4 سنوات مرّت على التنظيم، اعتقد خلالها أنّه يستطيع السيطرة وفرض بساط يده على الحكم، سنوات شهدها الوطن العربي لم يشهد مثيلّا قبلها، تسببّ هذا التنظيم في قتل وتشريد الآلاف، لكن وعلى الرغم من كل ذلك إلّا أنّه اليوم، فقد كسرت شوكته وفقد ما يقرب من 98% من الأراضي التي كان يسيطر عليها ذات يوم.
تنظيم "داعش" الإرهابي، يشهد حاليّا معاناة من ضائقة مالية يبحث لها عن حل، ويبدو أنه وجده في تركيا، وفي تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، والتي حذّرت من عودة الحياة للتنظيم الإرهابي؛ بسبب مهارته في إيجاد مصادر دخل لتمويل عملياته، لا سيما من عمليات غسيل أموال تحت ستار شركات تركية بشكل خاص.
واعتقد الكثيرون أنّ داعش تكسب أموالها فقط من خلال الأراضي التي تسيطر عليها، عن طريق الابتزاز والضرائب والسطو وبيع النفط، بمعنى سرقة ثروات البلدان التي تحتلها، لكن الحقيقة أنّ التنظيم أيضًا أثبت أنه قادر على جني المال حتى دون السيطرة على المراكز السكانية الكبيرة.
فخلال أوج قوته وانتشاره عام 2015، جمع "داعش" ما يقترب من 6 مليارات دولار، مما جعله أغنى جماعة إرهابية في التاريخ، فكيف امتلك ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول؟
فعندما استولى على مساحات شاسعة من الأراضي تقترب من ثلثي مساحة سوريا والعراق، جنى "داعش" أمواله من 3 مصادر رئيسية: النفط والغاز (نحو 500 مليون دولار في عام 2015 معظمها من خلال المبيعات)، والضرائب والابتزاز (حوالي 360 مليون دولار في عام 2015)، ونهب الموصل عام 2014 (حيث سرق داعش حوالي 500 مليون دولار من خزائن البنوك).
والآن فقد "داعش" معظم الأراضي التي استولى عليها، بعد الحملات العسكرية المحلية والغارات، التي قادها التحالف الدولي بزعامة الولايات المتحدة، وبالتالي توقف تدفق الإيرادات وانخفض التمويل بشكل كبير، وبدأ رحلة بحث عن مصادر أخرى لتوفير المال دون السيطرة على الأرض.
واعتمدت قيادات التنظيم على ما يصل إلى 400 مليون دولار هربوها من العراق وسوريا، فيما قالت "فورين بوليسي" إنهم سيقومون بعمليات غسيل أموال من خلال شركات في المنطقة، خاصة في تركيا، فيما يمكن تحويل بعض النقود إلى ذهب وتخزينها للبيع في المستقبل.
في الوقت نفسه، حتى مع انخفاض دخل "داعش"، فإن نفقات التنظيم تضاءلت أيضًا مقارنة بما كانت عليه سابقًا، فلا توجد مصروفات إدارية للأراضي بعد فقدانها، ومع وجود ميزانية مخفضة فإن الأموال التي تم تكديسها ستوفر للمجموعة ما يكفي للبقاء كحركة إرهابية لديها القدرة على شن حرب عصابات طويلة في سوريا والعراق.
كما يدعم "داعش" خزائنه بمصادر تمويل متنوعة، من خلال مجموعة من الأنشطة الإجرامية الجديدة مستغلين تردي الأوضاع الأمنية في البلدين، بما في ذلك على سبيل المثال الابتزاز والاختطاف من أجل الحصول على فدية، والسرقة وتهريب المخدرات والاتّجار في الآثار، وجميعها أنشطة لا تتطلب الاحتفاظ بالأراضي.
موضوعات متعلقة
داعش يقتل 10 ويأسر 35 من قوات سوريا في هجوم مسلح
يواجهن المجهول.. «نساء السويداء» بين تهديدات داعش وصمت النظام