القرارات الجماعية ورجال الأعمال طريقان لعودة «الوفد»

الاحد 29 يوليو 2018 | 01:40 مساءً
كتب : سارة محمود

«يا أبو شقة يا بلاش واحد غيره ما ينفعناش»، «عاش البدوي ضمير الأمة».. هتافات ومشادات كلامية بين مؤيد ومعارض هذا هو حال الساعات الأولي لانتخابات أعرق الأحزاب السياسية والممتده لقرابة مائة عامًا، والتي وقعت بين المستشار بهاء أبو شقة، والدكتور السيد البدوي، و أنتهت فى النهاية بفوز أبو شقة رئيسًا للحزب.

                 

رئيس قادم وآخر انسحب فى الآونة الأخيرة من خلال انتخابات شرعية مارسها الوفديون،  وبالرغم من ذلك إلا أن السيد البدوي، الرئيس السابق للحزب، تركه وهو مليء بالأزمات المادية والصراعات، ليحضر أبوشقة ومعه الحلول  لتلك المشكلات، فأنجز ملف المستبعدين لينتقل إلى آخر ويتكاتف الوفديون بالتغاضي عن الأزمات المادية، التي كانت من المقرر أن يتم من خلالها غلق أحد المقرات بالإسكندرية وربما بربوع المحافظات.

 

عودة الطيور المهاجرة إلي الأحضان

وبعد «3 شهور» مضت على أزمة الأعضاء المفصولين، داخل الحزب، إلا أن جاء «أبو شقة» بأول قراراته داخل الحزب احتفالًا بمنصبة الجديد، لينتهي من تلك الأزمة تمامًا ويصدر قرار بعودة الطيور المهاجرة  إلي أحضان «بيت الأمة» من جديد، وهم فؤاد بدراوي وياسين تاج الدين وعصام شيحه وعبدالعزيز النحاس ومحمد المسيري وشريف طاهر ومصطفى رسلان ورضا فؤاد.

 

بداية الإصلاح

وفي البداية، قال عصام شيحة، عضو الهيئة العليا السابق بحزب الوفد، إن قرار عودتي مره أخرى لبيت الأمة هو تصحيح لمسار خاطئ، موكداً أن هذا القرار بداية جيدة نأمل أن يكون بداية الإصلاح.

 

وأكد "شيحة"، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن هذا القرار والقرارات التي يتخذها المستشار بهاء أبو شقة منذ تولية رئاسة الحزب جميعها تصب في مصلحة الحزب وتضعه على الطريق الصحيح، مشيراً إلى أنها بداية لتبني برنامج تيار الإصلاح والذي تم طرحة منذ 4 سنوات ماضية.

 

وتابع أن عودة المفصولين لبيت الأمة هو انتصار لتيار الإصلاح وانتصار لوحدة صف جميع الوفديين، لأنه لا يستطيع أحد أن يفرق وحدة صف الوفديين وهي بداية جيدة نأمل أن يتم البناء عليها ويتم إصلاح الوفد لأنه يعتبر إصلاح للوطن ككل.

 

تبرعات مالية وأجتماعات سرية

وبالرغم من الانتهاء من تلك الملف إلذي تسبب فيه لدكتور السيد البدوي قبل رحيله، إلا أن الآزمات مع الحزب لن تتوقف عند هذا الحد، فحول أنتباه على الفور إلي ملف الإفلاس والأزمات المادية التي لم تكن وليدة اللحظة ولكن لم ي يستطيع أحد أن يضع لها الحلول الجذرية لإقلاعها من جذورها.

 

حتي أن جاء «أبو شقة» بمحاولاته الجديدة، واجتماعات السرية مع الأعضاء ليخرج الدكتور فؤاد بدراوي، والذي كان يتقلد المنصب الثاني فى «بيت الامة»، ليتبرع بمليون جنية للحزب، وذلك فور رجوعه مرة أخري إلي الحزب بعد فصلة لمدة أستمرت «4 سنوات». 

 

ولم يتوقف باب التبرعات عند هذا الحد، لكن هناك بعض من الشخصيات والقيادات الداخلية للحزب فور تقليدهم للمناصب الجديدة للحزب قاموا بالتبرع لحل تلك الأزمة، أبرزهم المستشار بهاء أبو شقة، الذي يتبرع بصفة مستمرة منذ أن تولي منصب سكرتير عام للحزب، وكان يدفع إيجار المقرات والعمال والموظفين، وأيضًا بعد تولية منصب رئيس الحزب أصبحت المسئوليات والالتزامات أكثر حيث أصبح الإنفاق على واجهة الحزب كاملة وتشطيبها وصيانتها كاملة  وكل ذلك على نفقته الشخصية.

