يرتدي بدلته السوداء، يمتاز بالوقار، شامخًا متمسكًا بماضيه وتاريخه، فيظهر على ووجه ملامح الشباب، وتلذي يتخطي عمرة الخمسينات، ويكسو رأسه الشعر الأسود، الذي يمنحه شهادة الكفء والتقدير، فقد حصل على الكثير من المناصب والأمتيازات داخل أعرق الاحزاب السياسية والممتده لقرابة مائة عامًا "الوفد" وخاصة وأنه من درجة القرابة الآولي لمؤسسيه.
فؤاد بدراوى، سياسي ورجل دولة مصري، حصد العديد من الألقاب، وله تاريخ طويلًا من النضال، يلقب بحفيد الباشا، حيث رافق طفولته مع فؤاد سراج الدين، مؤسس الوفد الحديث، كما أنه ظل يلازمه كظله مدة تزيد على العشرين عامًا منذ عودة الحزب إلى حياتنا من جديد، لاكتساب الخبرة، خاصة وأن "سراج الدين"، هو أول من مارس السياسة فى زمن العولمة من خلال رئاستة للحزب.
انتخابات رئاسة الحزب
ومع رحيل زعيم الوفد ومؤسسة إلي الحياة الأخرة، ارتبكت الأوضاع داخل أكبر الأحزاب المعارضة المصرية، إثر اعلان الامين العام المساعد السيد فؤاد بدراوي، بنيته للترشح على منصب الرئيس خلفلًا للباشا.
ويعد بدراوي هو أقوى المنافسين على المنصب، في مواجهة الرئيس الموقت فى ذلك الوقت الدكتور نعمان جمعة، نظرًا لقلبه بـ"حفيد الباشا"، وبالرغم من وجود أربعة مرشحين آخرين، إلا أن المراقبين اعتبروا قرار الأمين العام المساعد الأهم والأبرز والذي سيزيد من حرارة الانتخابات المقرر أجرائها.
وتكمن أهمية ترشيح بدراوي، في أنه سبق وأن شغل منصب مدير مكتب "الباشا" لسنوات طويلة، وتولى مسؤولية متابعة عدد من اللجان الحزبية في المحافظات، وما أتاح له اتصالات قوية مع كوادر الحزب، ثم تعيينه قبل عامين نائباً لرئيس الهيئة الوفدية في البرلمان، كما كان من أبرز مرشحي الحزب للانتخابات البرلمانية.
ومن هنا بدأت الأزمات المكتومة تضرب بأروقه الحزب، خاصة بعد إعلان "بدراوي" خوضة للانتخابات، وذلك على خلفية اتفاق جرى قبل أيام، بتعديل نظام الحزب، وتقليص صلاحيات رئيسه، وتحديد مدة رئاسته، ولكن رفض "نعمان جمعة"، المرشح المحتمل عقد جمعية عمومية غير عادية، لإقرار هذه التعديلات قبل انتخاب الرئيس، مما منح مناخاً من عدم الثقة بين أطراف الاتفاق، وانتهت الانتخابات وفاز "نعمان" بمنصب الرئيس، وبدراوي السكرتير العام للحزب.
فصل بدراوي
وقضي "نعمان جمعة" فترة رئاسة داخل حزب الوفد، حتى تولى الدكتور السيد البدوي، رئيس الحزب، خلفا له، ولكنه لم يتوقف "بدراوي" عن افتعال الأزمات فى عهد البدوي، مما قررت الهيئة العليا للحزب فصل الأعضاء السبعة المنتمين لما يسمى بتيار إصلاح الوفد، والذي كان على رأسهم، ويرجع ذلك إلي بعض من التصريحات الذي أعلن عنها على العديد من المواقع والبوابات الالكترونية ودعوته بتشكيل جبهة إصلاح الحزب، وحدد أسماءهم وأنهم لا يعترفون بشرعية انتخابات رئيس الحزب التي جرت في يوم 25 أبريل 2014.
عودة الطيور المهاجرة
ومنذ سنوات مضت على فصل القيادى الوفدي السابق، فؤاد بدراوي من حزب الوفد، بعد اجتماع الهيئة العليا للحزب حينئذ واتخاذ القرار النهائي بفصله، لارتكابه أخطاء استجوبت فصله نهائيا، ومنذ فترة تجددت مناقشات بالحزب بشأن عودة بدراوي، دون حسم الأمر، وقال رئيس الوفد حينها الدكتور السيد البدوي: «أنه ليس لديه مانع من عودة بدراوي إلى أروقة الوفد، لكن القرار بيد الهيئة العليا للحزب كونها صاحبة الاختصاص».
وتمر الأيام ويفتح خلال اجتماع الهيئة العليا للحزب والذي لم يمض عليه عدة أيام، عودة المفصولين من الحزب بشرط الاعتذار فقط عما بدر منهم تجاه أعضاء أو قيادات بالحزب، لكن المناقشات استثنت جبهة فؤاد بدراوى من العودة دون إعلان السبب بالرغم من فتح ملف بدراوي مؤخرا وزياراته المتكررة لحزب الوفد، لكن لم يكن ممن شملهم قرار العودة، بشرط الاعتذار شأن الآخرين.
تبرع الرجل الثاني
ومع انتهاء مدة حكم الدكتور السيد البدوي، تولي المستشار بهاء أبو شقة، منصبه الجديد، مما فتح ملف عودة الطيور المهاجرة من جديد، وبعد مرور 4 سنين من فصل الدكتور فؤاد بدراوي والذي كان يتقلد المنصب الثاني في "بيت الأمة"، عاد إلى "الوفد" من جديد على يد "أبوشقة"، ولم تمر أيام قليلة على عودته حتى تبرع بمليون جنيه للحزب، نظرًا لحل جزءًا من الأزمة.
عضو الهيئة العليا
وبعد عودة الطيور الهاجرة، وانعاش بعض الوفديين خزينة بيت الأمة، ليجري الحزب خلال شهر نوفمبر، انتخابات الهيئة العليا والتى تعتبر أعلى هيئة فى الحزب طبقا للائحته الداخلية، وصاحبة الكلمة العليا داخل الحزب فى اتخاذ أى قرارات داخلية.
مما يطل علينا الدكتور محمد فؤد بدراوي، بتصريحات جانبيه، معلنًا بخوض سباق انتخابات الهيئة العليا، مشيرًا إلى أنه كان عضوًا بالهيئة العليا للوفد منذ عام 1984، ثم عاد مرة أخرى بعد تعيينه عضوًا بالهيئة العليا للوفد بقرار من المستشار بهاء أبو شقة، رئيس حزب الوفد؛ بعد عودته مع المفصولين إلى الحزب.
انتخابات السكرتير العام "أتفاءل خيرًا"
واليوم، تجرى انتخابات المكتب التنفيذي لبيت الأمة، من خلال أول اجتماع للهيئة العليا المنتخبة وينتخب السكرتير العام ونواب رئيس الحزب وأمين الصندوق.
ومن جانبة، أعلن فؤاد بدراوى، عضو الهيئة العليا بحزب الوفد، ترشحه لمنصب السكرتير العام للحزب في الانتخابات التي ستجرى، من قبل الهيئة العليا قائلًا: «أتفاءل خيرا».