لم تهدأ العلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا منذ سقوط الاتحاد السوفيتي، فدائمًا ما كانت متوترة لكن تلك المرة كان التوتر بسبب الجواسيس، والذي بدأ منذ عدة أشهر فكانت بمثابة الحرب الضاربة بين الجانبين، خاصة بعدما تراشق كلاهما الاتهامات بأنّ كل جانب يُحاول نشر الفتنة وعدم الاستقرار في الجانب الآخر والتدخل السافر في شؤونه، وبدا هذا واضحا بعد اتهام روسيا بالتدخل في الانتخابات الأمريكية التي فاز بها الرئيس الحالي دونالد ترامب.
اليوم، ومن جديد احتدمت ما أطلق عليها "حرب الجواسيس" مجددا بين الغرب والروس ، فبعدما واجهت روسيا اتهامات بزيادة عملائها، خلال العام الماضي، تم الإعلان مؤخرا، عن توقيف أميركي يسمى بول ويلان في موسكو بشبهة التجسس.
جاسوس جديد
وأكد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي، في بيان، توقيف الأميركي جديد "أثناء قيامه بعمل تجسس"، مضيفا أنه أطلق ملاحقات جنائية ضده.
ويأتي اعتقال الأميركي بول ويلان في وقت تواجه روسيا قضايا تجسس مع الغرب، بدءا من تسميم الجاسوس المزدوج السابق سيرغي سكريبال وابنته في إنجلترا على يد جاسوسين روسيين مفترضين، ووصولا إلى إدانة الروسية ماريا بوتينا في الولايات المتحدة بعدما اتهمت بكونها عميلة أجنبية غير قانونية.
وبحسب الادعاء الأميركي، فإن بوتينا جمعت معلومات وعملت على تطوير علاقات مع ساسة أميركيين عبر الجمعية الوطنية للبنادق، وأن محام روسي سابق عرضة للعقوبات الأميركية بسبب علاقته بالرئيس الر وسي فلاديمير بوتن كان يوجه نشاطات بوتينا.
وتواجه بوتينا اتهامات بالتآمر والتصرف كعميل أجنبي غير مسجل لصالح الحكومة الروسية.
وأوضح الادعاء الأميركي في ملف قضية رفعها الاثنين، أن بوتينا قبلت صفقة تقضي بالإقرار بالذنب مقابل تخفيف العقوبة عنها.
السجن 20 عامًا
وبموجب القانون الروسي، من شأن الإدانة بالتجسس أن تؤدي إلى إصدار حكم قضائي بالحبس يتجاوز عشرين عاما، وفق مجلة "بوليتيكو" الأميركية.
وجاء الاعتقال الروسي الجديد وسط توتر شديد في العلاقة بين واشنطن وموسكو بسبب تحقيق أميركي مستمر بشأن تدخل روسي محتمل في انتخابات الرئاسة الأميركية سنة 2016.
ويرى متابعون أن عودة روسيا بقوة إلى الساحة الدولية بعد أعوام من التصدر الأميركي للمشهد في إطار "الأحادية القطبية" من شأنها أن تزيد من حدة التنافس وحرب التجسس بين واشنطن وموسكو.