 

بالأضافة إلى ذلك الدكتور هاني سري الدين، سكرتير العام للحزب، ومنذ توليه المنصب الجديد أنفق الكثير من الأموال على نفقته الشخصية، حيث وضع فى خزينة الحزب والجريدة مؤخرًا أكثر من مليون جنيه حتى الآن، كما تبرع محمد فؤاد قبل وفاة أبيه بـ«100 ألف جنية».

 

«عبث العابثين ومغامرات الطائشين»

ومع استمرار حلقة فصل الإعضاء، الذي وضعها «البدوي» بداخل جدران الحزب، تكرر السيناريو مرة أخري وكأنه لن يتغير على الأطلاق، مع تكرار الازمات والصراعات بسبب الخلاف على اختيار الأعضاء، وتشويه صورة الحزب فى بعض وسائل الإعلام مما جعل «أبو شقة» يأخذ قراره النهائي في فصلهم من الحزب وعدم العودة إليه مرة أخرى.

 

فخرج المستشار برسالته شديدة اللهجة موجه إلي كل من خالف اللوائح الداخلية، من الوفديين، قائلًا " إن الحزب تحكمه لائحة وميراث ديمقراطي ومؤسسات قادرة على حمايته مما أسماه بـ«عبث العابثين ومغامرات الطائشين».

 

وأضاف أنه بعد الإطلاع على اللائحة وتفويض الهيئة العليا، تم اتخاذ القرار بفصل كل من «سامي عبد الحميد الطراوي، طارق مصطفى ناصف» من الحزب بجميع تشكيلاته، كما قرر تجميد عضوية العضوة لمياء علام السيد زيادة وإحالتها للتحقيق العاجل، على أن ينتهي هذا التحقيق في موعد أقصاه أسبوعين.

 

من يخالف سيعاقب على الفور

 ليبرر اللواء محمد الحسيني، أمين صندوق حزب الوفد، مافعله «رئيسة» قائلًا إن الحزب يمر الآن بمرحلة إعادة الهيكلة الداخلية، وذلك من خلال وضع عدد من الأسس والقواعد المعينة التي لابد من جميع الوفديين السير عليها.

 

وأوضح "الحسيني"، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن قرار فصل الأعضاء، بيرجع إلي مناقشة عدد من الملفات والقضايا الداخلية للحزب في بعض من وسائل الإعلام وعبر صفحاتهم الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يترتب على ذلك إثارة البلبة على الساحة السياسية، وإعطاء فرص لمن يصطاد إي خلل بين الأعضاء بعضهم البعض.

 

وأشار أمين صندوق حزب الوفد، إلى أن هذا الأسلوب الذي طبقه المستشار أبو شقة، على الوفديين أمسى من الأساليب التي سيتم السير عليها الفترة المقبلة، متابعًا "إحنا حزب ليبرالي ويمنح الديمقراطية والتعبير عن الرأي لكافة الأعضاء ولكن ليس خارج جدران بيت الأمة".

 

 لايجوز للعضو التحدث إلي الصحافة

 

ولن يستمر هذا التصريح بضع أيام قليلة، ليطل علينا «أبو شقة بقراراته الصارمة والصادمة للجميع، ولكن تلك المرة مستخدمًا بعض من الأساليب المختلفة فى التعامل مع الأعضاء، والتي تكن بعيدة  كل البعد عن الفصل أو التحذير، وأنما تمثلت فى التهديد الصريح والمباشر للإعضاء.

وقال أبو شقة، أنه لا يجوز للعضو التحدث إلى الصحافة أو في الاجتماعات العامة باسم الحزب، إلا بناء على تفويض من رئيس الحزب وإلا اعتبر حديثه معبرا عن الرأي الشخصي للعضو وعليه أن ينبه محدثيه أو مستعميه إلى ذلك وعلى الكل أن يلتزم بمبادئ حزب الوفد وسياساته ولوائحه حتى عندما يعبر عن رأيه الشخصي.

 

الخلافات منعت ظهور القيادات           

أوضح اللواء اشرف عزيز إسكندر، عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، أن قرار عودة المفصولين جيد من حيث إتخاذه، ولكن يجب تطبيقه بشكل كامل، مشيرًا إلى أن هناك العديد من الشخصيات الكبيرة المتواجدة على الساحة السياسية منعت من ممارسة حياتها الحزبية بسبب خلافات داخل الوفد مع بعض الأعضاء.

 

وأشار «إسكندر»، في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» إلى أن عودة فؤاد بدراوي لعليا الوفد قرار صائب من المستشار بهاء أبو شقة، مطالبًا بعودة باقي القيادات السياسية المنفصلة عن الحزب، والذين لم يقبلوا الإنضمام لأحزاب أخرى لتعلقهم بالوفد.

