”البعض جلعوه سيئًا”.. العالم يناقش مشاكل التواصل الاجتماعي عبر منتدى الشباب

الاثنين 05 نوفمبر 2018 | 11:51 صباحاً
كتب : سارة محمود

«15 عامًا» مضت على إنشاء مواقع التواصل الاجتماعي والتي أسسها «مارك زوكربيرغ» في أكتوبر 2003، وكأنه لا يعلم أن هدفه النبيل الذي ارتكز من خلاله على إنشاء هذه المواقع لجمع كل الدول تحت شبكة واحدة ووسيلة سهلة يستخدمها الجميع في وقت واحد للتواصل فقط، واقترابهم من بعضهم البعض، تحوّل فى يومٍ وليلة إلى كابوس يقبض أرواح الجميع بتضليل الشائعات وترديد الأقاويل الكاذبة.

 

شهد عصر ثورة الاتصالات، تحولاً كبيرًا للإنسان، بعد أن كان الإنسان يعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال التواصل مع الآخرين، أصبح مكتفيًا بذاته عبر مواقع السوشيال ميديا، ومن ثم صار عبدًا لها وأصبحت هذه المواقع هي التي تستخدمه وليس العكس.

 

أوغندا تطالب بحماية الأطفال من الإنترنت

وفى البداية، قالت كريستين أديرا، الخبيرة في الأمن الرقمي، والمسئولة عن برامج الشباب في أوغندا، إنها لاحظت أن الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات تركز على الأطفال وتدعمهم، لافتة إلى أنها بدأت فى تدريس الحماية من الإنترنت للأطفال حتى توفر لهم الحماية الملائمة من مخاطر الإنترنت.

وطالبت أديرا، بالتركيز على المراهقين والفتيات الصغيرات؛ لأنهم يعيشون فى الوهم والصور غير الحقيقية التى توفرها لهم البرامج الإلكترونية عبر الهاتف، مشيرة إلى أنها تعمل على إنقاذ الأطفال من التنمر ومخاطبتهم لدفع الكراهية.

وشددت على ضرورة توفير المجتمعات والآباء، الحماية لأطفالهم والمراهقين كجزء من المناهج الدراسية، موضحة أنه علينا أن نوفر برامج رفيقة بالأطفال تعينهم وتساعدهم وتحميهم من الإنترنت، لافتًا إلى أن الإنترنت مفيد جدًا ولكن عند استخدامه بشكل صحيح.

ونوهت إلى أنه يجب أن نبدأ بالأطفال وهم في سن صغيرة وتعريفهم بحقوق الإنسان حتى لا تتلقفهم شبكات التواصل الاجتماعى.

 

تكنولوجيا الإنترنت تؤثر على مواقع المخ

ومن جانبه، قال باتريك وينسنت، معالج معتمد، والمدير التنفيذي لمركز إدمان الإنترنت في السويد، إن المركز أجرى أكثر من 300 دراسة برهنت جميعها على الأثر السلبي الذي أحدثته التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت خلال آخر 30 عامًا.

وأضاف وينسنت، أن تكنولوجيا الإنترنت تؤثر على مواقع بعينها في المخ، حيث تدفع الإنسان إلى استعمال الهاتف المحمول بصورة كبيرة تسلب إرادته.

وتابع: "أوجه رسالة للرئيس السيسي، إذا ذهبت لمشاهدة فيديو، فأنا أفتحه ثم أجد مقاطع عديدة ولا ألاحظ كمًا من الوقت مرّ، يجب أن نولي اهتمامًا كافيًا بمضار هذه الأمور".

 

الإنترنت أفقدنا التواصل مع الآخرين

وفى نفس السياق، قال جاكسون هادس، مخرج أفلام وثائقية، إنه ابتكر قناة خاصة به عام 2011 لعرض أعماله، كما أنه يعد من هؤلاء المتفاعلين عبر شبكة الإنترنت، موضحًا أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعى يخلقون صورًا غير الصور الحقيقية لهم كما نخلقها لبعضنا البعض دون العلم بالشخصيات التى تكون وراء تلك الصور.

وأشار "جاكسون" إلى أن هذا الجيل الحالي هو من أكثر الأجيال البشرية تواصلًا فيما بيننا؛ بسبب الاستخدام الكثير لمواقع التواصل الاجتماعى ولكن هذه المواقع تحتوي على الكثير من الأضرار.

وأوضح أن شبكات التواصل الاجتماعى تتيح تبادل المعلومات والخبرات وتخلق حوارات بين الشعوب المختلفة، ولكن بالنهاية فقدنا قدرتنا على التواصل مع بعضنا البعض بصورة حقيقية.

