منذ أن تم الإعلان عن استضافتها لكأس العالم 2020، والانتقادات تطالها من كل جانب، فالبداية كانت مع اعتراض عدد كبير من المنظمات الحقوقية والدولية على النظام التي تتعامل به الدولة مع العمال الذين يعملون على بناء وتشييد الملاعب، فتميم وحكومته يتعامل معهم بنظام «السخرة» الأمر الذي أدى إلى وفاة عدد من هؤلاء العمال من أصحاب الجنسيات المختلفة.
ولم يكن نظام السخرة وحده من وضع الكثير من العلامات الحمراء على النظام القطري، بل تواجد عدد من الشركات التي كان أصحابها ضمن قائمة الإرهاب التي أصدرها تميم منذ عدة شهور، فتنبأ بحدوث أزمات في الاستعدادات للكأس خاصة وأنّ أصحاب تلك الشركات تُساهم بشكل كبير في تشييد وتطوير الاستادات التي ستستقبل كأس العالم.
الحدث الآخير الذي طال تنظيم الحمدين كان الأشدّ قسوة، فاتهمت قطر بتقديم رشوة حتى تستطيع استضافة كأس العالم، خاصة بعد عدم موافقة العديد من النقاد باختيار قطر لاعتبارات حرارة الصيف وحقوق العمالة الأجنبية بجانب اتهامات الفساد، لكنّها وبالرغم من ذلك تفوقت على الملف الاسترالي والأمريكي والإنجليزي، مما دفع الكثيرين لإثارة الشكوك، وبحسب صحيفة ذا صن البريطانية، فإنّ قطر دفعت رشاوى تٌقدر بملايين الدولارات حتى تكسب أصوات دعمها لاستضافة الكأس العالم، وأغلق الملف بعدها حتى خرجت بعض الأحاديث تلك الايام والتي أثارت الجدل مرة ثانية.
ومن جديد سخرت صحيفة «ذا صن» البريطانية من استضافة قطر لبطولة كأس العالم 2022، وخلال تقرير بعنوان «أين قطر» ومتى سيكون كأس العالم، وأي طقس سائد في البلاد؟، أبدت الصحيفة اندهاشها عن كيفية استضافة تلك الدولة الصغيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها الـ2.5 مليون نسمة يحمل حوالي منهم 313 ألف شخص فقط الجنسية القطرية، لكأس العالم، وبجسب ذا صن فإنّ قطر مجرد دويلة صغيرة استغلت الموارد الطبيعية وثرواتها في محاولة لفرض نفوذها على الساحة العالمية رغم حجم سكانها الصغير.
بالإضافة إلى محاولاتها اكتساب دورها الإقليمي، من خلال تمويل حملات التمرد والاحتجاجات في الربيع العربي، كما أنها تستغل شبكة الجزيرة في ذلك بشكل واضح، لذا فحصول قطر على حق استضافة مونديال 2022، كان بمثابة صدمة كبيرة للعالم، بالإضافة إلى أنّه فتح الباب أمام شكوك ضخمة بشأن الرشاوى والحملات المشبوهة لتلك الدويلة، بحسب ما ذكرته الصحيفة البريطانية.