 

بيت الأمة ملئ بالإعتراضات على قرارات أبو شقة

وأكد «إسكندر» أن هناك خلاف دائر في حزب الوفد وإعتراضات شتى على قرارات أبو شقة، موضحًا أن أبو شقة لم يفز في اﻻنتخابات بالأغلبية أو بالتذكية وإنما فاز بنسبة معينة، ولهذا يوجد لديه معارضين داخل بيت الأمة، مما يحتم عليه ضرورة التأني في إتخاذ قراراته وتصريحاته.

 

قرارات مجحًفا بحق الأعضاء

وأشار عضو مجلس النواب عن حزب الوفد، إلى أن قرار قصر التصريحات الصحفية الرسمية الخاصة بالحزب على المتحدث الرسمي لبيت الأمة ورئيس الحزب قرار صائب شريطة ألا يكون مجحفًا بحق الأعضاء، موضحًا أن القرار يمنع تضارب التصريحات وإزالة الصورة السيئة التي يرسمها البعض عن الوفد، فهو حماية لكيان الحزب من المتهاونين.

 

وأضاف «إسكندر» أن أبو شقة نجح حتى الآن فيما يقوم به من أعمال داخل بيت الأمة، ولكن لديه الكثير من المشاكل التي ينبغي عليه حلها، دون الميل ﻻحد على حساب آخر، مطالبًا أبو شقة بضرورة توحيد صف الوفديين.

 

تفادي تضارب التصريحات

ومن جانبه، قال المهندس ياسر قورة، مساعد رئيس حزب الوفد للشئون السياسية والدستورية، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، إن القرارات الأخيرة التي إتخذها رئيس الحزب، المستشار بهاء أبو شقة، من عودة المفصولين وقبول التبرعات من الاعضاء للحزب، وتقييد التصريحات، جاءات بناءًا على موافقة كافة الأعضاء، مؤكدًا أن رئيس الحزب لا يمكنه التفرد في إتخاذ القرارات.

 

وأضاف «قورة»، فى تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن قرار منع الإدلاء بالتصريحات فُهم خطأً، فالمقصود به قصر التصريحات الرسمية الخاصة بالحزب على رئيس بيت الأمة أو المتحدث الرسمي للحزب، موضحًا أن هذا القرار إتُخذ من قبل المجلس لتفادي تضارب التصريحات ونسبها للحزب، والإكتفاء بنسبها للشخص، حيث يكون التصريح الصحفي هو وجهة نظر العضو فقط، لا مختصًا برأي باقي الأعضاء.

شائعات

ولفت «قورة» إلى أن هناك هجومًا شديدًا طال قرار عودة المفصولين في الفترة الأخيرة، حيث كان فؤاد بدراوي هو حديث الساعة، فخرجت شائعات مفادها أن عودة بدراوي كانت مقرونة بما دفعة من المال، وهو كلام عاري تمامًا من الصحة، مضيفًا أن بدراوي هو أحد الأعمدة الرئيسية في بيت الأمة وقرار عودته صائب بلا نقاش، والحزب في حاجة إليه وإلى مجهوداته.

               

التعدي على السياسات الحزبية

وأوضح مساعد رئيس حزب الوفد للشئون السياسية والدستورية، أن ما تم تداوله من فصل أحد الأعضاء نتيجة لتجاوزه في حق الحزب على صفحته الشخصية بإحدى مواقع التواصل الإجتماعي مرجعة لرئيس الوفد وباقي الأعضاء في الإجتماع العام، مردفًا أن القرار ربما صدر لمنع التعدي على السياسات الحزبية للوفد.

 

حزب الوفد رجال أعمال

وأشار «قورة» إلى أن تبرع أعضاء حزب الوفد يأتي نتيجة إنتماءهم للحزب ليس إلا، موضحًا أن أغلب الأعضاء في بيت الأمة من رجال الأعمال ولا يوجد ما يمنع من تقديمهم الدعم للحزب بالمال، نافيًا كل الشائعات التي تقول أن هذه التبرعات تأتي لتمكين بعض الأعضاء في الحزب وإعطائهم إمتيازات أكثر من غيرهم.

 

وأردف عضو الهيئة العليا لحزب الوفد، أن الجميع يقف خلف رئيس الحزب، المستشار بهاء أبو شقة للنهوض بالحزب وقيادة الساحة السياسية من جديد، مؤكدًا أن الجميع يدعم ويوافق على تصريحات وقرارات أبو شقة، متابعًا:"يسير بخطى ثابتة في قيادة الحزب".

اقرأ أيضا