 

مواقع التواصل الاجتماعى تدفع المراهقين للمخدرات

فيليب بوتر، خبيرة في التواصل الاجتماعى، قالت إن الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي تقدم فوائد كثيرة، ولكن إدمان الإنترنت عند المراهقين والشباب يعتبر مرضًا، مطالبة بضرورة معرفة أن المراهقين يمرون بتغيرات هرمونية وجسدية؛ لأن العقل لم يصل لمرحلة النضج الكافي ويتأثر سلبيًا بوسائل التواصل الاجتماعى بسهولة.

وأضافت بوتر: "مع هذه العقول غير الناضجة قد يصاب المراهق بفقدان الثقة ما يؤثر على تصرفاته وقد يلجأ للمخدرات والمشروبات الكحولية"، مؤكدة أننا في مرحلة مهمة من مراحل التاريخ الإنساني.

وتابعت: "معظم وسائل الاتصال وتلقي المعلومات يتم عبر الإنترنت، ولكن ينبغي أن يكون هناك دور محدد للتواصل والاستفادة منها بشكل أمثل"، مفيدة بأن الإكثار من وسائل التواصل الاجتماعي يسحب الإنسان إلى طريق طويل وغامض.

 

وأكدت أنه يجب إجراء حوارات حقيقية مع بعضنا وليست افتراضية عبر صفحات التواصل الاجتماعى، لافتة إلى أن الحوارات المادية تُشعر الإنسان بأن ما يقدمه ذو قيمة يستحق أن يبذل وقته فيه وينمّي المهارات الخاصة للتواصل.

 

انتشار الأخبار الكاذبة

فاطمة الزهراء عبدالفتاح، خبيرة فى الأمن المعلوماتى، أوضحت أن وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لنشر الأخبار المزيفة، مشيرة إلى أن وسائل الإعلام المؤسسية تعتمد عليها أحيانًا، وتعيد ترديد الأخبار المزيفة والشائعات التي انتشرت عليها، وهذا يظهر بشكل واضح في الدول التي تعاني ظروفًا عصيبة.

وقالت الزهراء إن هناك 21 ألف ساعة خلال 3 أشهر في مصر، لم نعد نتحدث فيها عن خبر ملفق يحظى على انتشار كبير، ولكننا نرى أن المعلومات تأخذ شكلًا مزيفًا كبيرًا ويزيد الأمر صعوبة للتطور الكبير في تقنيات التزييف.

وأكدت أن هناك أفرادًا يعملون على التزييف فقط ويعتمدون عليه كمصدر رزق، ويظهر ذلك في تزييف الصور، لافتة إلى أن هناك تطورًا لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأن هناك 190 مليون إنسان آلي يعمل عمل الإنسان على الفيس بوك وانستجرام وتويتر لنشر الأخبار المزيفة.

وأوضحت أن هذا خلق بيئة مُحبطة جدًا للتداعيات الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي لإظهار وجه آخر يلقي الضوء على الانتباه على التداعيات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، مفيدة بأن معدل انتشار الخبر الزائف على وسائل التواصل الاجتماعي يحظى على 70% فرصة للانتشار بعكس الخبر الحقيقى، مشيرة إلى أنه يجب تطوير الأداء الإعلامي والنشر السريع والرد السريع وتدريب الأفراد على التعامل مع المحتوى واستخدام المنصات الإعلامية جيدًا من قبل الصحفيين وتوعية المستخدمين بخطورة نقل المحتويات الخاطئة.

السيسي يطالب بتشكيل لجنة قومية لبحث كيفية الاستفادة من الإنترنت

واختتم الرئيس عبد الفتاح الجلسة الأوليس لمنتدي شباب العالم، قائلًا، إن تطور شبكة التواصل الاجتماعي هو تطور إنساني قائم يتم التعامل في سياقه الطبيعي، مطالبًا بتشكيل لجنة بحث قومية لبحث الموضوع من جميع الجوانب وكيفية الاستفادة من شبكة التواصل الاجتماعي ووضع استراتيجية للاستفادة منها.

وأضف السيسي، أن أي محاولة لمنع التواصل الاجتماعي ستفشل، لافتًا إلى أننا استخدمنا مواقع التواصل الاجتماعي لعمل هذا المنتدى، مشيرًا إلى أن هناك استخدامًا إيجابيًا وسلبيًا لأي اختراع، حيث يكون أداة للبناء والتدمير، مشددًا على ضرورة جعل مواقع التواصل الاجتماعي أداة للبناء والتعمير في مصر".

وتابع رئيس الجمهورية: "الأمهات بيكونوا قاعدين ماسكين التليفون والأطفال ماشيين وراهم، فبتتنقلهم الصورة وبيتعلموا منهم".

اقرأ أيضا