رغم أنف د #سعد_الهلالي الميراث فريضة من الله، تلك حدود الله ولو كره الهلالي ـ هالني ما شاهدته على قناة (Mbc) مصر مع الإعلامي عمرو أديب. بشأن مداخلة د #الهلالي عن اعتماد رئيس تونس لقانون المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، وقال د #الهلالي : (إن قرار تونس بالمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة صحيح فقهًا ولا يتعارض مع كلام الله، إن الميراث مسألة حقوق، وليست واجبات مثل الصلاة والصوم، إن مسألة الحقوق يكون للناس الحق في التعامل بها.
وإن الفقيه تتغير فتاواه بتطور ثقافته بمرور الوقت، وسنصل إلى ما وصلت إليه تونس بعد عشرين عامًا من الآن). أرينا لهذا الحد يُلعب بشرع الله ونضلل الناس بسبب الهوى، وسأسير معك وفق قولك (إن الميراث مسألة حقوق).
بداية تعريف الحق لغة: ذكر (الفيروز آبادي) الحق فقال : حق الشيء إذا ثبت ووجب، هو الثبوت والوجوب، وكذلك فإن الحق يطلق على المال والملك الموجود الثابت، ومعنى حق الشيء وقع ووجب بلا شك.
ومعانيه تدور كما ذكر (ابن منظور) حول: الحق ضد الباطل، والحق الثبوت والوجوب والأحكام والتحقيق والصدق واليقين، عرفه (الجرجاني) فقال: (الحق الثابت الذي لا يسوغ إنكاره، ومن معاني الحق في اللغة: النصيب، الواجب، اليقين، وحقوق العقار)، أرأيت يا د #الهلالي معنى الحق في اللغة، أي لا يقبل الباطل، وهو الشيء الثابت الذي لا يتغير.
وقد جاء القرآن يبين أن الحق نقيض الباطل، قال تعالى : (وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(البقرة: 42)، وقال تعالى في سورة الأنفال : (لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ)(الآية: 8)، وقال تعالى : (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)(الإسراء: 81)، والآيات كثيرة تدل على أن الحق نقيض الباطل، فهو الشيء الثابت الذي لا يتغير. #وأعلم_أن_كلمة_حقوق_منك_أريد_بها_الباطل. وجاءت السنة تبين أيضًا أن حق الله على عباده الإسلام، فالحق قد يقابل الإسلام كما في الحديث المتفق عليه عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - قَالَ: كُنْتُ رِدْفَ رَسُولِ اللّهِ صلى الله عليه و سلم عَلَى حِمَارٍ يُقَالُ لَهُ عُفَيْرٌ.
قَالَ: فَقَالَ: يَا مُعَاذُ! أَتَدْرِي مَا حَقُّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ وما حقُّ العبادِ عَلَى الله؟ قَالَ قُلْتُ: الله وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ: «فَإِنَّ حَقَّ اللّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوا اللّهِ وَلاَ يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا.
وَحَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لاَ يُعَذِّبَ مَنْ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا» قَالَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَفَلاَ أُبَشِّرُ النَّاسَ؟ قَالَ: «لاَ تُبَشِّرْهُمْ. فَيَتَّكِلُوا». فجعل الحق هنا هو الإسلام، أرأيت الحق يُقابل الدين، كذا قد يُقابل الفريضة، فحق الله على العباد أن يوحدوه وحقه أيضًا عليهم الصلاة والصيام والزكاة والحج وكلها فرائض،#هل_جاءت_الصلاة_مقرونة_بالفريضة_في_القرآن؟!، أو باقي الفرائض فمن أين جزمت أنت بالتفرقة بينهم؟!. والسؤال هذا طرحته عليك وفقًا لما تفعله مع الناس لتعمية الحق عنهم.
يا د #الهلالي زعمت أن الميراث هو أمر فقهي لا دخل له بالواجبات!!! وهذا عجب عجاب، فإما أن لا تكون حافظًا لكتاب الله وأيضًا ليس لك عذر! وإما أنك تدلس على الناس وهذا إنكار منك للقرآن وهذه مصيبة كبرى تعلم عقوبتها لا محالة، فلماذا سُمي علم الميراث بعلم الفرائض كما تعلمت من مشايخك إبان فترة دراستك؟!. ألم تدرس أن الفرائض في اللغة: جمع فريضة؛ وهي المقدَّرة، والفرض: التّقدير، من حدّ ضرب قال الله تعالى {نَصِيبًا مَفْرُوضًا} أي: مقدَّرًا، فالفرائض: الأنصباء المقدَّرة المسماة لأصحابها؛ مأخوذة من قول الله تعالى في آية المواريث {فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ}.
