من محمد علي إلى السيسي.. تاريخ حافل بالإنجازات بين السودان ومصر

الخميس 25 أكتوبر 2018 | 12:02 مساءً
كتب : سارة محمود

 لم تكن العلاقات المصرية السودانية وليدة اللحظة، وأنما امتدت لسنوات طويلة، منذ أن كانت مصر تحافظ على إيفاد الأطباء والمدرسين لتعليم أبناء السودان، وكان الأزهر أحد الأركان الرئيسية لتعليم السودانيين، وعُرف عن المصريين مناداة أهل السودان بـ"أبناء النيل"، دليل على القرب.

 

 ومنذ أن تولى الرئيس عبد الفتاح السيسي، حكم البلاد، وتحرص الدولتان على تقوية ودعم العلاقات بينهما في شتى المجالات، ولتوقيع عدد من الاتفاقيات الدولية، واستمرارًا لتوطيد العلاقات بين الدولتين، اتجه "السيسي"، اليوم وللمرة السادسة إلي السودان لعقد قمة مشتركة مع الرئيس عمر البشير، وجلسة مباحثات موسعة بين وفدي البلدين لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بدعم العلاقات الثنائية، والتعاون المشترك بينهما في كافة المجالات، إلى جانب مناقشة العديد من القضايا الأفريقية والعربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

محمد على وضم السودان

وبدأ التعاون المثمر بين مصر والسودان حينما جاء "محمد علي" إلى مصر، وأدرك أهميه السودان فضمها إلى مصر عام 1822 لتكون أرضًا واحدةً وشعبًا واحدًا, وخشيت دول أوروبا من طموحاته وطموحات ابنه إبراهيم، ولكن انتهى الأمر إلى إقرار ملكه على مصر والسودان.

 

واستمر التعاون بين البلدين حتى عام 1899، وذلك مع بداية مؤامرات الانفصال بين الدولتين، فقد بدأت تلك المؤامرات باتفاقيه المستعمر الإنجليزي مع مصر عام 1899 بعد تمهيد وتربص منذ احتلال مصر عام 1882 وكان الموقع على معاهدة 1899 عن مصر "بطرس غالي"، كما زاد التعاون مع معاهدة 36 التي وقعتها حكومة الوفد.

 

العلاقات المصرية السودانية في العهد الناصري

وفى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، شهدت العلاقات بين البلدين مد وجزر منذ استقلال السودان 1956، ويرجع ذلك  لطبيعة النظام الحاكم في كل منهما وسياسته الداخلية والخارجية، وبالرغم من ذلك إلا أنه ظل عبد الناصر رافعًا لشعار الوحدة بين مصر والسودان لفترة بعد الثورة حتى تم توقيع اتفاقية حق الجلاء للسودان في 12فبراير 1953.

وقد نص هذا الاتفاق على منح الشعب السوداني الحق في تقرير المصير بالوحدة مع مصر أو الاستقلال، ورغم أن هذا المبدأ لم يكن عليه غبار من حيث أنه يمكن أن يحقق وحدة طوعية بين شقي الوادي إلا أن الألاعيب الاستخبارية البريطانية قد نجحت في الإطاحة بفكرة وحدة وادي النيل.

 

السادات وتأييد السودان

أما فى  عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات كانت العلاقات المصرية السودانية وثيقة بشكل كبير، وفي عام 1979 أرسل السادات بعض القوات المصرية لدعم حكومة الرئيس "جعفر نميري"، عندما قام انقلاب داخلي ضده.

 

وكذلك عندما قام الانقلاب الثاني للإطاحة بالرئيس السوداني "جعفر نميري" وقف السادات مؤيدًا للسودان، وأرسل القوات المصرية لدعمه للمرة الثانية حتى تمكن من الأمر مرة ثانية.

 

ويرجع سبب قيام السادات بتلك المساعدات إلى أن أمن السودان واستقراره يمثل إحدى الدعامات الرئيسية للأمن والاستقرار المصري، وأقام على ذلك مشروع التكامل المصري السوداني.

 

كذلك وجه السادات بعض القوات المصرية لحماية الحدود الغربية وإثبات جدارتها وتفوقها، وكانت علاقاته مع الدول العربية الأخرى تتأرجح دائمًا بين الود والقطيعة، ولم تكن على وتيرة واحدة، إلا دولة السودان التي ظلت علاقتها بمصر هادئة طوال فترة حكم السادات.

