الله على الأرض".
لماذا بدأ عناصر الجماعة فى الذهاب إلى بلاد شرق أوروبا وآسيا (كوريا واليابان) بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة؟
أظن أنهم يركزون على الغرب أكثر، لأن اللجوء إليه أسهل، وفى كندا على سبيل المثال جاء كثير من الإخوان عبر قطر وغيرها، ويقدم كل واحد منهم باعتباره مضطهدا ومهددا بالقتل؛ فيتم قبوله.
كما أن هناك تقريرا نشره منتدى الشرق الأوسط (مركز بحثى أمريكى مهم)، يؤكد أن كثيرا من الإرهابيين المسلمين يدخلون إلى أمريكا عبر دول أمريكا اللاتينية الوسطى.
هل ما زال الإخوان فى الخارج يقدمون الدعم لعناصر الجماعة فى مصر؟
طبعا، مهم أن تعرف أن كثيرا من المنظمات الإخوانية لا تقول إنها إخوانية، يدعمون منظمة حماس بالمال (مصنفة فى كندا باعتبارها منظمة إرهابية)، ولهم الكثير من الأنشطة، مثل إقامة المؤتمرات والندوات والكتابة فى الصحف والظهور فى الإذاعات والمحطات التليفزيونية، يؤكدون أنهم ديمقراطيون ومتسامحون… الخ، وضحايا النظام فى مصر- كذريعة-، وكما ذكرت مسبقاً أظن أنهم لعبوا دورا كبيرا فى تصنيف مصر "دولة، الحياة فيها خطر مثل سوريا والعراق" عبر أعضائهم فى الحزب الليبرالى الحاكم.
هؤلاء الإخوان والإسلاميون يدعمهم البعض داخل مؤسسات دينية، بنشر أكاذيبهم عن "الإسلاموفوبيا"، كما أنهم يتلقون ملايين الدولارات دعما من حكومات وأفراد من الخليج.
هل المؤسسات التعليمية الدينية فى البلاد العربية مفرخة للإرهابيين.. لماذا؟
نعم، فكما شرحت، هذه المؤسسات تجهز الجنود والإخوان، وغيرهم ينظمونهم فى تنظيمات إرهابية مسلحة وغير مسلحة، وفى كتابى "عشاق الموت" أثبتُّ بالدليل أن الكثير من قادة التنظيمات الإرهابية فى العالم تخرجوا من جامعة الأزهر، كما أننى أوضحت أن الإخوان أسسوا التنظيم الدولى بالاعتماد على الطلبة المسلمين القادمين من الخارج، ليعودوا ويؤسسوا فروعا إخوانية فى بلادهم، وذلك قبل أن يصبح هناك عدد كبير من المسلمين يعيشون فى الغرب، وهذا مذكور فى كثير من مذكرات بعض قيادات جماعة الإخوان.
كيف يمكن تجفيف منابع الإرهاب الفكرى والقضاء على خطر الإسلام السياسى؟
الأمر بسيط جداً ذكرته بالتفصيل فى كتابى الثانى "الاستسلام"، وذلك من خلال، أولا، وجود مناخ حرية؛ لنقد الأساس الدينى للإرهابيين المسلحين وغير المسلحين، فهؤلاء ليسوا مختلين عقلياً أو متطرفين … الخ، لكنهم عقلاء يستندون إلى نصوص قرآنية وأحاديث منسوبة لسيدنا النبى- صلى الله عليه وسلم-، وتاريخ إمبراطورية قريش الاستعمارية، وإتاحة الفرصة للمجددين المسلمين بحرية بأن تكون اجتهاداتهم وأفكارهم متاحة أمام المسلم، وأن يتم تدريسها فى حصص الدين وفى الجامعات وتتاح فى المساجد.
ثانياً لابد من تفعيل مادة الدستور التى تحظر التمييز وإلغاء كل القوانين التى تحرض على الكراهية والعنف والتى تعاقب المجددين، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، وتفعيل كل ذلك حرفياً، بذلك يمكننا محاربة الإرهاب، وغلق مصانع إنتاج الإرهابيين.
ذكرت أن مقولة "فى الغرب إسلام بلا مسلمين كذبة".. لماذا؟
لأن نجاح الغرب، ليس لأنه يطبق هذه المقولة الكاذبة، ولا نجح لأنه يطبق المسيحية، الغرب نجح لأنه أسس دولاً علمانية ديمقراطية. فكندا على سبيل المثال ليست دولة مسيحية، رغم أن الأغلبية مسيحية كاثوليكية، دستورها أو قوانينها لا تشير إلى أن دين الدولة هو المسيحية، دولة كندا لا تنفق دولاراً واحداً على بناء كنائس أو لنشر المسيحية، جميع الأديان على قدم المساواة، المدارس العامة تُدَرِّس مفاهيم رائعة عن الـ5 أديان الأكثر انتشارا فى كندا: "المسيحية والإسلام واليهودية والبوذية والهندوسية،. لن تجد الكاثوليك- وهم الأغلبية- يعتدون على مسلمين لأنهم يصلون بدون ترخيص، لن تجد الكاثوليكي أو أى مسئول يقول إننا بلد مسيحى كاثوليكى، القانون يطبق على الجميع دون أى تمييز، قواعد بناء المسجد مثل قواعد بناء الكنيسة والمعبد الهندوسى، رئيس الوزراء لا يستمد شرعيته من أنه متدين مسيحى؛ ولكن لأنه يسعى لرفاهية كل الكنديين- أياً كان دينهم أو عرقهم-.
كندا دولة غنية ليس لأنها تملك موارد طبيعية كثيرة، ففنزويلا مثلاً، تملك أكبر احتياطى للبترول فى العالم، ودولة فاشلة، وكندا ثرية لأنها بلد علمانى ديمقراطى حر يختار فيه الناس الأفضل، ولذلك نجحوا فى تنمية ثروة البلد.
وربما من المهم أن تعرف أن وزير الهجرة الكندى، صومالى مسلم، جاء وهو صغير إلى كندا كلاجئ، ووزير الدفاع، أكرر وزير الدفاع الكندى من السيخ، وولد فى الهند، وجاء مع أسرته إلى كندا، وأصبح وزير دفاعها.
ولكن الغريب أن بعض المسلمين وكل الإسلاميين يأتون إلى كندا؛ لأنها- كما شرحت-، وبعد أن يستقروا وينعموا بالرخاء والحرية؛ يريدون أن يجعلوها "إسلامية"، ويقولون على الكنديين كفار، ويريدون قتلهم!.
متى تترجم كتبك إلى العربية؟
أتمنى أن تتحمس إحدى دور النشر المصرية لذلك، وربما أكون أنا المقصر، فلم أسع فى ذلك، لكنى سأفعل بالتأكيد.