في شهر أكتوبر الماضي، اعتدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي على رهبان دير السلطان بالقدس والتابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية المصرية؛ بسبب تنظيمهم وقفة احتجاجية؛ اعتراضًا على ما قامت به سلطات الاحتلال من تكوين لجنة هندسية لترميم كنيسة الملاك ميخائيل بالدير دون إذن أو موافقة من الأنبا أنطونيوس مطران القدس.
من جانبه، أرسل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وفدًا كنسيًا إلى القدس؛ لبحث آخر تطورات الوضع في مشكلة دير السلطان، وحل الأزمة بشكل قانوني ورد حق الكنيسة القبطية بالدير.
كما تم تكوين خلية أزمة للقضية ومنها عدة لجان توثيقية، لإثبات كل ما يتعلق بالدير من وثائق تاريخية تدفع بحق الكنيسة وملكيتها للدير، بالإضافة إلى لجنة قانونية تسلك الطرق القانونية لإعادة حق الدير.
مفكر قبطي: الحوار أقصر الطرق للتوصل إلى حلول
وفي هذا السياق، أشاد الدكتور كمال زاخر، المفكر القبطي، بزيارة الوفد الكنسي إلى القدس لمتابعة أزمة دير السلطان، واصفًا إياها بالخطوة الإيجابية، مشيرًا إلى أن الحوار يعتبر أقصر الطرق للتوصل إلى حلول.
وأضاف زاخر لـ"بلدنا اليوم" أن الحوار دائمًا مفتوح، والتوصل إلى نتائج يعتمد على أطراف الحوار ومدى توافقهم، لافتًا إلى أن هناك أربعة أطراف يجتمعون للمفاوضات؛ وهم الكنيسة القبطية في القدس والكنيسة الإثيوبية ووفد كنسي مصري وحكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوضح المفكر القبطي، أن مصر تحل أزمة دير السلطان خطوة بخطوة؛ فالبداية تكون بزيارة وفد كنسي لاستكشاف أسباب الأزمة وأبعادها على أرض الواقع، بالإضافة إلى خلفياته التاريخية والقضائية.
وأشار إلى أن الوفد يتكون من رجال قانون وسياسة وكنيسة، منوهًا إلى أن ذلك يعني أننا بصدد حدث مهم هدفه الأساسي التعرف على أبعاد المشكلة وكيفية التعامل معها.
وعن أسباب زيارة الوفد الكنسي للقدس في الوقت الحالي تحديدًا، قال زاخر، إن كل وقت وله ظروفه، بالإضافة إلى المتغيرات التي تحدث بخصوص الدير حاليًا.
نجيب جبرائيل: هناك تنسيق بين مصر وإسرائيل لحل أزمة الدير
بدوره، قال الدكتور نجيب جبرائيل، محامي الكنيسة ورئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، إن زيارة الوفد الكنسي إلى القدس خطوة جيدة في سبيل جهود الكنيسة القبطية؛ للحصول على حقها في دير السلطان والوقوف على ما فعلته إسرائيل من اعتداء على الدير والرهبان الموجودين به.
وأوضح جبرائيل، لـ"بلدنا اليوم" أن هذا يمهّد لتقديم شكوى للمحكمة الدولية إذا رأت الكنيسة المصرية هذا، أو في حين السعي لتنفيذ حكم المحكمة العليا الإسرائيلية عام 1971، بشأن تسليم دير السلطان إلى الكنيسة القبطية، مضيفًا أن زيارة الوفد تعتبر مجالًا للبحث في تاريخ الدير وأزماته.
وذكر محامي الكنيسة، أن الوفد الكنسي سافر بالتنسيق مع وزارة الخارجية المصرية، مشيرًا إلى أنه بناء على تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسي، يوجد اتصالات بين الحكومة المصرية والكنيسة وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، مما يمهد لنجاح الزيارة والخروج بحلول مُرضية.