 

مبارك وبداية الازمات 

وعقب وفاة الرئيس محمد أنور السادات، زادت حدة التوتر بين البلدين مع تولي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بل كانت مصر على شبه قطيعة مع العديد من الدول العربية والغربية.

 

ومع مطلع الألفية الجديدة بدأت العلاقات المصرية السودانية في التحسن، بعد الانشقاق الذي وقع في صفوف ثورة الإنقاذ السوداني، وعقب تجاوز الأزمة التي أثارها توقيع اتفاق "ماشاكوس" عام 2002، اكتسبت العلاقات المصرية السودانية دفعة قوية عبر الزيارة الخاطفة التي قام بها الرئيس مبارك للخرطوم في الأول من مايو 2003، بعد فترة انقطاع طويلة دامت أكثر من 13 عامًا.

 

وقد مثلت تلك الزيارة بحد ذاتها حدثًا كبيرًا، وجاءت تتويجًا لمسار التحسن البطيء في العلاقات بين البلدين، ولا سيما التأثيرات الناتجة عن محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا عام 1995، فاتهمت الحكومة المصرية نظيرتها السودانية بالتخطيط لعملية الاغتيال، رفض مبارك مشاركة الحكومة المصرية في مفاوضات وزراء خارجية منظمة الاتحاد الأفريقي في "أديس أبابا" لحل النزاع الحدودي.

 

وفي عام 2000 قام مبارك بمحاصرة وطرد القوات السودانية من حلايب وفرضت القوات المصرية سيطرتها على المنطقة منذ ذلك الحين.

 

وفي عام 1982 تم توقيع ميثاق التكامل؛ بهدف تقنين العلاقة وإخضاعها للإشراف الحكومي لكلا الدولتين.

 

فأنشئت كثيرًا من المؤسسات والأجهزة السياسية والفنية للإشراف وتحقيق الأهداف والمبادئ التي تضمنها الميثاق، وشملت المجلس الأعلى للتكامل برئاسة رئيسي الدولتين، وبرلمان وادي النيل، والأمانة العام للتكامل.

 

وعام 1989، ومنذ الأيام الأولى لتسلم الرئيس السوداني عمر البشير مقاليد السلطة في منتصف تحولت منطقة حلايب الحدودية إلى "بارومتر" للعلاقات بين القاهرة والخرطوم لقياس حجم الشد والجذب بينهما.

ثورة يناير واسترجاع العلاقات 

حينما قامت ثورة يناير عام 2011، تحولت العلاقات على الساحة المصرية بصفة خاصة والعربية بصفة عامة، كما انها مثلت بالطوق النجاة  بالنسبة للعلاقات مع السودان؛ وذلك لأن الثورة المصرية قد أعادت بناء الأولويات المصرية من جديد، لا سيما على صعيد السياسة والعلاقات الخارجية تجاه السودان.

 

محمد مرسي وأزمة حلايب 

لم يحدث شيء بين مصر والسودان يذكر في عهد المعزول محمد مرسي، حيث زار السودان عام 2013، وجددت تلك الزيارة الجدل حول مثلث حلايب، حيث أفاد "موسى محمد أحمد" مساعد الرئيس السوداني عمر البشير بأن مرسي وعد بإعادة مثلث حلايب إلى وضع ما قبل 1995.

 

ومن هنا بدأت الأزمات بين مصر والسودان، لتكن أزمة حلايب والشلاتين القشة التي قسمت ظهر العلاقات بين البلدين، إلا ان جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسعى جاهدًا لعودة العلاقت بين البلدين من جديد.

السيسي وتوطيد العلاقات 

واستمرارًا فى ملف العلاقات المصرية السودانية، يحمل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي اليوم إلي السودان العديد من الملفات الهامة خلال زيارته إلى العاصمة السودانية الخرطوم الخميس المقبل، عندما يلتقي نظيره السوداني عمر البشير، لاسيما في ظل تشابك ملفات أمنية وسياسية، وتوقيع اتفاقية بينهما لإنشاء شبكة سكك حديدية تربط مصر والسودان

وعقد جلسة مباحثات موسعة بين وفدي البلدين لمناقشة العديد من القضايا المتعلقة بدعم العلاقات الثنائية، والتعاون المشترك بينهما في كافة المجالات، إلى جانب مناقشة العديد من القضايا الأفريقية والعربية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

موضوعات متعلقة..

- ”مواصلة تشاور وتوقيع اتفاقيات”.. أبرز الملفات ببرنامج السيسي في السودان

- ”مصر والسودان”.. تاريخ العلاقات بين القاهرة والخرطوم منذ تولى ”السيسي”

اقرأ أيضا