لم أكن أتوقع أبدًا أن تكون نهاية حياتي الزوجية بهذا الشكل، فمن الحب ما قتل، وحبه لى نقمة وليست نعمة، فقد عانيت وتجرعت المرار نتيجة هذا الحب القاسى والذى بدافعه أحل لنفسه معاقبتى وتعنيفى وضربى لأتفه الأسباب، بتلك الكلمات أفصحت رشا عن سبب قدومها لمحكمة الأسرة بمصر الجديدة تريد خلعًا.
وقالت الزوجة، كنت أحبه ولكن قسوته التى دائمًا يغلفها بأنها نابعة عن محبته لى جعلتنى أزهد فيه وفى الحياة والعيشة معه فى بيت واحد، فمنذ أن خطبنى وكان هو يطلب منى أن أمتنع عن وضع مساحيق التجميل ولبس البنطال والتزين وكنت سعيدة بذلك جدًا، فهذه المطالب لأى فتاة ما هي إلا تعبير عن المحبة والغلاوة.
وتابعت الزوجة باكية، مرت فترة الخطبة وتزوجنا، وفاجئنى ليلة الزفاف بردة فعله وغضبة حينما شاهدنى أرتدى فستان الزفاف، الذى وصفه بالمثير والعارى، وبدأ يلعن ويسب وكاد أن يتركني ويغادر بعدما رآنى فى "الكوافير"، لولا صديقه وبعض الأقارب الذين أقنعوه بأن فعلته ذلك ستضعنى فى ورطة ومأزق.
وأضافت رشا، مر الفرح وأنا لم أشعر سوى بالحزن فقد ترك فى نفسى حزنًا وألمًا كبيرًا، فحتى لو كنت أخطأت فإن طريقته لمعالجة خطأى كانت قوية وقاسية للغاية.
وواصلت مقيمة دعوى الخلع حديثها، الغريب فى الأمر أنه لم يكن متدينا ولا متزمتا أو متشددا فى دينه، فهو لم يكن يصلى أصلًا بخلافى تمامًا فقد كنت حريصة على أداء الفرائض.
وتابعت الزوجة، أصبحت أعيش فى هاجس بسببه وبسبب غيرته اللا معقولة، فقد كان يغير حتى من محارمى أشقائى الرجال وأعمامى وحتى والدى، فإن مازحنى أحد من أخوتى أو قبلنى عند رؤيتى كانت تقوم الدنيا ولا تقعد، وأتلقى عقب عودتنا للبيت وابلا من السباب والشتائم على أن ذلك خطئى، مستكملة، فى البداية لم أخبر أحدا ولكن بعد مدة أخبرت أهلى بذلك وطالبتهم بتجنب ممازحتى أو تقبيلى أمامه الأمر الذى أغضبهم منى وكادوا أن يقاطعوننى، لأنهم اعتقدوا بأن زوجى يشكك فى أخلاقهم وأصبح الموضع أكبر من كونه غيرة زوج.
وأكملت حديثها، تحولت غيرته لمرض، لا تداويه كلمات المحبة ولا تصرفاتى معه للتأكيد على أننى لم ولن أحب غيره، فبدأ يعنفنى إذا ما توجهنا للتسوق وإذا ما سألت البائع أى المنتجات التى سأشتريها، ويفتعل المشكلات، أنتى ابتسمتى له، لماذا تتحدثين معه على هذا النحو، حتى كرهت أن نخرج سويًا فى مكان؛ مخافة من تصرفاته اللا معقولة تلك.
وصمتت الزوجة لبرهة ثم تعاود لتكمل حديثها، قائلة: ما زاد حزنى وجعلنى أقدم على طلب الخلع هو قيامه بالتعدى على بالضرب المبرح وكاد أن يودى بحياتى بعد أن قمت بوضع "ميكب" خفيف أثناء حفل زفاف شقيقى، وكنت حينها متواجدة ببيت والدى لعدة أيام استعدادًا للفرح، وحينما رآنى استشاط غضبًا، وبدأ فى تعنيفى أمام أقاربى، وبعد الحفل عدنا للبيت فقام بضربى وتعذيبى وسبى ولم يتركنى إلا وكل مكان فى جسدى به سحجة أو كدمة وتركنى فاقدة الوعى دون حراك.
واستطردت رشا، بعدما عاد لى الوعى هاتفت والدى الذى جاء مسرعًا ووجدنى بحالة يرثى لها فقام بحملى هو وشقيقى والذهاب للبيت، وعندما عاد زوجى "علاء"، لبيتنا لم يجدنى فهاتفنى وكأن شيئاً لم يكن.. حينها أخذت والدتى الهاتف وطالبته بتطليقى ولكنه رفض، وعندما جاء ليصالحنى كرر والدى طلب الطلاق منه ولكنه رفض بدافع المحبة وأنه لن يستطيع العيش بدونى، فقررت إقامة دعوى خلع ضده حتى أتخلص من زوجى المريض بالغيرة.