شهدت اليمن في الآونة الخيرة العديد من الصراعات، بين الميليشيات الحوثية، والجيش اليمني، ولحق بهم قوات التحالف العربي التي تقودها السعودية، حيث أثار الوضع في اليمن جدلًا واسعًا على الساحة الدولة، من زعزعة وعدم استقرار للبلاد، وهذا ما حاول إصلاحه مبعوث الأمم المتحدة في اليمن، من خلال عقد جلست مفاوضات في المدينة السويسرية "جنيف" بين أطراف الصراع، على أمل تحسين العلاقات وفض النزاعات المستمرة، وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
التقى المبعوث الأممي "مارتن غريفيث" اليوم الخميس، بسفراء الدول الـ 18 الراعية للعملية السياسية في اليمن، قبل عقد المؤتمر الصحفي الذي شرح خلاله ترتيبات المشاورات غير المباشرة التي كانت من المفترض أن تتناقش اليوم خلال المشاروات التي تستمر 5 أيام بين طرفي الأزمة اليمنية لبحث إجراءات بناء الثقة.
الحوثيون يشترطون نقل المصابين إلى عمان قبل جنيف
لم تمر الأوضاع كما خطط لها المبعوث الأممي في اليمن، وذلك بسبب الشروط التي فرضتها ميليشيات الحوثيين قبل انعقاد المؤتمر، حيث أفادت مصادر لوكالة "روسيا اليوم" بأن أنصار الله وضعت شروطًا جديدة قبل ساعات من انطلاق المفاوضات المقرر، في مسعى منها لإعاقتها قبل أن تبدأ.
ووفقًا لما نشرته قناة "العربية" عبر حسابها في "تويتر" أن الحوثيين يشترطون السماح بنقل جرحاهم من صنعاء إلى سلطنة عمان للعلاج، فيما ذكرت مصادر مقربة من القائد الحوثي، للقناة نفسها أن جماعة أنصار الله " الحوثيين "إلى المشاورات لن يغادر صنعاء اليوم.
تحرير جثمان عبدالله صالح شرط حضور مشاروات جنيف
ومن الواضح أن المطالب المعقدة كما وصفها المبعوث الأممي، هي التي تكون سببًا في إفشال المفاوضات بين اطراف النزاع، وذلك جاء تمتثلًا في طلب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، عقب مطلب الحوثيين بنقل جرحاهم من صنعاء إلى عمان، وكان طلب عبدربه من وفد الحكومة إلى المفاوضات، هو وضع قضية الإفراج عن جثمان الرئيس الراحل علي عبدالله صالح وتحرير أبنائه المحتجزين لدى الحوثيين على رأس أولوياته، وذلك بحسب "رويترز".
وقال وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني على "تويتر": "الرئيس عبد ربه منصور هادي يصدر توجيهاته للوفد المفاوض عن الحكومة الشرعية بوضع قضية الإفراج عن جثمان الرئيس السابق علي عبد الله صالح وإطلاق سراح أبنائه وقيادات المؤتمر وجميع القيادات والصحفيين والناشطين الأسرى والمعتقلين على رأس أولوياتهم في مشاورات جنيف".
وأشار الوزير اليمني في تغريدة أخرى إلى أن رسالة هادي هامة وينبغي أن يلتقطها الجميع داخل المؤتمر الشعبي العام وخارجه، فقد أكدت، بحسب الإرياني، أن الرئيس هادي ينطلق في قراراته من موقع الأب المسؤول عن جميع أبنائه.
التحالف: ميليشيات الحوثي تتبع النهج الإيراني في عدم الجدية
كانت ميليشيات الحوثي اعلنت أن قوات التحالف منعت إصدار تصريح لطائرتها التي من المقرر كانت تتجه إلى جنيف، فيما علق العقيد تركى المالكى المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية فى اليمن في تصريحات لـ"سكاى نيوز" الفضائية، أن ميليشيات الحوثي تتبع النهج الإيراني في عدم الجدية بأي محادثات، مؤكدا أن التحالف أعطى تصريح لطائرة ميليشيات الحوثي المتوجهة إلى محادثات جنيف، وليس العكس، فضلاعن تقديم كافة التسهيلات من أجل تسهيل الحوار بين الأطراف اليمنية.
وأوضح المالكي أن ما أعلنه الحوثيون بأن قيادة القوات المشتركة للتحالف لم تمنح الوفد الحوثي التصريح لمغادرة طائرتهم، "غير صحيح، وهي محاولة من ميليشيات الحوثي لخلق فرصة لعدم المشاركة" مضيفًا: أن ميليشيات الحوثي قدمت شروطا للأمم المتحدة أو المبعوث الخاص للأمين العام مارتن جريفيث، وهذا دليل على عدم الجدية والتعنت واختلاق الأعذار.
المبعوث الأممي نسعى لإعادة تنشيط عملية السلام
وأخيرًا أكد المبعوث الأممي مارتن جريفيث، أن حدث في جنيف هو مجرد مشاورات وليس مفاوضات، مشددًا على أن هدف مشاورات جنيف إعادة تنشيط عملية السلام المعلقة منذ سنتين في اليمن.
وقال جريفيث في مؤتمر صحفي: "استمعنا إلى كافة الأطراف وإلى قادة الرأي خلال الأشهر الماضية، وكانت هناك مناقشات مستفيضة مع كافة شرائح المجتمع، وخرجنا بانطباع أننا متفقون جميعا على أنه آن الأوان للمباشرة بعملية جديدة لحل الأزمة".
وأضاف، "مضت سنتان على آخر اجتماع بين الوفدين الحكومي والحوثيين، والذي جرى في الكويت بمبادرة ورعاية أميرها الشيخ صباح الأحمد الصباح".
وشدد المبعوث الأممي على أن هناك "فرصة" خلال الأسبوع الجاري يمكننا من خلالها طي صفحة الماضى والبدء بالمشاورات.
وتابع جريفيث، "أسعى إلى اتفاق مع طرفي الأزمة في اليمن على إطلاق سراح المعتقلين كإجراء لبناء الثقة"، وبالفعل تمت تهيئة كافة الظروف لإنجاح هذه الخطوة المهمة، والانطلاق بعدها إلى إنهاء معاناة الشعب اليمني بالكامل.