«الرقص في المساجد» بين الإثم والتصوف

السبت 23 يونية 2018 | 04:52 مساءً
كتب : مي وجدي

رقص وقفز غريب في مسجد بقرية نائية في محافظة الدقهلية، مشهد غريب لم يعتاده المصريون أبدًا سواء كان هذا الأمر في مسجد أو خارجه، فلطالما اتسم هذا الشعب بالحكمة والاعتدال.

 

هذه الواقعة الغريبة حركت كيان الشعب المصري الذي خرج يهاجم هذا المشهد الذي انتشر على صفحات الانترنت ووسائل الاعلام، متسائلين عن السبب الذي قد يدفع فردًا من هذا الشعب الذي تشبع بالتدين، للتصرف بمثل هذا التصرف الشنيع.

 

ولذلك تحدثنا مع مجلس النواب وعلماء الأزهر والمتصوفين، للوقوف على هذه حقيقة هذه الواقعة.

عضو بالبرلمان: تشويه لصورة الإسلام

 

من جانبه قال محمد إسماعيل، عضو الشئون الدينية بوزارة الأوقاف، إن الفيديو الذي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، حول رقص مجموعة من الأشخاص في أحد المساجد التابعة لقرية «طناح» في المنصورة، يستهدف تشويه صورة الإسلام.

 

وأضاف إسماعيل في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن وكيل الأزهر بالمحافظة، اتخذ إجراءات تجاه هذه الواقعة، واصفًا الأشخاص الذين ظهروا بالفيديو بأنهم مجموعة من الجهلاء، وما فعلوه لا يمت للاسلام بصله، كما أنه يشوه صورة الإسلام ويظهرونه بصورة سيئة للغاية.

 

وأكد أن المساجد تتبع وزارة الأوقاف، التي وفرت لها القانون رقم 51 لسنة 2015، ومنح حق الضبطية القضائية للعاملين بها، لضبط أي تصرف غير لائق، ولكن من الأفضل أن يتم التعامل بالحكمة والموعظة الحسنة، فيما يتعلق بتلك الواقعة.

 

شيخ صوفي: ليس رقًا وإنما حلقات للذكر

 

«لا يوجد شباب يرقص في المساجد، وإنما هي حلقات للذكر» هكذا بدأ محمد عبد المجيد الشرنوبي، شيخ الطريقة الشرنوبية حديثه عن الفيديو، قائلًا إنه لا يوجد رقص في المساجد سواء كان الأمر نابعًا من إحدى الطرق الصوفية، أو من شباب عاديين، موضحًا في حديثه معنا أن حلقات الذكر التي تقوم بها الطريقة الصوفية بالمساجد تحصل قبلها على تصريح من الأوقاف، مضيفَا أن هؤلاء الأشخاص الذين قاموا بهذا الأمر قد يكونوا غير مدركين لأنواع الذكر.

 

«الظافري»: الأزهر والأوقاف جهتين دعويتين

 

بينما خالفه في الرأي الشيخ إبراهيم الظافري، أحد علماء الأزهر الذي قال إن هذا الرقص ليس له علاقة بذكر الله تبارك وتعالى، وليس له علاقة بالإسلام، اما الاهتزاز المرتبط بالذكر يكون فقط بالاهتزاز يمينًا ويسارًا.

 

وأضاف في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن هذا الفعل يشين الإسلام والمسلمين، وبالنسبة للطرق الصوفية فيمتاز أهلها بالاعتدال ويتبعون توجيهات شيوخهم، أما من يخرج عن تعاليم شيوخ الطرق الصوفية، فإنهم يضرون بذلك الطرق الصوفية بأكملها، ولكن الطرق الصوفية بريئة تمامًا من هؤلاء، لأنها تهدف لأخذ الناس إلى الله تبارك وتعالى.

 

وأوضح عالم الأزهر، أن من يقوم بمثل هذه التصرفات، قد يكون متعمدًا تشويه الطرق الصوفية، مشيرًا إلى أن هناك الكثيرين ممن يريدون ذلك، مستكملًا حديثه بأنه لا يعتقد أن مشايخ الطرق الصوفية لا يرتضون مثل هذا الأمر المشين.

 

ونوه الظافري، بأن الأزهر ووزارة الأوقاف والهيئات الدعوية في البلاد جهتين دعويتين، ولا علاقة لهما بالجهات التنفيذية، فهي ترشد الناس وتدعوهم إلى الهداية.

 

إساءة لصورة الإسلام

 

كما هاجم عبد الخالق الشبراوي، شيخ الطريقة الشبراوية، هؤلاء الأشخاص بالفيديو المعروض ، موضحًا أنهم يريدون الإساءة للدين الإسلامي، بما له من وقار واحترام، ولذلك لا بد أن تكون هناك وقفة من المسئولين أمام هذه الهراءات التي تحدث في المساجد لأنها تثير غضب المُتعبدين، فدخول الرجل للمسجد يجب أن يكون بوقار واحترام، وأن يظهر الأشخاص بكل خشوع أمام المولى عز وجل في المسجد، أما غير ذلك فهو ليس من العبادة بشئ.

 

ولم يستبعد شيخ الطريقة الشبراوية أن تكون هذه محاولة لتشويه الطرق الصوفية، حيث أن مصر تحارب في جميع الاتجاهات محاولات التشويه التي يقودها البعض ضدها.

اقرأ أيضا