كان أحد علماء الأزهر الشريف، اشتهر بين الناس بالوسطية، أو كما عهدته الأجيال الحالية، لكن لكل منّا جزء خفي لا يعرفه إلّا المقربون، «محمد الغزالي» الإمام والأزهري، عُرف عنه منذ يومنا هذا بالدفاع عن وسطية الإسلام وعدم المغالاة في الدين، لكن هناك حقائق أخرى لم يتدولها الكثيرين ولم يتم معرفتها عن الإمام، فالملف لا يمكن أن يكون ناصع البياض يجب أن يكون به نقطة سوداء.
اليوم، وفي ذكرى ميلاد الإمام محمد الغزالي، نكشف حقيقة تكفيره للكتاب، وعلاقته المشبوهة بجماعة الإخوان المسلمين، وكتابه «قذائف الحق» الذي كفّر فيه المخالفين والمعارضين له دينيًا وسياسيًا وفكريًا.
«قذائف الحق» كتاب الغزالي للهجوم على معارضية
لم يسمع الكثيرون عن كتاب «قذائف الحق» للإمام محمد الغزالي، والذي تمّ منعه لما يقرب من 45 عامّا، وتحديدّا منذ عهد الزعيم جمال عبد الناصر، بسبب هجومه على شخصيات سياسية وأدبية إضافةً الى الكنيسة والقوميين والعروبيين والناصريين، واتهم بعضهم بالكفر ومعاداة الإسلام.
الكتاب الذي تمّ منعه لسنوات عديدة أعيد نشره في عهد حكم جماعة الإخوان المسلمين، والتي اكتشف فيما بعد أنّهم كانوا السبب في منعه خلال عهد جمال عبد الناصر، لكنّهم أعادوا نشره مرة ثانية لإظهار أنّهم داعمين للدين وأئمته.
الغزالى إخواني أفتى بقتل فرج فودة
كان الإمام محمد الغزالي صديقّا ودودّا لمؤسس جماعة الإخوان المسلمين، حسن البنا، وكان ضمن المؤسسين الأوائل للتنظيم، لكنّه وبعد وفاة البنا حدثت مشكلة ما بينه وبين المرشد الثاني للجماعة، حسن الهضيبي، فقررّ الابتعاد عن الجماعة جسديّا فقط لكن كانت جميع أفكاره تتعلق بهم.
الغزالى الذى تحدث قبل اغتيال الكاتب فرج فودة، أحد الكتاب المشهورين حينها، بعشرة أيام فى ندوة بنادى هيئة التدريس بجامعة القاهرة، قائلّا: «فرج فودة يُردد كلام الغرب. ربنا يهديه.. وإن ماهداهوش.. ربنا ياخده، وكانت هذه الكلمات بالإضافة إلى بيان ندوة علماء الأزهر، والتي أفتت بجواز قتل مثل هؤلاء، بمثابة رسالة التكليف بالقتل».
لم يكتفِ الغزالي بذلك بل وأثناء طلبه للشهادة في مقتل "فودة"، قال إنّه يستحق القتل، فهو في «حكم المرتد» والمرتد مهدور الدم، ووليّ الأمر هو المسئول عن تطبيق الحد، وأن التهمة التى ينبغى أن يحاسب عليها الشباب خلف القفص ليست القتل، وإنما الافتئات على السلطة فى تطبيق الحد.
الغزالي وهجومه على صلاح جاهين
بعد ثورة يوليو، خرج الغزالي ينادي بتوحيد زي المرأة، وعلى حسب قوله، منع الزي الأجنبي الذي يكشف محارم المرأة، لتأتي المفاجأة بعدها مباشرة حينما أقدم صلاح جاهين رسام الكاريكاتير المشهور للرد على الغزالي من خلال صوره؛ رسم فيها «الغزالي» واقفًا على منصة يلقي كلمته منفعلاً، وسقطت عن رأسه عمامته البيضاء، وتحت الرسم كتب جاهين ساخرًا «الشيخ الغزالي: يجب أن نلغي من بلادنا كل القوانين الواردة من الخارج، كالقانون المدني وقانون الجاذبية الأرضية».
كانت الرسمة كفيلة أن تثير غضب الغزالي، فخرج في إحدى مؤتمراته مهاجّا لجاهين، فسخر الأخير مرة ثانية من الإمام، وتحوّل الخلاف بينهم ليس فقط مجرد رسمة وهجوم بكلمة، بل أصبح «معركة دينية»، فاتهم الغزالي جاهين بأنّه «عدو للإسلام» ولا يمكن أن يكون مسلمّا.
موضوعات متعلقة
أستاذ تفسير بالأزهر: النقاب ليس واجبًا في الإسلام
ضبط واعظين بالأزهر منتحلين صفة «مأذون شرعي» بالفيوم