مرضى اليمن في مواجهة الميليشيات.. المستشفيات سلاح جديد للحوثيين هربًا من الهزيمة

الاربعاء 07 نوفمبر 2018 | 02:02 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

منذ أن وطأت أقدامهم أرضها عاثوا في الأرض فسادًا، لم يهتموا لحُرمة بيت أو غيره، شرّدوا الأطفال واستباحوا حرمات النساء، قتلوا الشباب واعتقلوا الرجال، نفذوا مجازر في شوارعها وأسواقها، فبعدما كانت بلدًا سعيدة اتشحت أكملها بالسواد، وألصقت بها لقب "اليمن الحزين".

 

لم يكفهم العمليات التي تطال المدنيين في منازلهم فقط، بل وصل بهم الحال إلى اعتبار آخر ملجأ للأبرياء بمثابة ثكنة عسكرية لهم، فحولوا مستشفيات المدينة إلى مقرات لهم وثكنات يختبئون بداخلها من ضربات التحالف والجيش اليمني المتتالية، لعلمهم جيدًا أنّ المستشفيات تعد بمثابة المكان الآمن والذي لن تصل إليه تلك الضربات.

 

كان آخر تلك المستشفيات التي استطاعت ميليشيا الحوثي انتهاكها وتحويلها لثكنة عسكرية، مستشفى 22 مايو الأهلي في الحديدة بالساحل الغربي فانتهك ما به من مرضى وأطقم طبية، أمس الثلاثاء، ليكون بمثابة مأساة إنسانية جديدة.

 

فنصبت الميليشيات الحوثية أسلحة ثقيلة داخل المستشفى وعلى أسطحه، وذلك وسط منطقة تعج بالمدنيين.

 

واليوم عادت الميليشيات إلى المستشفى وقامت بطرد المرضى والأطباء من أقسام الرقود والطوارئ وتمركزوا داخله.

مستشفى 22 مايو الأهلي هو الوحيد، الذي كان يعمل في مدينة الحديدة ويقدم خدماته للمواطنين ويتسع لـ 130 سريرًا وبه معدات حديثة، ويتبع مجموعة "إخوان ثابت".

 

وقامت الميليشيات باقتحام مصانع المجموعة وأدخلت الأطقم والمعدات الثقيلة إليها لتقصف المدنيين منها.

 

ويملك المصنع والمستشفى رجل الأعمال ورئيس فرع المؤتمر الشعبي العام في الحديدة عبدالجليل ثابت.

 

واقتحمت الميليشيات عددًا كبيرًا من المنازل في حي 7 يوليو، وقامت بإطلاق النار منها، فيما احتجزت السكان، وسط حالة هلع وخوف بين المدنيين.

 

وكلما اشتد الضغط العسكري عليها، تلجأ الميليشيات المتمردة إلى المناطق السكنية وتنصب أسلحتها لتجنب قصفها من قبل قوات التحالف العربي.

 

وتعرض الممارسات الحوثية المتعارضة مع القوانين الدولية، السكان للخطر، حين تنفجر الذخائر والألغام التي يجري تفخيخ المناطق السكنية بها.

 

وتخوض قوات المقاومة اليمنية المشتركة، بإسناد من قوات التحالف العربي، عملية عسكرية واسعة لاستعادة المدينة الاستراتيجية من المتمردين.

 

ولم يكن مستشفى 22 فقط هو مَن شهد انتهاكات من الحوثيون، بل سبقه مستشفى الثورة  في الحديدة، والذي شهد قصفًا عنيفًا منذ عدة أسابيع وراح ضحيته عدد من المدنيين الأبرياء العزل.

اقرأ أيضا