"كنا أكتر من الأخوات وبنقسم اللقمة مع بعض".. كلمات سبقتها الدموع الممتتلئة بالحزن والألم، وممزوجة بالندم على الفعل الدنيئ الذي قاده إلى التخلص من ابن عمه وصديق عمره في قرية أبومنا غرب التابعة لمدينة دشنا شمالي قنا.
فلم يكن يعلم "محمود علي يحيى" البالغ من العمر 33 عامًا، عامل، أن السطور الأخيرة في حياته سوف تكتب على يد صديق عمره، الذي قتله غدرًا، وهذا وفقًا لتصريحات المتهم أمام نيابة دشنا الجزئية اليوم، حسبما ذكرت مصادر أمنية.
اعترف "محمود. إ صاحبة العقد الثلاثين، أمام وكيل نيابة دشنا الجزئية، بقتل صديقه، مشيرًا إلى أن القتيل لم يكن يمثل له ابن العم فقط ولكنه كان شريكًا في جميع أعمال التجارة التي كانوا يتشاركون فيها معًا، وكانوا يتقاسمون الأموال فيما بينهما وكانوا معروفين لدى أهالي القرية بالأخوات خاصة انهم ولدوا سويًا في يوم واحد، بحسب أقواله.
كانت الحياة طبيعية بين الصديقان، لم يحدث خلافات بينهما من قبل، ولكن بدأت الأحوال تنقلب رأسًا على عقب بعد استدان المجني عليه مبلغ ألف جنيه في شهر نوفمبر الماضي، ومن وقتها كانت الفلوس هي كلمة السر في تأجج الخلافات بينهما، مشيرًا أثناء التحقيقات: وعندما طالبته برد الفلوس ماطلني، وقبل أسبوعين، سبني بأهلي أمام أهالي القرية، وقالي ملكش عندي فلوس، يومها دخل الشيطان ما بيننا وقررت التخلص منه بالقتل، ظنًا إن أحدًا لن يشك في بسبب علاقتي الوطيدة به.
ويستطرد القاتل في اعترافاته انه أعد شومة للتخلص من شريكه في صمت، وقرر أن يستدرجه في مكان مهجور لينفرد به ويتمكن من تنفيذ مخططه الشيطاني دون أن يشعر به أحد، فقرر الاستعانة بتوك توك، وأوهم ابن عمه انه قرر التصالح معه والتنازل عن الأموال التي لديه ويريد أن يصحبه في مشوار لعقد صفقة يجنون من ورائها مبلغا كبيرا.
ويضيف كما أوردت أوراق محضر النيابة العامة: استأجرت توك توك من مدينة دشنا وقلت لصاحبه ستأخذني في مشوار عمل عند طريق الجحاريد بجوار الترعة المرة، وعندما أوصلني طلبت منه الانصراف وعدم العودة مجددًا لأننا سنعود بمفردنا بدون مواصلات، حتي أتأكد من التخلص من شهود على الواقعة، وفور مغادرة التوك توك المكان عاجلته بضربة شومه فوق رأسه جعلته يسقط أرضًا فعاجلته بأخرى أردته قتيلا، وأشعلت سيجارة وقبل أن تنطفئ أشعلت النيران في جسده بمساعدة أوراق الحشائش الذابلة لأخفي ملامحه وحتى لا يتعرف عليه أحد، ثم ألقيت بجثته في الزراعات المجاورة لمنطقة “الترعة المرة”.
وبحسب اعترافات محمود فإن أحد المزارعين بالقرية أبلغ وحدة مباحث مركز شرطة دشنا بوجود جثة بها حروق بأنحاء مختلفة بالجسد، وكان عليه أن يتقن تجسيد شخصية الصديق المكلوم في صديقه الذي قتل غدرًا، فبكى عليه بكاء يعصر القلوب وكان أول المتقدمين في إجراءات الدفن، وبعدها ظل يبحث مع الأهالي عن الجاني دون أن يشك فيه أحد، غير أنه لم يعلم أن كاميرات مراقبة كان أحد المزارعين قد ثبتها على الطريق المؤدي للجريمة بمنطقة الترعة المرة -بسبب انتشار جرائم سرقة الماشية- فكانت بمثابة “القشة التي قصمت ظهر البعير” والشاهد الصامد الذي كشف شكل التوك توك، وبعدها تم استدعاء قائده الذي أخبر عن هوية الأشخاص الذين أقلهم للمكان الذي حدثت فيه الجريمة، وكان من بين هذين الشخصين المجني عليه.
يقول المتهم في اعترافاته إنه أنكر معرفته بالجريمة، ولكن عقب تطابق أقوال سائق التوك توك وتفريغ كاميرات المراقبة، انهار واعترف تفصيليا بالجريمة التي ظن أنه سيهرب بفعلته، وتحرر محضر بالواقعة برقم 5898 جنايات مركز دشنا لعام 2018، وأخطرت النيابة العامة، وقررت حبس المتهم 4 أيام، وبعدها تم تجديدهم لمدة 15 يومًا آخرين على ذمة التحقيقات.