"جرائم".. كلمة أصبحت بمثابة عنوان لكتاب كبير؛ يتصفحه العديد من المواطنين يوميًا؛ لقراءة الجرائم المختلفة التي تحدث في الشوارع والبيوت المصرية كل حين وآخر، فالكتاب الذي يعلوه العنوان سالف الذكر، عبارة عن عدة أبواب مقسمة؛ ما بين "انتحار.. قتل.. سرقة.. اغتصاب" وغير ذلك من الأبواب الممتلئة بالحكايات المثيرة بين ضفتين هذا الكتاب المشؤوم.
من بين هذه الأبواب الكثيرة، نُقش خلال الأيام القليلة الماضية، عدة قصص متشابة في التنفيذ مختلفة قليلًا في الأسباب، في فصل "الانتحار" الأمر الذي شغل الساحة المصريين في الآونة الأخيرة، ولكن الغريب أن الضحية التي وقعت في شباك الانتحار هذه المرة، من قادة المجتمع في الفكر والوعي، مثل طبيب بولاق، ومحامي حلوان، وغيرهم من النماذج الناجحة في حياتهم، ولكن كتبت السطور الأخيرة فيها بسبب ضائقة مالية أو خلافات أسرية.
بلدنا اليوم، تستعرض في تقريرها التالي عددًا من جرائم الانتحار التي شغلت الساحة الإعلامية خلال الآونة الأخيرة، والذي كانت آخرهم فتاة المعصرة التي لقيت مصرعها اليوم.
"طبيب بولاق الدكرور"
بدأ قطار الانتحار من عند الأعلى تعليمًا وأفضل مكانة بين صفوت المجتمع، حيث شهدت منطقة بولاق الدكرور واقعة مأساوية، عندما أقدم طبيب على الانتحار بشنق نفسه، في ساحة بيته.
بدأت تفاصيل الواقعة بتلقى الرائد محمد الجوهري بلاغا من الأهالي بوجود متوفى داخل إحدى الشقق بشارع العشرين، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان الواقعة، وعثر على جثة طبيب بيطرى وحول رقبته حبل، وبعمل التحريات دلت على قيامه بالانتحار، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتولى التحقيق.
محامي حلوان
وبعد مرور ساعات قليلة من خبر انتحار طبيب بولاق الدكرور ليمر قطار الانتحار إلى منطقة حلوان، الذى لم يتوقع "ع. ع."، في منتصف العقد الرابع من عمره، أن حياته تنتهي بهذا المشهد المأساوى، حينما أقدم على ابتكار مشنقة ليتخلص من أزمته النفسية التي كان يمر بها، بعدما استحضر سلك دش، وقام بربطه في شباك ألوميتال، داخل غرفته فى الشقة التى يقيم فيها، أنهى حياته في غضون 40 دقيقة.
في تمام الساعة السادسة من مساء اليوم الأربعاء الموافق 12 ديسمبر دخل شقيق "ع. ع." ليعرف ما هو به، فور مشاهدته يمر بأزمة نفسية. يقول شقيقه: دخلنا عليه أوضته لقيناه معلق من رقبته".. وانهمرت الدموع من عينيه على فراق شقيقه الذى لم يدرِ ما السبب الذى دفعه إلى ذلك: "لو أشد الأسباب بس فيه حلول على المصاعب"، وسرعان ما حمله على ذراعيه وهو بين الحياة والموت؛ ليتوجه به إلى مستشفى النصر التابعة لحلوان، ويحاول إسعافه، إلا أنه فارق الحياة فور وصوله
"فتاة المعصرة"
أقدمت فتاة بالمعصرة جنوب القاهرة، على الانتحار بتناول بعض الأقراص المهدئة، بسبب رفض أسرتها لشاب تقدم للزواج منها، وفارقت الحياة في أثناء طريقها للمستشفى، تحريات الأمن الأولية، أكدت أن الفتة صاحبة الـ18 عامًا، أحبت شابًا من جيرانها، لفترة ليست بالقصيرة، وحينما طلب خطبتها من أهلها، انتهى الأمر برفضه، وقررت الانتحار.
وأشارت التحريات إلى أن الفتاة استغلت بعض الأدوية التي يتناولها شقيقها المريض، وابتلعت كمية كبيرة، حتى فقدت الوعي، وسقطت على الأرض وفشل أهلها في إفاقتها، وفي الطريق لأحد المستشفيات فارقت الحياة، وقررت النيابة العامة، نقل الجثة للمشرحة، وطلبت تقرير الطب الشرعي عن أسباب الوفاة، وتحريات الأمن عن ملابسات الواقعة، فضلاً عن استدعاء ذوي الضحية لسماع أقوالهم.
كان قسم المعصرة، تلقى بلاغا من الأهالى بانتحار "م.ع" - 18 سنة، بعد تناول الأقراص المهدئة، بسبب رفض أسرتها خطبتها من أحد شباب المنطقة، وتم نقلها للمستشفى وقد فارقت الحياة قبل وصولها.
"عامل المرج"
شهدت منطقة المرج، اليوم الأربعاء، واقعة مأساوية، إذ أقدم عامل على الانتحار بإطلاق النار على نفسه لمروره بأزمة مالية
تلقى اللواء أشرف الجندى، مدير مباحث العاصمة، إخطارا من المقدم أحمد طارق رئيس مباحث المرج، مفادة تلقية بلاغا من شرطة النجدة بسماع دوى إطلاق نار ووجود متوفى بأحد شوارع القسم، وبالانتقال والفحص عثر على جثة شاب يدعى باسم 22 سنة، عامل بمقهى ويقيم بمدينة طهطا فى سوهاج، ومصاب بطلق نارى من فرد خرطوش، وبعمل التحريات دلت على قيام المتوفى بإطلاق النار على نفسه من فرد خرطوش لمروره بضائقة مادية، وتم نقل الجثة للمستشفى تحت تصرف النيابة العامة.
انتحار سائق "توك توك" بأبو النمرس
هدت منطقة أبو النمرس بالجيزة، حادثا ماسويا، عندما أقدم سائق «توك توك» على الانتحار شنقًا داخل شقته، لمروره بأزمة مالية.
تعود أحداث الواقعة، عندما تلقي قسم شرطة أبو النمرس، بلاغا من غرفة النجدة، يفيد بانتحار سائق توك توك شنقًا، وعلى الفور انتقل رجال المباحث لمكان الواقعة، وتبين وجود جثة «محمد. ٢١عاما»، منتحرا شنقا، تحرر المحضر اللازم بالواقعة وتباشر النيابة التحقيق في الواقعة للوقوف على ظروفها وملابساتها.