اللصوص عادة ما يلجؤون لسرقة الأشياء أكثر ثمنًا وأقل حجمًا وبعيدة عن أماكن الخطر، لكن تلك المرة كان اللص نبيهًا، وضع المسروقات هدفا له، فكان حديث العالم أجمع، سرق جائزة هي الأهم بالنسبة لعشاق الساحرة المستديرة، ليست مرة واحدة أو حتى مرتين، بل الثالثة كانت الأشد قسوة.
اليوم، في التاسع عشر من نوفمبر، تمّت عملية سرقة كأس العالم من البرازيل، ولم تكن تلك عملية السرقة الوحيدة التي طالب كأس العالم، بل سرق مرتين قبل هذا التاريخ من إيطاليا وإنجلترا، لكن تمّت إعادته من جديد، وبالنسبة للبرازيل خرج الكأس منها ولم يعد.سأ
المرة الأولى
في عام 1938 تعرضت كأس العالم للسرقة في إيطاليا بعد فوزها بالبطولة للمرة الثانية على التوالي، والتي أقيمت وقتها في فرنسا، بمشاركة 15 منتخبا، والذي كان من المفترض أن تقام البطولة بعدها في عام 1942، ولكنها ألغيت بعد نشوب الحرب العالمية الثانية، كما ألغيت للمرة الثانية على بسبب الدمار الكبير الذي حل بدول أوروبا وشرق آسيا.
بعد فوز إيطاليا ، تعرضت الكأس لمحاولات للسرقة من مقر الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، ولكنه تم افشال الواقعة قبل سرقة الكأس، مما دفع رئيس الاتحاد الإيطالي الاحتفاظ بالكأس ولمدة 12 عاما أسفل السرير داخل بيته، ظنا منه أن العصابات لن تفكر في وجود الكأس داخل بيت رئيس الاتحاد وتحديدا أسفل سريره، والتي ظلت طوال تلك حتى عودة البطولة عام 1950.
المرة الثانية
بعد عودة البطولة مرة أخرى، لم تتوقف محاولات سرقة الكأس، حتى أنه في نهائياتها عام 1966 والتي كانت مقامة في إنجلترا خلال عرض الكأس في معرض الطوابع البريدية تم سرقتها، انتظارا لانطلاق منافسات المونديال.
لم تتوقف السلطات البريطانية عن البحث والتحقيق في سرقة الكأس، حتى تمكنت من العثور عليه مدفونا في حديقة إحدى ضواحي لندن، من خلال أحد الكلاب البوليسية، والذي اشتهر اسمه وقتها أكثر من اسم رئس الاتحاد الدولي جون ريمية، وتم تكريم صاحبه من الاتحاد الانجليزي لكرة القدم ومنحه مكأفاة 6000 جنيه إسترليني، وتمّ اكتشاف أنّ السارق أحد المتعصبين كوريّا خاف من خروج الكأس من إيطاليا فقرر سرقته ودفنه.
المرة الثالثة
مثل هذا اليوم في 19 ديسمبر عام 1983، وقعت ثالث حالات سرقة كأس العالم في البرازيل، بعد حصولها على الكأس للمرة الثالثة على التوالي، عام 1970 على حساب إيطاليا واحتفاظها بالكأس إلى الأبد، والتي لم تحتفظ إلا لمدة 13 عام، حيث تم سرقتها ولم يتم العثور عليها نهائيا.
بعد فشل جميع محاولات العثور على الكأس، تمكن المحققون من فك اللغز، واكتشاف أنه تم صهر الكأس لبيعها سبائك ذهبية لتنتهي الكأس الأغلى في تاريخ البرازيل الكروي، حتى عمل الاتحاد الدولي لكرة القدم بصناعة نسخة جديدة من الكأس في ألمانيا وتسليمها للاتحاد البرازيلي في منتصف عام 1984، والتي تم وضعها تحت الحراسة المشددة حتى اليوم.
وكانت كأس العالم حينها مصنوعة من الذهب الخالص، والتي كان يبلغ وزنها 6 كيلو 175 جراما، سرقت 3 مرات منذ انطلاق أول بطولة لكأس العالم عام 1930، والتي أقيمت في دولة الأورجواي وقتها، حتى أنها تم استعادتها مرتين، وفي المرة الثالثة لم يتم استعادتها نهائيا.