الغدر.. إسبوع من الاغتيالات يُنهي حياة ملوك الأندلس وقادة العرب

الاحد 21 أكتوبر 2018 | 10:34 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

الاغتيال.. هذا المصطلح الذي وقع في شباكه العديد من السياسين والعسكرين والقادة حول العالم، بسبب أنهم تفوقوا في مجالاتهم وكادوا أن يمثلو خطرًا على دولة مُعينة أو منظمة عريقة، حتى أصبح هذا التفوق سببًا في أن تُكتب السطور الأخيرة في حياتهم بقلم الغدر والجبن التي تمتع بها العديد من الجماعات الإرهابية والأجهزة الاستخباراتية.

 

فهؤلاء من يخططون تلك العمليات يكون هدفهم التخلص من بعض الأشخاص، ولكن لم يحالفهم الحظ فقد تخلصوا منهم جسديًا، ولكن ما زالت ذكراهم معلقة في الأذهان، وهكذا تكون نتجية العمليات الاغتيالية التي تُنفذ من خلال جماعة إرهابية أو جهاز مخابرات على مدار السنوات الماضية.

 

بلدنا اليوم ترصد عبر تقريرها التالي مجموعة من القادة الذين تعرضوا للاغتيال حول العالم، تصادف توافق ذكراهم خلال الأسبوع الجاري.

 

محمد ابن أمية القائد الأندلسي  

بدأ قطار الاغتيالات في هذا الأسبوع على مر العصور الماضية، بخطف القائد الأندلسي، «محمد بن أمية» الذي أطلق عليه هذا الاسم بعد إجهار إسلامه، وهو قائد مسلم عاش في بلاد الأندلس، وقاد الجيش ضد الملك فليب الثاني في الحرب المشهورة بحرب «البشرات».

ولد ابن أمية عام 1520، من أصل مورسكي، نشأ وترع بين عائلته، حتى عمل عضوًا ببلدية غرناطة، وقيل إنه وُضع لفترة رهن الإقامة الجبرية لأنه استل خنجرًا ذات يوم في مبنى البلدية.

 

القائد الأندلسي الذي عرف بقوته وجيوشه الضخمة، تم اغتياله من خلال مؤمرة نفذها أقرب الأشخاص له، في عام 1569، حينما تأمر الوزير "دييغو" مع  كاتب ابن أمية في تزوير رسالة يأمر فيها بقتل الرسول الذي جاء برسالة من زوج أخته الذي كان على خلاف معه، فوصلت الرسالة المزورة إلى ابن عبو ومدون فيها هذا الأمر،  فعتقد أن ابن أمية قد خانه، وقرروا عزله وإعدامه دفاعًا عن الثورة.

 

وبالفعل تم إلقاء القبض على ابن أمية، وواجهوه بالتهم التي يتهمونه بها، وأطلعوه على الرسالة التي تم تزويرها، فتبرأ ابن امية من التهم الموجهة ضده، مؤكدًا لهم أن الرسالة مزورة، لكن دفاعه هذا لم يفده، فسجنوه في غرفة وكلفوا بحراسته "دييغو الوزير"  الذي كان على خلاف معه، واستغل الوزير الأمر وقتله شنقًا في ليل 20 أكتوبر 1569.

داني شمعون السياسي اللبناني

توقف قطار الاغتيالات قليلًا، مع "داني شمعون" حفيد الرئيس اللبناني الأسبق، كميل شمعون، وهو السياسي اللبناني الماروني، الذي خلف جده الرئيس في رئاسة حزب الوطنيين الأحرار.

 كان لشمعون دورًا مهمًا في الحرب الأهلية التي عاشتها الدولة اللبنانية على رأس ميليشيات نمور، فيما تولى منصب الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار سنة 1983 ثم منصب رئيس الحزب سنة 1985 خلفًا لوالده وجده.

السياسي اللبناني داني شمعون، وضع في قائمة الاغتيالات مثل عددًا من الأشخاص الهامة في المجتمع الدولي، وبالفعل تم تنفيذ العملية في 22 أكتوبر عام 1990، داخل منزله بصحبة زوجته "أنجريد عبد النور" وطفليه طارق وجوليان، أما عن الجماعة الإرهابية التي نفذت الجريمة، لم يتم التعرق عليهم، بل كانت مجموعة مجهولة، ولكن هناك من وجه أصابع الإتهامات إلى - "إيلي حبيقة" الجندي السياسي اللبناني، وأحد قادة ميليشيات القوات اللبنانية خلال الحرب الأهلية - لكن المجلس العدلي أدان سمير جعجع قائد ميليشيا القوات اللبنانية بقتله وحكم عليه بالسجن المؤبد و ذلك في عهد الوصاية السورية.

أيمن حلاوة القيادي الفلسطيني

وجاء في المحطة التالية القائد العسكري الفلسطيني، "أيمن عدنان حلاوة" الملقب بـ "أبو عدنان" الذي ولد في مدينة نابلس الفلطسينية، وهو أحد المهندسين الأوائل لكتائب عز الدين القسام التي تعد بمثابة الجناح العسكري لحركة "حماس" حتى اغتياله، وأيضًا درس الهندسة الكهربائية في جامعة بيرزيت في رام الله.

