يعود زعيم المعارضة والرجل صاحب الشخصية المحورية في المشهد السياسي فى دولتي السودان "رياك مشار"، إلى بلاده غدًا الأربعاء، بموجب اتفاق السلام الأخير الذى تم التوصل إليه لإنهاء حرب مستمرة منذ خمس سنوات، وذلك بعد أكثر من عامين قضاهما فى المنفى، وسيشارك مشار فى احتفال سلام كبير بالبلاد، وسيرأس وفدًا صغيرًا لكنه لن يكون برفقته أمنه الخاص على الرغم من المخاوف على سلامته".
مَن هو رياك مشار؟
ينتمي مشار إلى قبائل النوير التي تمثل ثاني أكبر جماعة إثنية في جنوب السودان، وولد مشار عام 1953 ودرس في بريطانيا، وتزوج من موظفة الإغاثة البريطانية إيما ماكيون عام 1991، والتي توفيت بعد ذلك بعامين، بسبب حادث سيارة في العاصمة الكينية نيروبي.
كان مشار من مؤسسي الحركة الشعبية لتحرير السودان، التي كانت تقود القتال ضد قوات حكومة الخرطوم من أجل انفصال الجنوب، حيث كان قائدًا بارزًا في جناحها المسلح.
وبعد اتفاق للسلام عقد عام 2005 لإنهاء النزاع في السودان، عينت الحركة مشار في منصب نائب رئيس حكومة جنوب السودان، واحتفظ مشار بمنصبه عقب إعلان دولة جنوب السودان عام 2011، الأمر الذي بدا دليلاً واضحًا على نفوذه الكبير في أوساط حركة تحرير السودان، حتى إقالته في تغيير وزاري أجراه الرئيس سلفا كير ميارديت في يوليو 2013.
"جيش الرب"
كان يتمتع مشار "بصبر هائل"، ومهارات دبلوماسية فائقة، على الرغم من أنه في ذلك الحين قد نزع بزته العسكرية وارتدى "بدلة إنكليزية"، لاعبًا دور الوسيط بين الحكومة الأوغندية وحركة جيش الرب للمقاومة، المتمردة عليها.
وكان مشار ينظر إلى حركة جيش الرب بوصفها التهديد الأكبر للمنطقة، الذي يمكن أن يهدد أيضًا استقرار جنوب السودان، الذي تمتلك فيه قواعد عسكرية، وعلى الرغم من فشل مفاوضات السلام تلك، برز مشار بوصفه وسيطًا مؤثرًا.
"رسول الخراب"
من وجهة نظر مؤيديه، كان نفوذ مشار يتزايد في حكومة جنوب السودان، ومن ثم قام الرئيس سلفا كير بإقالته في 2013 دون أن يقدم أسبابًا واضحة؛ حيث أعلن مشار عزمه على تحدي سلفا كير والترشح لقيادة الحزب الحاكم في جنوب السودان، ما يؤهله لخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2015.
وفي غضون ذلك، دعا مشار أنصاره إلى عدم اللجوء للعنف، محذرًا من أن كير سيستخدم ذلك كذريعة لإعلان حالة الطوارئ، بيد أن كير اتهم مشار بالتخطيط للانقلاب، واصطدمت القوات الحكومية مع قوات مشار التي اُتهمت بالتمرد داخل الجيش.
ووصف كير مشار بأنه "رسول الخراب"، الذي واصل أفعاله التي قام بها في الماضي، في إشارة واضحة الى تحدي مشار سلطة مؤسس الحركة الشعبية غرنغ في مطلع التسعينيات.
موضوعات متعلقة :-
- إلغاء الحظر على المنتجات المصرية المصدرة إلى السودان
- برلمان دول حوض النيل.. هل يقرّب وجهات النظر ويقضي على الأزمات؟