«الأخذ بالثأر».. من سيكون ضحية قصاص الحرس الثوري؟

الاحد 23 سبتمبر 2018 | 06:44 مساءً
كتب : محمود صلاح

هجومًا إرهابيًا شنته جماعة مسلحة، بجنوب غربي إيرانية، في الساعات الأولى من صباح أمس السبت، أستهدفت خلاله عرضًا عسكريًا خاصًا بقوات الحرس الثوري الإيراني، حيث أسفر عن 30 قتيلًا وإصابة العشرات ممن يحضرون العرض، ومن صفوف الجنود والضباط الذي يؤدون أعمالهم، حيث تسبب هذا الهجوم الدموي في إثارة الجدل خلال الساعات الماضية.

 

ودفع العديد من المسئولين الإيرانيين، بتوجه أصابع الاتهام إلى العديد من الدول العربية والغربية، ليظهر على خليفة هذه التهديدات بيانًا رسميًا لقوات الحرس الثوري تتوعد فيه بأخذ الثأر ممن ارتكبوا الحادث، ليطرح خلفه التساؤلات في أذهان العديد ممن يأخذون قصاصهم؟.

 

الحرس الثوري يتوعد بالثأر

«الرد سيكون قاصمًا».. بتلك العبارات تزين بيان أصدرته قوات الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، تتوعد فيه المتورطين بالهجوم على العرض عسكري في مدينة الأهواز.

 

وبحسب وكالة "فارس" قال مساعد القائد العام للحرس الثوري للشؤون السياسية، العميد يدالله جواني، إن الرد على الهجوم الدموي سيكون "قاصما وباعثا على الندم"، مهددا "الإرهابيين وداعميهم في المنطقة والعالم" بأنهم سيدفعون قريبا ثمنا باهظا.

 

وجاء في البيان أنه "سيتم اتخاذ التدابير اللازمة في المستقبل القريب لمواجهة الإرهابيين .. ستتم ملاحقة مرتكبي هذه الجريمة في كل مكان " مضيفًا: في القريب العاجل، "بفضل الباري تعالى وهمة الأجهزة الاستخبارية والأمنية في البلاد وفي ضوء الخبرات المكتسبة ومن خلال الرصد الاستخباري لمراكز ومقرات قادة وموجهي الإرهابيين الخبثاء والمجرمين، سيتم في القريب العاجل الثأر منهم ثأرا مدمرا لا ينسى".

 

ولكن في تلك البيانات المتعددة التي أصدرتها قوات الحرس الثوري  الإيرانية، اليوم الأحد، لم تذكر أسماء الدول التي تأخذ منها القصاص، ولم تتوعد لجماعة إرهابية بعينها أو دول معينة، بل جاءت البيانات غامضة ولم تشير أصابع الاتهام إلى أحد ما، وفي المقابل كانت القيادات الإيرانية، وجهت الاتهامات مساء أمس لبعض الدول العربية والغربية، وهذا يطرح التساؤل مرة ثانية ممن تأخذ إيران قصاصها.

 

السعودية

فالمتحدث باسم الحرص الثوري الإيراني، رمضان شريف قال مساء أمس: "إن المهاجمين الذين استهدفوا، اليوم السبت، عرضًا عسكريًا ينتمون إلى مجموعة إرهابية تدعمها المملكة العربية السعودية".

 

وبحسب وكالة "إرنا" الإيرانية، أضاف شريف: "الأفراد الذين أطلقوا النار على الناس والقوات المسلحة أثناء العرض مرتبطون بمجموعة الأهواز التي تغذيها السعودية"، في إشارة إلى حركة النضال العربي لتحرير الأهواز الإيرانية المعارضة.

 

وتابع شريف أن إطلاق النار لم يكن غير مسبوق وهاجمت الجماعة قوافل أولئك الذين يزورون الخطوط الأمامية السابقة لحرب صدام ضد إيران في السنوات الأخيرة.

 

الإمارات

وعلى الجانب الأخر وجه الكثير من المسئولين الإيرانيين، انتقادات شديدة اللهجة إلى الأكاديمي الإماراتي "عبد الخالق عبد الله" بسبب تصريحاته التي أدلى بها حول الهجوم الأهوازي.

 

وذكر عبد الخالق، الذي تلقبه العديد من الوسائل الإعلامية بأنه مستشار سابق لحاكم الإمارت " خليفة بن زايد آل نهيان" عبر حسابه على موقع التدوينات الصغيرة "تويتر" أن الهجوم الذي استهدف عرضًا عسكريًا وأودى بأرواح الكثير  بينهم مدنيون، ليس عملا إرهابيا لأنه ضرب هدفا عسكريًا، مضيفًا: "نقل المعركة إلى العمق الإيراني خيار معلن وسيزداد خلال المرحلة القادمة".

 

ووجهت هذه التغريدة في المقابل انتقادات حادة من قبل أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران، محسن رضائي، الذي اعتبر هذه التغريدة تهديدًا صريحًا بشن هجمات جديدة  في أراضي الجمهورية الإسلامية، قائلًا: "سيندم أشد الندم على هذا التصريح!"، وذلك بحسب روسيا اليوم.

 

وعلى غرار هذه التهديدات للأكاديمي الإمارات، وجهت طهران تحذيرات شديدة اللهجة، اليوم الأحد، للدول الإماراتية لاتهامها في دعم الهجوم الإرهابي الذي استهدف عرضًا عسكريًا أمس.

 

الموساد الإسرائيلي

العميد أبو الفضل شكرجي، المسؤول العسكري الإيراني، قال مساء السبت، في تصريحات لوكالة "إرنا" الإيرانية، إن منفذي الهجوم تلقوا تدريبًا وتمويلًا من دولتين خليجيتين، لم يسمهما، مضيفا: أن المهاجمين لديهم صلة بالولايات المتحدة وإسرائيل.

وأوضح: “ليسوا من داعش أو أي جماعة أخرى تجابه الدولة الإيرانية، بل إنهم مرتبطون بأمريكا والموساد الإسرائيلي”.

 

كما أشار شكرجي لوسائل إعلام إيرانية أن الهجوم نفذ من قبل أربعة مسلحين سبق أن خبؤوا أسلحتهم، وهي رشاشات “كلاشنيكوف”، قرب مكان تنظيم العرض، مؤكدا: القضاء على جميع المهاجمين.

 

حلفاء الولايات المتحدة

تضاربت التصريحات حول مرتكبي الهجوم الإرهابي، حيث وصفهم المرشد الأعلى الإيراني "علي خامنئي" بأنهم حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وأنهم من وقفوا وراء الهجوم الذي استهدف اليوم عرضًا عسكريًا في مدينة الأهواز جنوب غرب البلاد.

 

وشدد خامنئي، في بيان منشور على موقعه الرسمي، على أن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة مؤامرات تحيكها "الدول الإقليمية دمى الولايات المتحدة"، بهدف نسف أمن الجمهورية الإسلامية.

 

وبحسب الاتهامات التي أدلى بها العديد من المسئولين الإيرانيين، حول الحادث الإرهابي، بأن منفذي الهجوم هم حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، فهذا يوضح سقوط الولايات المتحدة الأمريكية أيضًا في دائرة الاتهامات الإيرانية، بأنها ساهمت في تمويل وتخطيط الهجوم الإرهابي على إيران.

اقرأ أيضا