بكر الحراسيس:
مشاهد الإغراء مرفوضة بالتليفزيون الأردنى.. وأدوار البلطجة موجودة ولكن بحدود
تناول المسلسلات ببلدى لقضية المخدرات من أجل توعية الشباب فقط
ضغوط وطموحات الأسرة أجبرتنى على الاستقرار داخل الوطن.. وكل من غادره أبدع فى كل الدول
«نجاتى وحرمه» أول أعمالى.. وشاركنى فيه إياد نصار ومنذر رياحنة
أعشق محمد سعد وأتمنى رؤيته .. والجمهور يحايلنى لتقليده
أتمنى مشاركة الزعيم وأحمد بدير ويحيى الفخرانى.. ولولا الإعلام ما نجحت أغانى المهرجانات
يعتبر الفنان الأردنى بكر الحراسيس من عمالقة الفن الكوميدى فى الأردن الشقيق، حيث لاقت أعماله اهتماما كبيرا على الصعيدين المحلى والعربى، وشارك فى العديد من الأعمال مع فنانين أردنيين كبار، كما يعتبر بارعا فى تقليد الكثير من الشخصيات السياسية والفنية والاجتماعية، برؤية جديدة، وبأسلوب نقدى فكاهى غنائى.
وهو ممثل وصوت أردنى جميل يحمل درجة البكالوريوس بالحقوق، وسبق وأن اشترك فى العديد من الأعمال التليفزيونية، منها مسلسل "نجاتى وحرمه"، مع هشام يانس، وبرنامج "تنظيم الأسرة" مع حسين طبيشات، ومسلسل سلطانة، بجانب مسلسلات أردنية عديدة، كما لعب أدوارا لاقت نجاحا كبيرا من خلال المسرح، ومنها, مسرحيات “احترنا يا قرعة من وين انبوسك” ومسرحية “أن نكون أو لا نكون” ومسرحية “لبن لادن” ومسرحية ”أقسم بشرفى” ومسرحية ”كوكتيل إرهاب” بجانب مسرحيات عديدة أخرى.
بكر الحراسيس اشتهرت أعماله بالكوميديا بين الناس بسبب خفة ظله، لديه الموهبة ويؤمن بها، وما بين الحلم والواقع عقبة إن تخطيتها فقد أنجزت عملك ولكن دائمًا رغبات الأهل تخالف الأحلام، ورغم ذلك هناك موهبة حتى وإن أتت مؤخرًا إلا أن دوام السعى يحقق الطموح، من أجل ذلك التقت محررة "بلدنا اليوم" بالفنان الأردنى.
وإلى نص الحوار:
فى البداية حدثنا عن مسيرتك الفنية وما هى أهم أعمالك؟
تعلمت ونشأت بالمسرح مع الأستاذ هشام يانس وكنت عضوا رئيسيا بالمسرح الأردنى وشاركت فى بعض المسلسلات مع هشام يانس، أجيد الغناء بجميع اللهجات وأمتلك موهبة التقليد والتمثيل، وشاركت بمسرحيات من واقع المجتمع الأردنى، ومن المسرحيات التى عملت ضجة فى الأردن هى مسرحية "الوطن أف أم" عام 2014 ، كانت من أنجح مسرحياتى، وما زالت تعرض ومطلوبة حتى الآن, وشاركت فى مسرحيات عديدة، ولكن الشعب الأردنى أحب مسرحية الوطن أف أم، إلا أنه كما يقولون "سبع صنايع والبخت ضايع"؛ نتيجة لأن الفن يولد فى مصر ويموت بالأردن.
ما هى بدايتك الفنية وأبرز عمل حقق لك الشهرة؟
كانت بدايتى فى مسلسل "نجاتى وحرمه" وشاركنى فيه الفنان منذر رياحنة بنفس المسلسل حيث مثلت أدوارا قليلة نظرًا لبدايتى به ولكن كنت أجيد التمثيل، ولأن المسرح غير التليفزيون، فكنت حينها كبيرا فى المسرح، مبتدئا بالتليفزيون، وكان النجم الكبير إياد نصار معنا فى هذا المسلسل والذى حقق الشهرة أكثر داخل مصر، وكنت وقتها فى فترة الجامعة من بعدها أستكملت حياتى الفنية داخل المسرح وكوَّنت فريقا خاصا، ومازلت حتى الآن أشارك المسرح فى الاحتفاليات والمهرجانات.
