قال الدكتور عبد الله النجار، عميد كلية الدراسات العليا الأسبق، إن إنجاب الأولاد يتعلق بمقصود الله تعالى في الأرض، فقد جعل الله الناس خلائف في الأرض يخلف بعضهم بعضًا، وهذا يوضح قضية ذكرها الإمام الغزالي في أن الوالدين هما صاحبا الحق في الإنجاب، وصاحب الحق يتصرف كما يشاء، وأن التمسح في أن هذا من الواجبات والحقوق الإلهية يُعتبر من الخطأ البيّن، لأن الولد النافع هو الذي يستطيع خدمة الدين والوطن.
وأوضح "النجار" خلال كلمتة بندوة "حقوق الطفل قبل مولده"، أن الكثرة التي تدعو إلى المباهاة هي الكثرةُ النافعة القوية المنتجة، التي لا يمكن أن تكون عالة على الآخرين في طعامها وكسائها ودوائها، أما الكثرة الضعيفة الهزيلة التي تكون عالةً على غيرها فهي التي شبهها النبي (صلى الله عليه وسلم) بغثاء السيل، حيث قال (صلى الله عليه وسلم): (يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الْأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا) قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَمِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: (أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنْ تَكُونُونَ غُثَاءً كَغُثَاءِ السَّيْلِ)، فهي كثرة مذمومة لا ممدوحة.
وأكد "النجار" أن كثرة الإنجاب دون مراعاة للحالة المادية والظروف الاجتماعية وحال الزوجة الصحية يؤثر على تربية الأطفال فلا يستطيع رب الأسرة أن ينفق عليهم، أو يعلمهم، أو يُحسن تربيتهم فيصبحوا عبئًا ثقيلًا على المجتمع، وأن هذا يقتضي التفرقة بين الحكم الشرعي العقدي والحكم الشرعي التكليفي لبيان التفرقة بين الجانب العقدي في أن الله هو الرزاق المتين وبين طلب الرزق والسعي له وأن التزاحم على المباحات يحولها إلى معارضات، وأن كثرة التزاحم على الخدمات المتاحة يحولها إلى سلع ذات قيمة أو يؤثر حتى على إتاحتها.