السفير السودانى: قوة عسكرية مشتركة مع مصر.. ولا نأوى أى عناصر معارضة لمصرهريدى: تعاون مشترك مع الدول العربية فى محاربة الإرهاببدر: أردوغان يعرض تركيا إلى مشكلات لا تستطيع مواجهتهاسعى الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إزالة الشوائب العالقة فى مجرى العلاقات بين القاهرة والخرطوم، بعدما سلك الحليف التاريخى لمصر دروبًا أثارت الشكوك حول نواياه، فالتعاون مع أنقرة، وإيواء عناصر من جماعة الإخوان الإرهابية جعل الأوضاع بين البلدين ترقص على حافة الهاوية.لم تتسرع السلطات المصرية فى تبنى مواقف عدائية، من شأنها زيادة الفجوة، ولكن انتهجت خطوات محمودة، تشهد على حنكة الحكومة، وخبرتها فى تولى الأزمات، فكان اجتماع أديس أبابا، بين الرئيسين السيسى والبشير مهمًا للغاية، ووضع أسسًا واضحة لانطلاق علاقات ثنائية تقوم على الشفافية والاحترام ودعم المصالح المشتركة.أفضى الاجتماع إلى تكوين اللجنة الرباعية من وزيرى الخارجية ورئيسى جهازى المخابرات فى البلدين التى اجتمعت بالقاهرة مؤخرًا، ووضعت خطة محددة لمعالجة شواغل الطرفين السياسية والدبلوماسية والأمنية.أول صور تحسن العلاقات بين البلدين ظهرت فى عودة السفير السودانى إلى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم، 8 مارس، الذى أبدى خلالها سعادته البالغة بعودته، مثنيًا على التفاهم الذى يشهده البلدان فى الوقت الحالى.وخلال مؤتمر صحفى عقده عقب عودته القاهرة، أكد أن «الاجتماع الرباعى» أعاد مقترح إقامة قوة عسكرية مشتركة بين البلدين، لتأمين الحدود أسوة بما هو قائم بين السودان وتشاد ودول أخرى، وهو ما ستنظر فيه اللجان الفنية الأمنية المشتركة خلال الفترة القادمة.وأشار السفير السودانى إلى أن الجانب المصرى طرح خلال الاجتماع الرباعى بين وزيرى خارجية ورئيسى جهاز المخابرات فى البلدين طرح عدد من القضايا على الجانب السودانى على رأسها موضوع الحظر السودانى على استيراد الخضر والفاكهة من مصر، بالإضافة إلى ضمان ألا يأوى السودان أى عناصر مناوئة لمصر على أراضيه.وشدد «عبد المحمود» على أن السودان لا يأوى أى عناصر معارضة لمصر، مشيرًا فى هذا الصدد إلى أن السودان قدم للقاهرة قائمة بالعناصر المناوئة للسودان المقيمة فى مصر وقدم معلومات كاملة بما تقوم به هذه العناصر، معبرًا عن أمله فى أن تتمكن اللجنة الأمنية من مناقشة هذا الأمر بالتفصيل، وذلك حسب ما ذكرته شبكة «روسيا اليوم».فى هذا الصدد، أكد السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية السابق، أن الدول الغربية والعربية تتعاون فى إنشاء قوى مشتركة، تكون مهمتها الأساسية محاربة القوى الإرهابية، والقضاء عليها، مشيرًا إلى أن فرنسا تعاونت مع دول جنوب الساحل، وتبرعت المملكة العربية السعودية لهذا التحالف بـ100 مليون يورو لدعمها ماديًا.وتابع: مصر والسودان لديهما مصلحة مشتركة للتنسيق فيما بينهما، لمنع دخول أى من العناصر الإرهابية، التى تتسلل عن طريق ليبيا، وتشاد، والنيجر، ودول الساحل فى أراضيهم.وبسؤال السفير نبيل بدر حول البند المذكور فى الاقتراح حول إنشاء قوة عسكرية بين البلدين، بشأن ألا يأوى أى طرف عناصر مناوئة للآخر، ومدى فعاليته فى القضاء على جماعة الإخوان المسلمين فى السودان، وأحلام أردوغان العسكرية فى جزيرة سواكن، أكد أن جماعة الإخوان المسلمين على وجه التحديد اتخذت من الأراضى السودانية فى الفترة الماضية، ملجأ بعد التطورات التى حدثت فى مصر، مضيفًا، أنها لم تكن مجرد جماعات أو أطراف تسعى إلى اللجوء فقط هناك.وأشار السفير بدر إلى أن العناصر سعت إلى التخطيط وممارسة نشاط معاد للقاهرة، مؤكدًا أن هناك دلائل على ذلك من جانب قوات الأمن المصرية، مضيفًا أنه بطبيعة الحال لا يمكن أن يشوب العلاقات الحميمية المصرية السودانية وجود تلك العناصر فى السودان.وتابع: هناك جماعات أخرى فى ليبيا وتشاد، والنيجر، يتسلل بعضها عبر الحدود عن طريق السودان، وبالتالى فإن هذا التنسيق بين الدولتين يضع الأمور فى نصابها، موضحًا أن العلاقات بين مصر والسودان لا تتسع لأعمال عدائية يتخذ فيها أعداء إحدى الدولتين أرضًا بادعاء ممارستهم حياة سياسية، بينما هى تسعى إلى التخريب وشن عمليات تخريبية.واستطرد: إذا ما تم الاتفاق بين الجانبين سيمتد البند الخاص بطرد العناصر المناهضة لمصر، إلى أى علاقات أخرى، ومن المعروف أن تركيا طرف يسعى إلى إثارة المشكلات فى مصر، مشيرًا إلى أنه فشل وسيستمر فى الفشل إذا ما حاول التدخل فى مصر.واستكمل: أردوغان يعرض تركيا نفسها إلى مشكلات غير قادر على مواجهتها، فتدخلاته فى دول الجوار ستجلب له الجوار لا محالة.وفى سياق مشابه، أكد السفير حسن هريدى أن البند سيتضمن جميع الجماعات التى يمكن أن تمثل تهديدًا على الأمن القومى المصرى بدون استثناء.ونفى أن تكون هناك صلة بين السودان وتركيا، مشيرًا إلى أنهم منفصلون، وأن الحكومة السودانية لا تتيح أى تسهيلات عسكرية تركية فى سواكن.وأضاف: لا يمكن الحديث عن نوايا الدول فى التعامل مع القضايا، مؤكدًا أن الخرطوم نفت وجود أى علاقة عسكرية بينها وبين أنقرة، من شأنها تهديد الأمن القومى المصرى، منوهًا بأن القاهرة تراقب الموقف الدولى عن كثب.وفى سياق متصل أكد عوض بن عوف وزير الدفاع السودانى، أهمية التواصل والتنسيق بين الأجهزة الأمنية فى البلدين، مضيفا أن الأمن القومى المصرى يمثل أمن الأمة العربية ومن الواجب حمايته.
«السيسي» يحاصر «أردوغان» برًا وبحرًا
الاثنين 19 مارس 2018 | 07:50 مساءً
اقرأ ايضا