الزهايمر القاتل.. قصة "عزيزة" التي انتهت حياتها في شرفة المنور

الاثنين 04 فبراير 2019 | 01:38 مساءً
كتب : حسن سمير

جاهدت "عزيزة سيد" في الثمانين سنة الماضية، في حياتها، وهي تعيش بمفردها منذ عدة سنوات، بعدما تركها أولادها، وكل منهما خاض حياته الدنياوية، إلا أنها صمدت، واختارت العيش، دون احتياج أحدًا من أبنائها.

وذات يوم استيقظت العجوز كعادتها لقضاء حاجاتها، وسط خطوات بطيئة في جميع أنحاء منزلها المكون من غرفتين، حتى أن وصلت لغسيل ملابسها، وعند قدومها إلى شرفة "المنور" اختل توازنها وسقطت دون أن تأخذ حذرها، من الطابق السابع، لتفارق الحياة جثة هامدة في الحال.

"عماد ج م" نجل المتوفية صاحب الـ62 سنة، أكد أنها تقيم بمفردها منذ فترة زمنية، وأنه يتردد عليها من وقت لآخر وأنها مصابة بالزهايمر، وأنه سمع بنبأ وفاتها من الجيران، قائلاً: "اتصدمت أول ماسمعت الخبر وهرولت مسرعًا للإلحاق بها في أقرب مستشفي، إلا أنها لقيت ربها لحظة سقوطها".

"أنا ساكن في نفس العمارة ومن وقت للتاني كنت ببص عليها ".. كلمات كادت أن تخرج من "محمد أ" بدموع الحزن وهو يستذكر ريحتها العطرة التي لاتزال موجودة داخل العقار التي يقيم معها به لسنوات عمره، فقال: "أنا أول ما شوفتها بتقع من المنور جريت عليها لقيتها بتتنفس أنفاسها الأخيرة، واتصلت بالاسعاف، عشان ألحقها، ولكن يبدو القدر كان في انتظارها".

تعود التفاصيل أثناء تلقي العميد بدوى هاشم، مأمور قسم شرطة حلوان، إخطارا من المستشفى العام يفيد وصول جثة ربة منزل فى العقد الثامن من العمر، ادعاء سقوط من الطابق السابع.

بالانتقال والفحص تبين أن الجثة لسيدة تدعى عزيزة سيد محمد الركيب 80 سنة، ربة منزل، وبسؤال نجلها عماد جود محمد 62 سنة، أكد أنها تقيم بمفردها وأنه يتردد عليها من وقت لآخر وأنها مصابة بألزاهايمر، وأنه سمع بنبأ وفاتها من الجيران، نافيًا وجود شبهة جنائية وراء الحادث.

حُرر المحضر اللازم وأخطرت نيابة حلوان لمباشرة التحقيقات، وصرحت بدفنها

وكشفت معاينة النيابة لشقة الضحية، وجود كرسى خشبى متهالك أسفل شرفة المنور التى سقطت منها الضحية، ووجود ملابس بـ "المنشر"، مما يرجح أن الضحية كانت تعلق الملابس فاختل توازنها وسقطت ولقيت مصرعها فى الحال.