واصل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، زيارته الرعوية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، التي بدأت الخميس الماضي.
وقام البابا بافتتاح مبنى مدارس الأحد، بكنيسة القديس مارمرقس الرسول ببوسطن، والتي تعد أقدم كنيسة قبطية بولاية ماساتشوستس.
وأقيم حفل كبير نظمته الكنيسة بمناسبة الافتتاح، حضره قداسة البابا والوفد المرافق وعدد من أحبار الكنيسة، وألقى البابا عظته من كنيسة القديس مارمرقس الرسول.
وأثناء العظة شرح قداسته كيف كانت حياة القديسين، وقدم برنامج عمل لكشف سر السعادة وسر القداسة وسر النجاح، واستطرد البابا قائلًا: "أمامك فى خمسة نقاط ممكن أن تتعلمهم وتضعهم أمامك وإحنا فى بداية السنة القبطية الجديدة، ودائمًا رقم خمسة يذكرنا بأصابع اليد الخمس، وكلمة خمسة فى أصلها القديم تعنى القوة والأيد تعبر عن القوة، وهذا البرنامج بيقدم لنا الحياة القوية".
وإليكم العناصر الخمسة لحياة القديسين..
1- حضور المسيح والفرح بالمسيح
أكد البابا أن قوة القديسين كانت في سعادتهم بالمسيح وبمعرفتهم له، مشيرًا إلى أن السيدة مريم كان لها مقولة جميلة وهي: "أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص، وأما أحشائى فتلتهب عند نظرى إلى صلبوتك الذى أنت صابر عليه من أجل الكل، يا ابنى وإلهى".
وتابع: "نسمع أيضًا عن القديسة رفقة وهى وأولادها لما دُعى إلى الاستشهاد كانوا فى قمة السعادة، لأن المسيح كان حاضر بداخلهم أول شىء فى حياة كل الذين عاشوا فى القداسة أنهم كانوا فرحين جدًا وداود النبى قال "جعلت الرب أمامى فى كل حين"، وناشد الأقباط بأن يجعلوا المسيح حاضر دائمًا معهم.
2- القديسن كانوا كاملين بالكنيسة
وأكد البابا أن الإنسان الذى يقدر أن يعيش داخل الكنيسة يستطيع أن يتلامس الفرح، موضحًا أن الكنيسة ليست مجرد مبنى أو مؤسسة اجتماعية، بل تُكمل الإنسان وتبنى الروح والفكر والمشاعر والإحساس والوجدان بكل عمل الخلاص الذى صنعه المسيح، معلقًا: "عندما تصلى داخل الكنيسة وتفتح الأجبية وتصلى كل هذا يبنيك من الداخل وأنت جسد وروح ونفس وعقل ويصنع كل هذا الكيان داخل الكنيسة من أجل هذا نسمى الكنيسة صانعة القديسين هى التى تعمل القديسين وكنيستنا الرائعة الطفل وهو عمره أيام يبدأ أبونا يصلى صلاة الحميم وبعدها سر المعمودية، ثم سر الميرون، ثم سر الأفخارستيا، ثم يدخل مدارس الأحد، ويتعلم ويكبر شوية بشوية".
3- حياتهم الكاملة فى الكلمة المقدسة
وأشار البابا إلى أن القديسين كانوا على علاقة قوية جدًا بالكتاب المقدس، وكان الكتاب أمامهم باستمرار هو سبب التعزية الأولى والأخيرة، متابعًا: "وخدوا بالكم من آية فى "1: 27".. "فَقَطْ عِيشُوا كَمَا يَحِقُّ لإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ".. وركزوا فى كلمة "فقط"، سر القداسة فى خلال ارتباطك بالكتاب المقدس إنجيلك حاضر فى حياتك زمان كانوا يفتحون الإنجيل ويضعون على الراية أى حامل الإنجيل ويقعد يقرأ باستمرار وكانت فترات الأصوام يقرؤون فيها أسفارًا كاملة.. يا ترى بتقرأ باستمرار، ويا ترى بتشعر أن الإنجيل فيه رسالة خاصة لأجلك؟!"
4- كل القديسين "اهتموا اهتمامًا واحدًا" بالوحدانية
كما أوضح قداسته أن كل القديسين اهتموا اهتمامًا واحدًا بأن يعيشوا فى الوحدانية، لافتًا إلى أن أكثر خطية تجعل الله حزينًا من الإنسان هى خطية الانقسام، وأردف: "حتى بولس الرسول لما لقاهم من أهل كورنثوس بدأوا يختلفون بقولهم "هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ كل القديسين اللى بنحهم عاشوا تلك الوصية ودائمًا يحرصون على الوحدانية".
5- صانع سلام
طالب البابا المسيحيين بأن يعيشوا في سلام، منوهًا بأن الإنسان المسيحى دائمًا يصنع السلام.
وقال: "تاريخ القديسين ملىء بالثمار.. أحكى لكم قصة جميلة.. كان فى البرية فى الحياة الرهبانية راهب قديم ساكن فى مكان وجه راهب جديد والأديرة كانت من غير سور وجه راهب جديد قاله خد قلايتى وأنا هسكن فى حتة تانية.. والناس لما بدئت تيجى تزور راحوا للراهب الجديد فبدأ شيطان الغيرة يدخل فى قلب القديم فأرسل للراهب الجديد تلميذه يبلغه أن يترك قلايته والتلميذ قاله معلمى ارسلنى لأسأل عنك أنت جديد ولو محتاج حاجة ورجع لمعلمه قال له الراهب الجديد بيقول لك اعطنى يومين وهيمشى وبعد يومين أرسل له التلميذ مرة أخرى قال قول له يمشى وإلا هطرده بنفسى وراح التلميذ قال له معلمى قلق عليك جدًا هل تحتاج شيئًا فشكره الراهب وتكررت الحكاية أكثر من مرة فالراهب القديم قال لتلميذه روح قوله يمشى حالًا وإلا هاجى اطرده بنفسى فراح التلميذ للراهب الجديد قال له معلمى قلق جدًا عليك لدرجة أنه بنفسه جاى يسأل عليك".
إذا أردت أن تعيش فى القداسة والسعادة والنجاح عليك بالبرنامج الذي يحكي عنه الكتاب..