عندما يخفق القلب بشدة ونقع في الحنين والحب الجارف، دائمًا ما يصحبنا صوت العندليب الأسمر العذب، وكلماته الرقيقة التي توصف حالة الشجن التي تجتاح مشاعرنا، ولكنّ لصوت حليم أثرًا آخر في حياة واحد من أفضل اللاعبين المصريين، بل أسطورة من أساطير الساحرة المستديرة المصرية.
على صوت عبدالحليم حافظ وكلمات أغانيه التي وصفت حالة شجن كبيرة بين الجماهير ومحمود الخطيب أسطورة النادي الأهلي، الذين تراقصوا كثيرًا على موسيقى أهدافه ولمساته الساحرة للمستديرة.
وفي ذكرى ميلاده الـ٦٤، نرصد خلال السطور التالية كيف أثرت أناشيد حليم على مسيرة رئيس جمهورية القلعة الحمراء.
موعود وبداية الطريق
بدأ "بيبو" مشواره مع القلعة الحمراء وهو في السادسة عشر من عمره، عندما انتقل من نادي النصر لصفوف الأهلي، ومع بداية الرحلة في القلعة الكبيرة راود صوت حليم آذان "بيبو" وهو يفكر في الطريق الجديد ليقول: "وابتدى المشوار.. واه يا خوفي من آخر المشوار.. جنة ولا نار.. رايح وأنا محتار".
نبتدي منين الحكاية.. وقصة العشق مع الجماهير
وفي عام ١٩٧٢ صعد الخطيب للفريق الأول، ليلعب أولى مبارياته له أمام البلاستيك، ويسجل أول أهدافه الممتعة في شباك المنافس، لتتوالى الأهداف بعدها حتى وصلت لـ١٠٨ أهداف خلال الستة عشر عام، التي قضاها في بيته الأحمر، ومع هذا التألق المشهود، يقف بيبو ليسمع صوت العندليب وهو يصف قصة العشق التي تخللت قلوب جماهير الأهلي، والمكانة الضحمة التي حصل عليها بيبو بين جماهيره ليقول حليم: "لو حكينا يا حبيبي نبتدي منين الحكاية، ده احنا قصة حبنا ليها أكتر من بداية.. ياما عشنا شفنا فيها ياما شفنا، لكن مشينا وكملنا مشوار الحب.. ووصلنا والدنيا ما قدرت تعاندنا وتفرق بينا وتبعدنا".
أي دمعة حزن لا.. والإصابات اللعينة
كان بيبو أبرز ضحايا الإصابات التي كانت سببًا رئيسيًا في اعتزاله كرة القدم، ولكن قبل إصابته بالرباط الصليبي التي قضت على مشواره الكروي، مرّ بالعديد من الإصابات التي كانت تمزّق قلوب الجماهير ويخرج منها ويصول ويجول في الملاعب، وكأن شيئًا لم يكن، والتي كان آخرها أمام الهلال السوداني، بعد عودة من إصابة استغرق علاجها ثلاث سنوات بالتقريب، ليصوّب هدفًا صاروخيًا يقود فريقه نحو اللقب الإفريقي، ليُطمئن قلوب جماهيره بصوت العندليب وهو يقول "أي دمعة حزن لا أي جرح في قلب لا". إلا أنه عاد مجددًا ليقهر الإصابات اللعينة، فيستمر صوت حليم ليقول: "ارتحنا ونسينا الجرح بتاع زمان".
في يوم في شهر في سنة.. ولحظة الوداع
وكان لصوت حليم أثر كبير في هذا المشهد الحزين، لحظة وداع الأسطورة الكروية لأرض الملاعب، ودموعه تغرق وجهه ليداعب صوت حليم آذانه وهو يقول: "لو كان بإيدي كنت أفضل جمبك وأجيب لعمري ألف عمر وأحبك"، وكان ذلك عام ١٩٧٨، بعدما نصحه الأطباء بعدم لعب كرات بالرأس ليقرر البُعد عن الملاعب.
أعز الناس.. والعودة للبيت الأحمر
بعدما ابتعد بيبو عن الملاعب، وجلس وراء التلفاز كمشاهد، ليشعر الحنين الجارف نحو بيته وقلعته فيتردد سريعًا صوت حليم ويقول: "ومين ينسى ومين يقدر في يوم ينسى حبايبنا أعز الناس"، ليقرر بعدها الخطيب الترشح كعضو في مجلس إدارة المجلس الذي رأسه كابتن الوحش، بعد تحقيقه نجاحًا باهرًا في الانتخابات .
هي دي هي فرحة الدنيا.. الخطيب رئيسًا
وبعد تدرج في الوظائف داخل قلعته الحمراء من لاعب أسطورة لعضو مجلس إدارة لنائب رئيس النادي، حتى جاءت اللحظة الحاسمة التي قرر فيها بيبو خوض انتخابات رئاسة القلعة الحمراء عام ٢٠١٧، أمام محمود طاهر، ليكتسحها بجدارة ويعلو صوت حليم أرجاء القلعة الحمراء ليقول: "هي دي هي فرحة الدنيا دق يا قلبي غني يا عنيا".
قولي حاجة.. رسالة عتاب من الجماهير للرئيس
وبعد فترة قصيرة من تولي بيبو مهمة رئيس النادي الأهلي، ضربت الأزمات صفوف القلعة الحمراء، وطلب بيبو من الجماهير الاصطفاف خلف جدران الأهلي لمحاربة الأزمات الراهنة، حتى وقعت الجماهير في حيرة من تصرفات رئيس النادي وتكتمه الشديد على ما يدور داخل جدرانه فتوجّه الجماهير الحمراء رسالة لبيبو على صوت حليم وهو يقول: "قولي حاجة أي حاجة.. عمري ما اتعودت تبقى معايا وتفكر لوحدك.. ده احنا الاثنين قلب واحد دقته عندي وعندك".
الجماهير لـ"بيبو": يا كامل الأوصاف
وفي كل مرة تحدث أزمة ويرفض رئيس الأهلي الحديث عنها، تغضب الجماهير ثم تكتشف أن بيبو كان على حق لحفاظه على مبادئ النادي العريقة، وأنه خير خلف لحسن حمدي وصالح سليم؛ بسبب حِكمته وحِنكته، لتبعث له برسالة أخرى بصوت حليم وهو يقول: "كامل الأوصاف فتنّي".
موضوعات متعلقة..
الشناوي ينتظم في تدريبات الأهلي
بالدليل.. كيف كان «الخطيب» IPhone X في زمن التليفون الأرضي؟