شهدت العلاقات المصرية الأوزبكية، دفعة قوية بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الثلاثاء، للعاصمة الأوزبكية طشقند فى أول زيارة لرئيس مصرى منذ رحيل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي زار أوزبكستان في الخمسينيات من القرن الماضى.
قالت سفارة أوزبكستان بالقاهرة، اليوم الثلاثاء، إن هذه الزيارة تأتى بعد زيارتين للرئيس الأسبق إسلام كريموف فى ديسمبر عام 1992 وفى أبريل عام 2007، حيث تم التوقيع على عدد من الاتفاقيات، منها اتفاقية تأسيس العلاقات والتعاون بين مصر وأوزبكستان واتفاقية التعاون الاقتصادى والعلمى والفنى واتفاقية النقل الجوى واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات وغيرها.
وأضافت الوزارة، أن المباحثات بين الرئيس المصرى الأسبق ونظيره الأوزبكى إسلام كريموف تناولت علاقات التعاون بين البلدين فى جميع المجالات وسبل تطويرها، فضلا عن مناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أكد الطرفان على دعمهما للجهود الرامية إلى تجنب صدام الحضارات والثقافات، وأعربا عن أهمية الاحترام المتبادل للأديان والخصوصيات الثقافية لكافة الأطراف، كما أبدى الطرفان استعدادهما للتعاون الوثيق فى إطار منظمتى الأمم المتحدة والتعاون الإسلامى لتنسيق الجهود والمواقف.
وأوضح التقرير أن الصندوق المصرى للتعاون مع دول الكومنولث التابع لوزارة الخارجية المصرية وفر منحا تدريبية متخصصة لأوزبكستان فى مجالات نقل الخبرة والتدريب فى المراكز والمعاهد العلمية المصرية وشملت أكاديمية الشرطة والمعهد المصرفى ومعهد الدراسات الدبلوماسية والجهاز المركزى للتنظيم والإدارة ومركز المعلومات واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصرى والهيئة العامة للتنشيط السياحى والمعهد القومى للنقل والمركز الدولى للزراعة ومعهد الدراسات الإستراتيجية واتحاد الإذاعة والتلفزيون والمركز الدولى للتدريب والاستشارات وهيئة كهرباء مصر ومعهد التبّين للدراسات المعدنية.
وأضاف أن أوزبكستان دعمت دائما المرشحين المصريين لشغل بعض المناصب الدولية، ومنها ترشيح مصر لشغل منصب رئيس الاتحاد البرلمانى الدولى ولعضوية المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمى الحرب فى يوغسلافيا السابقة ولعضوية المجلس التنفيذى لليونسكو ولعضوية لجنة الطفل التابعة للأمم المتحدة وترشيح مصر لعضوية المجلس التنفيذى الاستشارى لاتحاد البريد العالمى وترشيحها لعضوية مجلس إدارة الاتحاد الدولى للاتصالات وترشيحها أيضا لعضوية لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة وعضوية مصر غير الدائمة فى مجلس الأمن لهيئة الأمم المتحدة.
وعن الثقافة، أشار التقرير إلى مشاركة مصر بشكل دائم فى مهرجان "أنغام الشرق" الدولى للموسيقى الشرقية الذى يقام كل عامين بمدينة سمرقند، مضيفا أنه تم إعادة تأسيس جمعية الصداقة المصرية – الأوزبكية برئاسة الدكتور مجدى زعبل فى عام 2014 وتشكيل جمعية مماثلة فى مدينة الإسكندرية.
وأفاد بأن العلاقات بين مصر وأوزبكستان لها جذور تاريخية عميقة حيث كان طريق الحرير العظيم يعبر المدن القديمة والمشهورة فى أوزبكستان مثل بخارى وسمرقند وفرغانة وطشقند وخيوه ويربط أقصى الشرق بالغرب والبحر المتوسط..مؤكدا أن هذا الطريق كان شريانا رئيسيا ليس فقط لتطوير التجارة بين القارات والمناطق المختلفة بل لتبادل الثقافات والأفكار والفنون والحرف الشعبية وتداخل العادات والتقاليد أيضا.
كما ساهم انتشار الدين الإسلامى الحنيف والثقافة الإسلامية فى تعزيز العلاقات بين البُلدان حيث سافر إلى مصر من أوزبكستان التى كانت مشهورة آنذاك باسم منطقة ماوراء النهر، عدد كبير من سكانها من بينهم أحمد بن طولون وابنه خمارويه وحفيدته قطر الندى من مدينة بخارى ومحمد بن طغج الإخشيد المؤسس الأول للدولة الإخشيدية فى مصر وكافور وغيرهم من ممثلى الدولة الإخشيدية والسلطان المملوكى سيف الدين قطز والسلطان أيبيك والأمير أوزبك اليوسفى من منطقة ماوراء النهر.