هل كانت بداية مسيرتك إذا مع إياد نصار ومنذر رياحنة؟
بالطبع بدأنا سويًا وتعرفنا على بعضنا من خلال مسلسل "نجاتى وحرمه" من بعدها اختفى الاثنان، وعلمت أنهما جاءا إلى مصر لاستكمال مسيرتهما الفنية وأتمنى لهما كل الخير.
ما الفرق بينك وبينهما؟
إياد نصار مخرج وله علاقاته وكانت له مسلسلات قوية داخل الأردن، سواء تاريخية ودرامية، والظروف أجبرتنى على الاستقرار داخل الوطن، ولكن إياد ومنذر حققا الشهرة أكثر داخل مصر.
حدثنا عن مستوى الفن فى الأردن؟
مستوى الفن فى الأردن جيد لكنه محصور داخل الأردن، ولكن الفن الأردنى فى السبعينيات والثمانينيات بالأخص المسلسلات البدوية كان عليها طلب من دول الخليج وغيرها وحتى دول أفريقيا تونس والجزائر والمغرب وغيرها كانت تفضل المسلسلات الأردنية البدوية.
ومع تغير العصور اختلف الموضوع وما زلنا نملك الطاقة والفن، والرقابة مهتمة بذلك الأمر؛ لإيصال الرسالة ولكن كل أردنى يخرج من بلده يبدع سواء بلبنان أو مصر أو بالبرامج الترفيهية أو المواهب من آراب آيدول وذا فويس، والكثير من الفنانين الأردنين حصلوا على المراكز الأولى من خلال هذه البرامج من ضمنهم نداء شرارة وديانا كرزون من برنامج سوبر ستار، ولدينا قامات فنية كثيرة فى الأردن.
ما الفرق بين الفن المصرى والأردنى فى وجهة نظرك؟
اتجاهات السينما المصرية معروفة ومشهورة ونحن لا نمتلك سينما أو السينما لدينا محدودة، ولكن مصر كل شىء فيها فن سواء سينما أو دراما.
وأشعر أن مصر هى انطلاقة لأى فنان من خلال الجمهور وعدد السكان ولأن مصر التى أنجحت أم كلثوم وفريد الأطرش وغيرهم من النجوم وأتمنى من الله أن يحميها هى وشعبها.
هل هناك رقابة على أدوار الفنانين فى الأردن؟
بالطبع هناك رقابة على الفن والفنانين بشكل عام وهناك لجنة رقابة بالتليفزيون على أى مسلسل أو برنامج، فيجب أن تطلع لجنة الرقابة على السيناريو وهناك ألفاظ ممنوع أن تذكر بالتليفزيون الأردنى وجميع القنوات الأردنية.
وعلى الرغم من وجود اهتمام كبير من الرقابة؛ إلا أن هذا لا يعنى بأن الفن الأردنى غير منفتح على العالم، لا بالعكس منفتح فى الأردن ولكن ضمن حدود.
هل الفن فى الأردن يتضمن مشاهد إغراء أو بلطجة أو إيحاءات جنسية؟
هذا الأمر مرفوض داخل التليفزيون الأردنى ولأن التليفزيون الأردنى محافظ للغاية على هذه النقاط، ولكن من الممكن أن يكون هناك دور بلطجة ولكن ضمن حدود.
هل هناك أعمال تتضمن المخدرات وكيفية التعايش والتعامل معها؟
بالطبع لأن المخدرات قضية ومشكلة عالمية، والهدف من المسلسلات المتعلقة بهذه القضية؛ هو توعية الشباب فهناك أعمال ومشاهد تعبر عن المخدرات والهدف الرئيسى والأساسى منها التوعية.
هل شاهدت الأعمال الدرامية المصرية مؤخرًا وهل نالت إعجابك؟
بالطبع والمميز فى مصر أن أى عمل حلو بها ينجح حتى العمل العادى طالما هناك جمهور وشعب يحب الفن، ومؤخرًا الأعمال الغنائية الشعبية والمهرجانات حققت نجاحا كبيرا بالرغم من أنها تحتوى على كلام عادى لا يمثل أم كلثوم أو فريد الأطرش أو عبد الحليم أو غيرهم، والسبب فى ذلك الدعاية والإعلام والإعلان، حيث إن الإعلام سبب نجاح أى عمل بالعالم بنسبة 80%.
