”الخان الأحمر”.. مدينة شاهدة على تهجير قسري لأبنائها لبناء مستوطنات إسرائيلية

الاحد 23 سبتمبر 2018 | 01:39 مساءً
كتب : سارة أبوشادي

استمرارًا للتعسف الذي تقوم به قوات الاحتلال مع الفلسطينيين، فلم يكفهم سرقة الأرض حتى يحاولون الحصول على المزيد، مشهد جديد يتكرر يوميّا، فهذا الكيان المحتل الشبيه باللصوص الذين يسرقون في وضح النهار يصدر أوامر قضائية بتهجير أهالي ومواطنون فلسطينيون من منازلهم، لغرض الاستمرار في بناء المستوطنات اليهودية، واليوم، كان التهجير من نصيب أبناء منطقة «الخان الأحمر»، والتي تقع شرق القدس المحتلة.

 

بعد انتهاء المهلة الأولى التي حددّتها قوات الاحتلال من قبل في محاولة منها لإخراج أهل الخان الأحمر عنوة من قريتهم، عادت من جديد بمهلة جديدة لكن تلك المرة ستكون الفاصلة، الأول من أكتوبر هو الموعد الأخير لإخلاء الفلسطينيين لمنازلهم بالخان الأحمر، ولن تتم عملية الإخلاء فقط بل أيضًا على الأهالي تدمير منازلهم ذاتيا، وإلّا سيتم تنفيذ قرار محكمة الاحتلال العليا بشأن الهدم.

 

وبحسب ما نشرته وكالة فلسطين اليوم،  فإنّ قوات الاحتلال حاصرت خيمة التضامن في القرية، وسلمت الأهالي والمعتصمين أمرا بهذا الخصوص، والذي يشمل حسب ما جاء فيه كل «المباني المقامة داخل نطاق الخان الأحمر»، والتي يقطن بها حوالي، 200 فلسطيني، 53% منهم أطفال، و95% لاجئون مسجلون لدى وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا».

 

وشددّت قوات الاحتلال من حصارها على المنطقة، فتعمل منذ أيام من التدقيق في هويات الداخل والخارج مخافة حدوث مناوشات بينها وبين الأهالي، ومنعت  أيضًا دخول عددا من الناشطين والمتضامنين والسكان إليه.

 

 وتعود تفاصيل الحكاية، بعدما أصدر القضاء الإسرائيلي حكمّا بتهجير أهالي قرية «الخان الأحمر» بدعوى أنّ القرية مقامة على أراضي اعتبرها الاحتلال «أراضي دولة» ولا يوجد ترخيص للمباني فيها، بالرغم من أنّ من يعيش في القرية عشرات العائلات العربية البدوية من عشيرة الجهالين، الذين قامت السلطات الإسرائيلية بترحيلهم من أراضيهم في النقب في خمسينيات القرن الماضي، إلى مكان سكناهم الحالي.

 

ولم يصمت أهالي القرية عن هذا القرار التعسفي، فقررّوا اتباع الطرق القانونية، وقدّموا التماسًا للمحكمة العليا آملين أن يتم النظر به، لكن الطبيعي أنّ الالتماس يتم رفضه، ولذا فإنّ نتيجة هذا الرفض هو السماح بتنفيذ عمليتي التهجير والهدم بحق أهالي القرية، ومن المفترض أن يتم تهجيرهم إلى مكان دائم يقع قرب قرية العيزرية.

 

وينحدر سكان التجمع البدوي من صحراء النقب، وسكنوا بادية القدس في العام 1953 إثر تهجيرهم القسري من قبل السلطات الإسرائيلية، ويعتمدون في معيشتهم على تربية المواشي، ويحيط بالتجمع عدد من المستوطنات الإسرائيلية، حيث يقع ضمن الأراضي التي تستهدفها سلطات الاحتلال لتنفيذ مشروعها الاستيطاني المسمى "E1"، الذي يهدف إلى الاستيلاء على 12 ألف دونم، ممتدّة من أراضي القدس حتى البحر الميت، بهدف تفريغ المنطقة من أي تواجد فلسطيني، كجزء من مشروع فصل جنوبي الضفة عن وسطها.

اقرأ أيضا