وفي الاصطلاح: عرفه العلامة الدردير فقال: علم الفرائض علم يعرف به من يرث ومن لا يرث ومقدار ما لكل وارث، والأدلة من القرآن كثيرة على بيان أن تقسيم الميراث هو أمر مفروض من عند الله لا اجتهاد فيه لفقيه ولا لنبي حتى في تبديل هذه الأنصبة المنصوص عليها في القرآن الكريم، وإليك هذه الآيات: ماذا تقول في قول الله تعالى : (لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا)(سورة النساء: آية 7)؟! ما معنى #نصيبًا_مفروضًا؟!. وماذا تقول في قول الله تعالى : (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا)(سورة النساء: آية 11)، فما معنى #يوصيكم؟، وما معنى #فريضة_من_الله؟؟؟!. وماذا تقول أيضًا في قول الله تعالى : (وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ)(سورة النساء: آية 12)، فما معنى #وصية_من_الله؟؟؟!. ومن السنة أيضًا: ما أخرجه البخاري ومسلم عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ألحقوا الفرائض بأهلها، فما بقي فهو لأولى رجل ذكر، فما معنى #الفرائض هنا ؟!!. بل أخبر سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث أن هذا العلم هو أول شيء يُنزع من الأمة، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا هريرة تعلموا الفرائض وعلموها، فإنه نصف العلم وهو ينسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي) سنن ابن ماجه، وسنن الدارقطني.
لإشكالية يا د #الهلالي أنك الآن تقع في تبديل كلام الله وأمره قال تعالى بعد بيان الأنصبة المفروضة : {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (سورة النساء: 13 ـ 14). ومخالفة أمر الله تعالى في اهذا التقسيم البديع العادل هو من أشد أنواع الضلال، قال تعالى : (يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ أَن تَضِلُّواْ وَاللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾[النساء: 176]. أذكرك بما أخرجه سيدنا سعيد بن منصور في سننه؛ فقال إنّ عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه قال: (تعلموا الفرائض فإنها من دينكم)، فلو لم تكن متعلمًا فتعلمها لله تعالى. د #الهلالي لا يغيب عنك أن الحالات التي يرث فيها الرجل ضعف المرأة هي أربع حالات فقط وهي: 1ـوجود البنت مع الابن. وإن تعددوا. 2-وجود الأخ والأخت الشقيقة وإن تعددوا. 3-وجود الأخت للأب مع الأخ للأب.وإن تعددوا. 4-وجود بنت الابن مع ابن الابن وإن تعددوا. ولعلك تعلم أن هذه الحالات فقط لحكم عدة بأمر من الله تعالى، فالرجل عليه جملة من الأعباء المالية منها النفقة كما قال تعالى : ﴿وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 233]، ويجب عليه المهر قال تعالى: ﴿وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً﴾ [النساء: 4]، وعليه صلة الأرحام وإعالة من تجب عليه نفقته عليهم من نحو العصبات، ولذلك حينما تتخلف هذه الاعتبارات كما هي الحال في شأن توريث الإخوة والأخوات لأم، نجد أن الشارع الحكيم قد سوَّى بين نصيب الذكر ونصيب الأنثى منهم في الميراث، قال تعالى: ﴿وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ﴾ [النساء: 12]. إنك تعلم أن باقي الحالات إما أن المرأة مساوية للرجل في النصيب؛ وإما أن المرأة ترث أكثر من الرجل، وإما أن المرأة ترث ولا يرث الرجل. لكن يا د #الهلالي أذكرك أن أشد أنواع الضلال من أضله الله على علم قال تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)(الجاثية: 23). وفي الختام نرجو أن ينبري من بيدهم الأمر لمحاسبته فوجوده في الأزهر يدرس لطلابه يسبب كارثة كبرى لا يمكن تداركها، وهذه أمانة حملكم الله إياها، ونرجو من ينبري من السادة الذين يعملون بالمحاماة لإقامة دعوى لمحاكمته بشأن ازدراء الدين الإسلامي والتطاول على شرع الله تعالى، وأصبح الدين مطية لبعض من ينتسبون للأزهر؛ فأصبح الدين يُؤتى ممن يحملون اسمه في البطاقة، والله حسبنا ونعم الوكيل