قوات الكيان الصهيوني الإسرائيلي، اعتقلت القيادي الفلسطيني مرتين كانت الأولى عام لمدة 3 أيام والثانية لمدة 30 شهرًا، قضاها في عدة سجون كان أبرزهم "سجن الجلمة وسجن عسقلان وسجن نفحة و سجن بئر السبع والرملة وتحقيق مجدو".

كان القيادي الحماسي الفلسطيني، موضع قلق لدى الجيش الإسرائيلي، لذلك وضع في قائمة "الموساد" وفعًلا تم اغتياله في 22 أكتوبر عام 2001، وذلك عقب تفخيخ السيارة التي كان يستقلها قرب منطقة جامعة النجاح في مدينة نابلس، أمام مستشفى نابلس التخصصي وقد أصيب في الحادث شخصان آخران كانا بالقرب من السيارة وهي لأحد أصدقاءه.

فتحي الشقاقي قائد حركة الجهاد الإسلامية بفلسطين

ولد بين عائلة فقيرة غلبة عليها السمات الريفية، كان والده عاملًا في صحراء سيناء، وجده فلاحًا في الأراضي الفلسطينية، ثم تطور به الحال حتى نشأء وترعرع بين تلك العائلة، التي عاش معهم في فترة دراسته، وانتهى به المطاف بتأسيس حركة الجهاد الإسلامية في فلسطين، هو الدكتور "فحتي إبراهيم الشقاقي" ولد في ريف بلدة ترهونة بالتحديد " مخيم الشاطئ" بغزة، وعاش بها إلى أن قام الأتراك بتجنيده في شباباه.

في شبابه كان له مشاركات كثيرة في الحياة السياسية، حتى تسبب ذلك الأمر في اعتقاله عام 1979 فـي مصر بسبب تأليفه لكتاب كان عنوانه "لخميني.. الحل الإسلامي والبديل" وقد اسندت له مسؤولية تنفيذ عملية بيت ليد بتاريخ 1995 حيث أسفرت عن مقتل 22 عسكرياً إسرائيليا وسقوط أكثر من 108 جرحى.

وأيضًا وضع في قائمة الاغتيالات وتم اغتياله على يد الموساد الإسرائيلي في مدينة "سليما" بجزيرة مالطا يوم 26 أكتوبر 1995 أثناء عودته من ليبيا.

جمال عبد الناصر الرئيس المصري الراحل

ومن بين تلك العمليات المتعددة، كان الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، قد وضع في قائمة الاغتيال لعدة مرات، حيث تعرض عبد الناصر لعدة محاولات اغتيال في حياته، والتي كان من بين تلك المحاولات الاغتيالية نسبت أحداهم إلى أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين، وفي المقابل نفت الجماعة علاقتها بالحادثة.

 

وفي 1954 تعرض عبد الناصر لمحاولة اغتيال من جماعة الإخوان المسلمين فى ميدان المنشية بالإسكندرية، ونجا منها عبدالناصر، وتقدم إلى المحاكمة المتهم بتنفيذ عملية الاغتيال محمود عبداللطيف، الذى أطلق الرصاص من المسدس الذى كان بحوزته لتنفيذ العملية، وتمت العملية بينما كان عبدالناصر يلقى خطابا أمام الجماهير الحاشدة فى الميدان.

مبارك التوزونيني القيادي المغربي

وجاء في النها ية القيادي المغربي "مبارك التوزونيني أو سيدي محمد"، فهو مغربي من أصول يهودية قاد حركة جهادية ضد المستعمر الفرنسي، واستقطبت دعوته معظم القوى القبلية ذات القيمة الحربية كآيت عطا وإيملوان في المنطقة المحيطة بواحة تافيلالت، التي لبت نداء الجهاد، خصوصًا بعد الانتصار الحاسم في معركة البطحاء في صيف 1918وما نتج عنه من فوائدمادية ومعنوية جعلت أبناء القبائل والقصور ينضمون لجيش المجاهدين.

 

قاد التوزونيني، العديد من محاولات المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، حتى انتهى به المطاف هو وحركته  في أسوأ واقع يمكن تصوره في مواجهة الشرفاء واستعداء أرباب الزوايا والأغنياء، وقاد الباشا التهامي الكلاوي، وابن أخيه القائد حمو الكلاوي حملة ببلاد تودغة، ضد أتباع التوزونيني، الذين بدأوا يهددون تلك المنطقة ورفض النكادي فتك قائده بالأشراف، فزاد التقاطب والتنافس بين التوزونيني ووزيره، وفي استعراض للجيش بمحضر السلطان التوزونيني في 23 أكتوبر 1919، وفي قرية أولاد الإمام بين الريصاني وأرفود، قام التوزونيني بإذلال وزيره النكادي أمام الملأ، فأخرج النكادي بندقيته وأرداه قتيلا جهاراً أمام الجيش وبويع النكادي مكانه.

اقرأ أيضا