إنطلقت أول أمس، فى أبوظبى فعاليات المؤتمر العالمى للأخوة الإنسانية، الذى ينظمه مجلس حكماء المسلمين تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولى عهد أبوظبي، بهدف تفعيل الحوار حول التعايش والتآخى بين البشر وأهميته ومنطلقاته وسبل تعزيزه عالميًا، وفى اليوم الثانى للمؤتمر، وقع شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، مع قداسة البابا فرانسيس، بابا الفاتيكان، وثيقة الإخوة الإنسانية، وذلك بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبو ظبي، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي.
وقد ألقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خطبة على هامش المؤتمر، أرسل فيها رسئل قوية للعالم أجمع.
وفى هذا التقرير نرصد أراء علماء الأزهر وأعضاء مجلس النواب، في أهم الرسائل التى وجهها الإمام الطيب.
فمن جانبه أشاد الدكتور عبد الهادى القصبى، زعيم الأغلبية بمجلس النواب، بوثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمى والعيش المشترك، كمنصة للحوار والتعايش العالمي، والتى وقعت بين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبابا الفاتيكان بدولة الإمارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن الوثيقة تؤسس لدستور عالمى بين البشر وأننا جميعا سواسية "كأسنان المشط"، وأن الإنسانية هى الأساس بيننا وأعمال الخير والسلام هى التى تميزنا عن غيرنا.
وأضاف "القصبى"، أن هذا اللقاء يدعم توجه الدولة نحو دعم قضايا حقوق الإنسان، وهو ما أسسه الرئيس عبد الفتاح السيسي من خلال رؤيته لدعم السلام العالمى، وهذا ما أكد مرارًا وتكرارًا خلال المؤتمرات الدولية التى عقدت مؤخرا فى القاهرة ووجهت نداء للعالم "عليكم أن تتحدوا لمواجهة قوى الشر والتطرف ودعم الانسانية"، كما وضح ذلك خلال زيارة بابا الفاتيكان إلى القاهرة عام 2017، لتنطلق من القاهرة منصة لتعزيز التعايش والتآخي عالميًا.
وأوضح القصبى أن هذه الوثيقة التاريخية هى رسالة للعالم أجمع لنبذ الخلافات والصراعات، وعدم التدخل فى شئون الدول إلا بالخير والسلام، وللعمل على مساعدة الفقراء وإشاعة مناخ الحرية والتسامح لتحقيق الاستقرار والازدهار للعالم أجمع والعيش فى أمن وأمان.
ومن جانبها ثمنت النائبة آمال رزق الله، عضو مجلس النواب، توقيع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان وثيقة "الأخوة الإنسانية"، والتى تشكل الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف وحاضرة الفاتيكان، كما تعد من أهم الوثائق في تاريخ العلاقة بين الإسلام والمسيحية.
وأشارت "رزق الله" إلى أن الأديان السماوية ومبادئ الإنسانية تكفل بالطبع، حماية دور العبادة، من معابد وكنائس ومساجد، مؤكدةً أن هناك جماعات متطرفة لا تؤمن بذلك وتحاول التعامل بالعكس، جهلًا منهم أو رغبة في إفساد المجتمع.
وأكدت النائبة، أن الحوار بين الأديان وإعلاء مبادئ الإنسانية، أهم آليات نبذ التطرف وتجديد الخطاب الديني، حيث أن الإرهاب جاء نتيجة مفاهيم خاطئة عن الأديان الأخرى أو عن نفس الدين.
وأوضحت أن الوثيقة تطالب المواطنين والقادة وصناع السياسيات الدولية بالعمل على نشر ثقافة التسامح والتعايش السلمي، ووقف الدماء والحروب، وهو ما يحمي العالم من التطرف الفكري والديني الذي قد يفتك به.
وأكد الدكتور أحمد زارع المتحدث باسم جامعة الأزهر، أن هذا الحدث هو حدث تاريخى بالفعل، ويحسب لهما وسوف يذكر التاريخ هذا القاء.
وأوضح "زارع" فى تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن خطاب الإمام الأكبر وجه خلاله أكثر من رسالة، والذي دعى إلى الوحدة والتماسك والتكاتف بين البشر، كما أكد إلى أن الأديان بريئة من التطرف والإرهاب لأن الأديان تدعوا إلى السماحة والسلام والمحبة، كما أكد الإمام الأكبرأن الأخوة الإنسانية رباط قوي لنشر المحبة، كما دعى دول العلام إلي الوقف ضد أحداث التطرف والإرهاب التى تحدث هنا وهناك.
وأضاف متحدث الأزهر، أن شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان يتمتعون بمصداقية كبيرة فى العالم أجمع، لافتًا إلى أن كلمة شيخ الأزهر لقت قبول كبير على مستوى العالم أجمع وهو دائمًا يدعوا إلى التأخي بين الجميع فهو دائمَا يقول إذا لم يكن أخ فى الدين فهو أخ لك فى الإنسانية.