لم تتمكن الحرب الأهلية التي اندلعت في جنوب السودان، طوال الخمس سنوات الماضية، من حدوث كارثة اقتصادية تدميرها، ولم تتمكن من فرض تأثيرها على الأمن القومي السوداني، بل تعامل أطراف الصراع مع المشكلة التي كادت على وشك تدمير بلادهم، بشكل أكثر تميزًا وابداعًا، حتى وصولوا إلى حل تلك الأزمة الطويلة.
ففي أواخر الشهر الماضي، وقع فرقاء جنوب السودان، على اتفاقية سلام بينهما، تتضمن تقاسم السلطة بوساطة سودانية، ودعم أفريقي.
ونقل التلفزيون السوداني الرسمي في ذلك الوقت صورًا لرئيس جنوب السودان "سلفا كير" وزعيم المتمردين "ريك مشار" وجماعات المعارضة وهم يوقعون على الاتفاق النهائي، الذي من المتوقع أن يضع النقطة النهاية لنزاع مستمر منذ خمس سنوات، وذلك بحضور الرئيس السوداني عمر البشير وعدد من قادة الدول الأفريقية.
فعلى غرار الصلح الذي تم بين جانبي الصراع في السودان، أعلنت الدولة الإثيوبية استضافتها الأسبوع المقبل لطرفا النزاع في جنوب السودان، بحضور الرئيس "سلفا كير" وقائد المتمردين "رياك مشار"، حيث من المقرر أن يوقعا اتفاقا ينهي بدوره صفحة من النزاع استمرت 5 سنوات.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، أن هذا الاتفاق سوف يدور حول تقاسم السلطة الذي يفترض أن ينهي خمسة أعوام من الحرب الأهلية في جنوب السودان كان وقعه الطرفان في أغسطس، الفائت في الخرطوم، بعد أسابيع من المباحثات بين الفصائل المتحاربة في جنوب السودان.
وأفادت وكالة "سونا" السودانية، أن وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، صرح أن الرئيس كير وزغ=عيم المتمردين مشار سيوقعان الاتفاق خلال قمة أقليمية في أديس أبابا الإثيوبية في 12 سبتمبر المقبل.
وقال أحمد "بعد مشاورات مكثفة بين قادة دول الإيغاد بدأت في بكين مطلع سبتمبر، تقرر أن تعقد القمة العادية لإيغاد في الثاني عشر من سبتمبر في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا"، في إشارة للهيئة الحكومية للتنمية "إيغاد"، المنظمة الإقليمية التي دفعت بقوة خلف المبادرة الأخيرة لإنهاء الحرب في جنوب السودان.
وتابع أحمد في تصريحاته، أنه سوف يكون خلال القمة مناقاشات حول أعمالها سنقر اتفاق سلام جنوب السودان، الذي تم التوقيع عليه مؤخرا بالخرطوم".
الحرب الأهلية التي عاشتها السودان، اندلعت منذ 5 سنوات في الجنوب، بعدما اتهم كير في ديسمبر 2013 نائبه آنذاك مشار بالتخطيط للانقلاب عليه، وعقب هذه الاتهامات حصل جنوب السودان على استقلاله عن السودان في 2011، لكن بعد نحو عامين، اندلعت حرب جديدة بين كير ونائبه السابق مشار.
وارتكبت خلال النزاع عمليات قتل واغتصاب واسعة، على أساس عرقي في كثير من الحالات، بينما أجبر نحو ثلث السكان على النزوح.
ووقع الزعيمان عدة اتفاقيات سلام انهارت، كان آخرها في ديسمبر، وفي كل مرة، تبادل الطرفان الاتهامات بشأن التسبب في انهيار التسويات وعمليات القتل التي تتلو ذلك.