«بدون الوفد، فلن تكون هناك ديموقراطية الفترة المقبلة»، بهذه الكلمات توقع المستشار بهاء أبو شقة، منذ اللحظة الأولي لتقليده منصب رئيس أعرق الأحزاب السياسية والممتدة لقرابة مائة عامًا، أن يجتمع جموع الوفديين وشيوخهم، الذين جاءوا جميعًا، فى إشارة إلى رفضهم بكل الوسائل لأي محاولة لشراء الوفد، ليكونوا حريصين على أن تكون الساحة السياسية أمام وفد قوي متين، ولاعب أساسي على المسرح السياسي الفترة المقبلة.
وبالرغم من ذلك إلا أن الحزب مر بالعديد من المراحل والتي كانت بدايتها عبارة عن مجرد حزب شبابي لدعم الدولة المصرية، واستطاع أن يجمع عدد كبير من القيادات فى فترة قصيرة، مما أكسبه حماسًا زائدًا وأملًا فى تطوير نفسه والتوسع بضم أكبر عدد من الشباب والقيادات، ولكن فى يومًا وليلة انلقب كل ذلك رأسًا على عقب، والدليل علي ذلك أنه لم يعرف أي حزب في مصر الاقتتال الداخلي مثلما عرفه حزب الوفد، بسبب البحث عن المناصب والكراسي الذي يريد الجميع أن يتقلدها لكي يكون هو صاحب الصوت الأقوي داخل جدران الحزب.
بداية الصراع ببيت الأمة
فكانت البداية، منذ عهد الدكتور السيد البدوي، عندما نشبت الصراعات بين المؤيد والمعارض بسبب تعديل اللائحة الداخلية للحزب، ليحصل «البدوي» على فترة رئاسية إضافية، ولكن نتج عن ذلك فصل عدد كبير من الأعضاء، ورحيل البدوي نهائيًا من الحزب وذلك من خلال انتخابات شرعية مارسها جموع الوفديين أمام صناديق نزيهة ورسمية، ليأتي المستشار بهاء أبو شقة، حاملًا بعض من الأفكار والمناهج التي لابد أن تنفذ على أرض الواقع، وذلك من خلال عدد المقربين له.
وتساقطت آمال الوفدين الذينكانوا يريدون من ينصفهم داخل الحزب، ولكنهم أصبحوا فريقين بدل من أن يكونوا يدًا واحدة للدفاع عن حياة المواطن البسيط وتخفيف العبئ عنهم، وتوالت الأحداث ليضرب زلزال استقالات شباب أمانة المنوفية، بعد رحيل البدوي، بسبب ما وصفوه بتردي الأوضاع داخل الحزب وغلق الأبواب.
شباب الوفد بالمنوفية يتقدم باستقالته
وأعلن محمود محمد المنهراوي، رئيس شباب الوفد بالمنوفية، وهاني دراز، نائب رئيس شباب الوفد بالمنوفية، وعبدالرحمن مصطفي إبراهيم سكرتير شباب الوفد بالمنوفية وسعيد عبدالباري، رئيس شباب الوفد بأشمون، استقالاتهم من الحزب، وأعلنوها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولكن لم تتوقف الاستقالات عند هذا الحد، بل تطرق إلي استقاله نائب رئيس الحزب المهندس حسام الخولي، بعد قضاء 34 عامًا، داخل بيت الأمة ليعلن الولاء إلي رئيس آخر منضمًا إلي الحزب الشبابي «مستقبل وطن» والذي يرأسة المهندس أشرف رشاد.
"كلمني شكرا" السبب في تجميد عضوية "فؤاد"
"زاد الطين بلة".. بالرغم من الصراعات المتكاثرة بين المستشار بهاء أبو شقة، منذ أن كان سكرتيرا عامًا وبين النائب محمد فؤاد، عضوًا عن حزب الوفد، إلا أن المقال الأخير لـ«فؤاد» والذي كان بعنوان «ياسيادة المستشار.. كلمني شكرًا»، كان السبب الأساسي والرئيسي لقرار «أبو شقة» بتجميد عضوية النائب من لحزب، وإحالته إلي التحقيق.
السجيني يتقدم باستقالته من الوفد
وبعد كل ذلك لم يتوقف الوفد، عن افتعال الأزمات ليكون حديث الساعة، ليعلن صباح اليوم الإثنين، المهندس أحمد السجيني، استقالته من الحزب، وذلك بسبب رصده لعديد من المشاهد والمواقف الحزبية على المستويات الداخلية و الخارجية و ذلك على مدار السنوات و الأشهر الأخيرة.
وقال السجيني،" و من واقع تدبر و تحليل متأني لتلك المشاهدة من أفعال و مردود تنظيمى و سياسى بشكل عام ينعكس على الشأن الخاص تأتى تلك اللحظات الصعبة لأعلن لسيادتكم عن رغبتى فى عدم الاستمرار بحزب الوفد العريق".
ولكن ربما لم يكن هذا السبب الحقيقي وراء الاستقالة كما أعلن، خاصة وأن هناك معلومات مؤكدة من داخل الحزب، تؤكد بأن «السجيني » سيعلن الولاء قريبًا للمهندس أشرف رشاد، رئيس حزب مستقبل وطن، ليكون قريبًا من حسام الخولي الأمين العام للحزب.
ولكن لم يتوقف حلم الحزب السياسي عند تلك اللحظة، بل استمرت حتى الان، فكان ومازال ينادي بكونه أعرق الأحزاب الشبابية على أرض الواقع، ومع صراعات الأحزاب بعضها البعض لاستقطاب الأعضاء وإعلان بعض القيادات الولاء لهم، لم يعد «بيت الأمة» شبابي إلى حد ما وإنما حزب العواجيز، خاصة بعد التفاف عدد كبير من العواجيز حول المستشار بهاء أبو شقة، ومن ضمنهم عمرو موسي، وهاني سر الدين والبدوي وغيرهم.
وبعد كل تلك المراحل التي مر بها أعرق الأحزاب السياسية على أرض الواقع، وانضمامه لعدد من القيادات والكوادر الكبيرة على الساحة، إذا فكان تساؤل يثير بأذهاننا، هل أصبح حزب الوفد في عصبة العواجيز؟.
موضوعات متعلقة..
«السجيني» يتقدم باستقالته من حزب الوفد
عضو «الوفد» يستنكر البيان الصادر عن الحزب بشأن قانون الأحوال الشخصية