هل هناك شىء كنت تطمح أن تحققه وخسرته؟
بالطبع فمنذ كنت فى المرحلة الثانوية، معلمى قال لى حكمة "اذهب وادرس موسيقى داخل مصر؛ ستصبح وجه نجم"، ولكن ضغوط وطموحات الأسرة التى دائمًا ما تتمثل فى حلم الدكتوراه والمحاماة والضابط داخل الجيش، استقريت على قرار الأب والأم، ولكن دائمًا ما يكون لكل شخص اتجاه أو حلم لا يرى نفسه غير فيه.
ما هى أعظم الأعمال المصرية التى فضلتها؟
المسلسلات والدراما المصرية كلها فوق الرأس وخاصة القديمة منها، وأعشق كل الفنانين المصريين وأتمنى أن أشارك أى فنان منهم عادل إمام، أحمد بدير، يحيى الفخرانى، وغيرهم، ومحمد سعد حبيبى وأعشقه وأتمنى رؤيته حتى بالمنام، ولأن محمد سعد مشهور داخل الأردن؛ فعندما أكون أمام الجمهور يطلبون بحماس تقليد الفنان محمد سعد، ومن كثرة عشقى له؛ أقوم بتقليده.
هل الأعمال الهندية والتركية دخلت أروقة البيوت الأردنية؟
بالطبع موجودة وجاءت فترة هذه المسلسلات، ولها متابعينها واستطاعت السيطرة على أغلب الفن العربى، حتى اللهجة لها دور ولأن اللهجة السورية استطاعت أن تسيطر على اللهجة المصرية والأردنية باستمتاع المشاهد للمسلسل التركى بشكل عام وهذا ما يفضله المشاهد.
هل لك تفاعل على مواقع التواصل الاجتماعى؟
بالفترة الأخيرة إلى حد ما لم أتواصل، ولأن مواقع التواصل الاجتماعى أصبحت تمتلك الحق فى شهرة أى فنان حاليًا فهذه ثقافة أخرى فى الشهرة بأى بلد وخاصة مصر.
حدثنا عن حبك لتقليد الفنانين ومن أكثر واحد منهم تحب محاكاة أفعاله؟
الكل لهم كل الود والاحترام وكنت فى بدايتى أقلد الفنان فريد الأطرش وغيره من الفنانين الخلايجة، ولكن محمد سعد حاليًا مطلوب أكثر ومحبوب فى الأردن، وخاصة فيلم اللمبى مستقر بذهن المشاهد الأردنى ودخل بقلب الناس الأردنية، ولذلك كل أعماله الفنية موجودة داخل البيوت الأردنية.
ما رأيك فى الفنانة الأردنية ميس حمدان؟
ميس فنانة رائعة استطاعت أن تحقق حلمها داخل مصر والبلدان الأخرى، ولها برنامج حاليًا "رؤية" فى الأردن، فهى بفنها استطاعت أن تكون من عمالقة الفن المحببين.
ما دور وزارة الثقافة فى الأردن؟ وهل تدعم الفن والفنانين؟
بالطبع لها دور كبير والداعم الأول للفنان الأردنى بالأخص فى المهرجانات والاحتفالات وكل شىء يتعلق بالمسرح والفن والدراما، ولأن وزارة الثقافة تهتم اهتماما كبيرا بالفن والأعمال الفنية فهناك معهد ثقافى تابع لها يستقبل أى فنان لديه موهبة، ومن خلاله ينشأ ويصبح فنانا.
ما هى أهم الخطوات فى الأردن لنجاح الفنان؟
اجتهاده وموهبته واختيار الفكرة واهتمام الإعلام يلعب دورا كبيرا بالنسبة لأى فنان أو أى شىء بالدنيا، وأنا كفنان ينقصنى الإعلام بشكل كبير، فأنا أظهر داخل الحفلات ولكن الجمهور يكرر سؤالى: "أنت ليه مش مصرى؟، وليه مش بتروح لمصر أو لبنان أو غيرها"، فالإعلام يوصل والعلاقات توصل أيضًا.
وكان من المفترض أن أدخل مجال الفن فى مصر منذ 10 سنوات، ولكن لم تتوفر الفرصة.