تراجع الحكومة عن شراء القطن من المزراعين بالسعر الذي حددته البالغ 2700 جنيه للقنطار الواحد، جعل لجنة الزراعة بالبرلمان أن تستدعي بعض الوزراء المعنيين بأزمة القطن، خوفًا من عزوف الفلاحين من زراعته مستقبلاً، ما ينذر بأزمة كبيرة قد تؤدي إلى انقراض القطن.
غياب وزير التموين عن الاجتماع
عاد بنا اجتماع لجنة الزراعة بالبرلمان لحل مشكلة القطن إلى ظاهرة غياب الوزراء عن الحضور مجددًا؛ حيث كان الدكتور علي المصيلحي، من ضمن قائمة الوزراء المدعوين، ولكنه اعتذر عن حضور الاجتماع، مرسلًا خطابًا موضحًا فيه أن أزمة محصول القطن ليست من اختصاص وزارة التموين، وإنما من اختصاص وزيري "الزراعة وقطاع الأعمال".
ولم يخل الاجتماع من المشاكسات بين النواب؛ حيث طالب النائب هشام الحصري، وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، بحذف كلمة "الربا" الذي قالها النائب إلهامي عجينة أثناء كلمته في اجتماع اليوم حينما قال: "بعض الفلاحين يضطرون لبيع محصوله قبل الجمع بالربا"، ولكن "عجينة" لم يعجبه الأمر فرد عليه قائلًا "أنا نائب عن الشعب، اختارني حتى أعبّر عن رأيه وليس عن رأي أحد سوى المواطنين، ومن حقي كنائب أن أقول ما أشاء عدا ما يخدش الحياء"، وعلّق وكيل اللجنة ورئيس الاجتماع قائلاً: "لك ما تشاء".
كما أن غياب وزير التموين عن الاجتماع أثار غضب النواب؛ حيث إن وزارة التموين ترتبط بالأمر حتى وإن كان عن طريق غير مباشر، قائلين: "إزاى الكلام ده كان لازم يحضر الاجتماع والبذرة مسئولية الوزارة".
عزوف الحكومة عن تسويق القطن يهدده بالانقراض
قال النائب هشام الحصري، وكيل لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، والذي يترأس اجتماع اللجنة اليوم، إن تراجع الحكومة عن استلام محصول القطن سيؤدي لعزوف الفلاحين عن زراعته فى المستقبل.
وأوضح الحصرى، أن إعلان الحكومة عن الأسعار التي سوف تتسلم بها القطن من المزراعين قبل موسم الزراعة، هو ما شجّع المزارعين على زيادة الرقعة المنزرعة، ولكن الحكومة تراجعت؛ بحجة أن الأسعار العالمية تشهد تراجع والسعر المحدد والذي كان 2700 لن يكون مجديًا بالنسبة لهذه الشركات، وأرجعت عزوفها عن الاستلام لهذا الأمر على الرغم من أن الأسعار العالمية لن تستمر منخفضة بهذا الشكل.
وأكد وكيل اللجنة الزراعية، أن عدم التزام الحكومة باستلام المحصول من المزارعين سيؤدى لفقد الثقة بين المزراع والحكومة، ولم يقتصر هذا على القطن فقط وإنما على باقى المحاصيل التي سيتم إعلان سعر استلام المحصول من الفلاح قبل موسم الزراعة، وقد يجعل عزوفهم عن زراعة القطن بانقراضه.
قال وكيل لجنة الزراعة والري بمجلس النواب رائف تمراز، إن القطن المصري أصبح مهددًا بالانقراض بعد تراجع الحكومة عن استلامه من المزارعين بالمبلغ الذي حددته وهو 2700 جنيه للقنطار الواحد.
الذهب الأبيض يستوجب الاهتمام
وأشار تمراز خلال كلمته بالاجتماع مع وزيري الزراعة وقطاع الأعمال، إلى أن "الذهب الأبيض" يستوجب الاهتمام، مطالبًا الحكومة بسرعة حل الأزمة وتداركها، حتى تبعد الخسارة عن الفلاحين.
كما طالب تمراز، بوضع خطة محددة وآلية لاستلام المحصول من المزارعين، مؤكدًا ضرورة الالتزام بالأسعار المعلنة سابقًا، وموضحًا أن تراجع الشركات عن كلمتها مع المزارعين سوف تكبدهم خسائر كبيرة.
انشغلتم عن مهامكم الأساسية بحماية الرقعة الزراعية
قال عضو مجلس النواب إلهامي عجينة، أثناء مشاركته في اجتماع لجنة الزراعة لمناقشة أزمة القطن، إن وزارة الزراعة تركت مهمتها الأساسية في إرشاد الفلاحين وتحديد المحاصيل الزراعية، وانشغلت عن ذلك بتوجهها لحماية الرقعة الزراعية.
وأضاف عجينة أنها أهملت تحديد الأسعار قبل موسم الزراعة والتزامها باستلام المحصول المتفق عليه مسبقًا، مشيرًا إلى أن اجتماع لجنة الزراعة والري تأخر لمدة عام.
ولفت إلى أنه حال الموافقة على رفع أسعار استلام محصول القطن سيكون لمصلحة التاجر وليس الفلاح، خاصة بعد بيع المحصول بأقل من الأسعار المعلنة؛ بسبب إحجام الحكومة عن الاستلام بالسعر الذي تم تحديده قبل موسم الزراعة وهو 2700 جنيه للقنطار.
موضوعات متعلقة..
بالصور.. جانب من اجتماع لجنة الزراعة لمناقشة أزمة القطن
إلهامي عجينة لـوزير الزراعة: انشغلتم عن مهامكم الأساسية بحماية الرقعة الزراعية