بدأ قطاع السياحة في مصر التعافي بشكل كبير، من مرحلة الركود التي كان يعاني منها منذ حوالي 7 سنوات، وبدأت أفواج السائحين تصل إليها لمشاهدة حضارتها الفرعونية القديمة، أو إعادة تجربة رحلة العائلة المقدسة، أو حتى للاستمتاع بالسياحة العلاجية.
ومع ازدياد حركة السياحة، ظهرت مشكلة كبيرة في القطاع جذبت أنظار الخبراء، وهي قلة الكوادر الخبيرة العاملة في المجال، والتي تستطيع أن تخدم السياح القادمين إلى مصر.
المطالبة بتدريب العاملين بالسياحة
قال عمرو صدقي عضو اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب، والخبير السياحى إن مصر لم تنبض أبدًا من خروج كوادر وخبرات في مجال السياحة، مستدركًا أنه مع هذا فإن البلاد تأثرت بما تعرض له القطاع في الفترة السابقة، فضلا عن توقف تدريب العاملين.
وأضاف "صدقي" في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنه يجب أن تعمل مصر على زيادة العمل في منظومة التدريب، ولكن مازال هناك العديد من الكوادر في القطاع، بالرغم من هجر الكثيرين للمهنة.
وتابع عضو اللجنة الاقتصادية، أنه مع توقف القطاع لفترة تصل إلى 7 سنوات، جعل الكثيرين يتركوا المهنة ويعملوا في مهن أخرى، أو السفر إلى دول أخرى للعمل في قطاع السياحة، ولكن مع انتعاسش السياحة سيكون هناك إقبال على القطاع.
وأوضح أن هناك زيادة في إقبال السائحين إلى مصر، مشيرًا إلى أن السياحة الثقافية بدأت تجذب العديدين، بالإضافة إلى زيادة الاقبال على الشواطئ في بعض المحافظات، ولكن لم نصل حتى الآن إلى الأرقام القديمة.
ونوه إلى أن رحلة العائلة المقدسة لم تكتمل حتى الآن، فهي تتضمن فقط "وادي النطرون" و"مصر القديمة" هي الرحلة بأكلمها، حيث أن هناك العديد من المواقع التي تصل إلى 24 موقع، كما أن مصر مازالت تحضر لهذه الرحلة، ولكن بالرغم من هذا كان هناك زيارات ميدانية لتفقد بعض المناطق.
القطاع يواجه أزمة في الكوادر
قال مجدي سليم، وكيل وزارة السياحة السابق، إن منظمة السياحة العالمية أصدرت تقريرًا أوضحت به أن أكثر نسبة زيادة في عدد السائحين كانت في سنة 2017، في قارتي أوروبا وإفريقيا، منوهًا إلى أنه مصر استطاعت أن تحقق هدفها في هذا الشأن، حيث كان هناك زيادة في عدد السائحين في عام 2018.
وأضاف "سليم" في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن زيادة عدد السائحين القادمين إلى مصر في النصف الأول من عام 2018، مقارنة بالشهور الست الأولى في عام 2017 تقدر بحوالي من 30% إلى 40%، فزادت الأعداد من حوالي 3.5 مليون سائح في 2017، إلى حوالي 5 مليون في 2018.
وأكد وكيل وزارة السياحة السابق، أنه بالنسبة للكوادر المدربة لخدمة هذه الأعداد من السائحين، فمصر تواجه مشكلة كبيرة في هذا الشأن منذ عام 2011 وحتى الآن، وهذا نتيجة نفور الكوادر المدربة العاملة في قطاع السياحة عندما عانت الفنادق من قلة العمل بها.
وتابع: "قام الكثيرين بعمل تغير تحويلي لعملهم بقطاع السياحة إلى قطاعات أخرى، والبعض الآخر سافر إلى دول أخرى للعمل في قطاع السياحة، ولهذا لا يوجد كفاءات وكوادر تفي بحاجة الحركة السياحية إذا زادت في البلاد، فالعمالة في الفنادق الآن لا تستطيع أن تقدم الخدمة المطلوبة للسائحين".
وأوضح أن علاج هذه الأزمة يتم من خلال تقديم برامج تدريبية مستمرة للعاملين في القطاع، هذا بالإضافة إلى الحرص على بقاء هؤلاء العاملين في القطاع لتدريب كوادر جديدة لخدمة السائحين، مشيرًا إلى أن رحلة العائلة المقدسة ليست أمر حديث وكانت موجودة من قبل، وكانت هناك الكثير من الشركات التي تعمل عليها.
وأشار "سليم"، إلى هناك أعدادسائحين قادمة للرحلة، ولكنها ليست بالنسبة المطلوبة، ولذلك نحن لم نحقق الهدف منها، ولكنها بالرغم من هذا استطاعت أن تجذب أعداد كبيرة من السائحين لمصر، وهناك حوالي 22 مرحلة في الرحلة، ولكن المتاح للزيارة هو 6 أو 7 نقاط فقط.
القطاع فقد العمالة المُدربة
قال باسم حلقة، نقيب السياحيين، إن مصر بدأت تتحرك سياحيًا، وبدأت الأوضاع تعود لما كانت عليه في عام 2010، مشيرًا إلى أن هذا يتطلب إعادة تدريب وتأهيل العمالة في القطاع السياحي.
وأضاف نقيب السياحيين في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن مصر فقدت في الفترة الأخيرة العديد من العمالة المدربة، وهجر بعضهم المهنة، ومنهم من سافر إلى بلدان أخرى، مما أدى لحدوث عجز في العمالة المدربة.
وأوضح "حلقة"، أن هذا الملف يعلمه العاملين في القطاع، ولذلك نرغب في تدريب العمالة لمواجهة أعداد السائحين المتوقعه في الفترة القادمة، منوهًا إلى أن مصر لم تستعد إلى "رحلة العائلة المقدسة" بالشكل الأكمل، فهناك 21 نقطة خلال الرحلة، لم يكتملوا بالشكل الكامل.
فهاك العديد من النقاط لم تكتمل ترتيباتها، سواء في المنشآت السياحية التي يمكن أن تستقبل الزائرين، أو حتى الترتيبات الأمنية، فيجب أن نبدأ فيها على مراحل حتى اكتمال الصورة عنها، منوهًا إلى أن أول فوج إيطالي وصل لرحلة العائلة المقدسة لمصر.
وأشار إلى أن مصر تتمتع بكم كبير من الغرف الفندقية، تقدر بحوالي 250 ألف غرفة، ومثلهم غرف يتم العمل على الانتهاء منها، مشيرًا إلى الظروف الاقتصادية السيئة التي مر بها قطاع السياحة في الفترة السابقة أخر عملية الانتهاء من تشغيل الغرف الباقية.
وتابع أنه مع الوقت سيتم مضاعفة عدد غرف الفنادق في مصر، لافتًا إلى أن نسبة السياح بدأت ترتفع وتعود إلى معدلاتها السابقة، حيث أن هناك 8 مليون سائح زاروا مصر، متمنيًا زيادتهم في نهاية العام الجاري.
اقرأ أيضًا...
تعرف على رأي مسئول سابق في السياحة عن الكوادر في القطاع
البرلمان يضع روشته لعلاج قطاع السياحة