قال المستشار بهاء الدين أبو شقة، رئيس حزب الوفد، أن ذكرى وفاة زعماء الوفد الثلاثة سعد زغلول ومصطفى النحاس وفؤاد سراج الدين مناسبة تاريخية، ليست للوفد فقط ولكن لجميع المصريين وفخر للجميع، مؤكدًا أن مصر أنجبت وعلي التوالي هذه القامات والزعامات و التي ينضر التاريخ أن يجود بهم لامة علي مدار تاريخها باحد من هؤلا الزعماء الثلاثة.
وأوضح "أبو شقة" أنه علي الرغم أن الزعماء الثلاثة قد اختفوا عن الحياة السياسية بأجسادهم ولكن الأفكار و الثوابت والمبادئ التي حملوها و المواقف الوطنية التي رسخوا لها ونفذوها ستبقى أبد الدهر، وهذا يذكرني بقول الشاعر "الناس صنفان موتى في حياتهم وآخرون في باطن الأرض أحياء "، والقيمة التي رسخ لها الزعماء الثلاثة كانت تدور حول الوطن و المواطن والدفاع عن الدولة المصرية وعن استقلال القرار المصري وترسيخ الديمقراطية وحقوق الانسان، لذلك كان شعارهم هو الذي سوف يظل الي الابد شعاراً شامخا صالحا لكل زمان ومكان وهو " الحق فوق القوة والأمة فوق الحكومة "وهذا يؤكد أن الشعب هو مصدر السلطات.
وأكد رئيس حزب الوفد أن مئوية الوفد القادمة سوف يكون هناك عدد كبير من التسجيلات النادرة التي تتحدث عن تاريخ الوفد وتاريخ الزعماء الثلاثة و تاريخهم ونضالهم وتضحياتهم حتي يتذكر الجميع ما قدموه للوطن وعندما يتفاخر الوفديين بأنهم تحت راية هؤلا الزعماء الثلاثة وتحت مظلة هذه المبادئ والقيم والثوابت والمواقف فأن هذا لم ياتي من فراغ خاصة أن الوفد عقيدة سياسية وليس حزب سياسي فحسب لذلك استمر 100 عاما وهذه ظاهرة فريدة لا نظير لها لا في التاريخ الحديث و الا القديم
وأشار "أبو شقة" إلي أنه هدف ثورة 1919 كان الدفاع عن الارادة المصرية وكان من ثمارها دستور 23 الذي اسس لحياة برلمانية فريدة واصبحنا امام دستور يضمن كافة الحقوق و الحريات وكان منقولا عن الدستور البلجيكي في ذلك الوقت و الذي كان افضل الدساتير في العالم في ذلك الوقت، يرسخ للحريات العامة واستمرت ثورة 1919 شامخة بعد رحيل زعيم الامة سعد باشا زغلول، وعلي ذاك الدرب وفي ذات الاتجاه والهدف استمر مصطفي باشا النحاس في تحقيق اهداف ثورة 1919 و اكمل المسيرة عندما فصل الدين عن السياسية وعندما وقع اتفاقية 36 التي أظهر الحنكة و الزعامة السياسية التي تمتع بها زعيم الامة مصطفي النحاس و أظهر التعامل الحقيقي والفلسفي مع الحدث بعد أن قوات الاحتلال في منطقة القنال بعد ان كانت تعبث في جميع ارض مصر وبعد ان عادات حكومة الوفد في يناير 50 بالأغلبية الكاسحة كانت كلماتها المشهود لها في التاريخ و هو يناشد البرلمان حينما قال " باسمكم ومن أجل مصر وقعت معاهدة ١٩٣٦ ومن أجل مصر أطالبكم اليوم بإلغائها".
وأضاف لذا كان أول خطاب بعد رئاستي لحزب الوفد، هو تفعيل المادة 5 من الدستور، والتي تنص بان النظام السياسي في مصر يقوم علي التعددية السياسية والحزبية والتداول السلمي للسلطة وطالبنا بالديقراطية وكان رد الوفد علي بيان الحومة واضح وصريح وتمثل في التاكيد علي دعم للمصريين في الصحة و التعليم و الاسكان كما طالبنا ايضا بتفعيل النصوص الدستورية الخاصة بالحريات و تفعيل المادة 5 من الدستور، وإذا أردنا ان نكون امام ديمقراطية حقيقية لابد ان يكون هناك من ثلاثة الى أربعة احزاب قوية ويكون حزب الوفد احد هذه الاحزب ويكون لاعبا اساسيا وقويا علي الساحة السياسية ، وكان حديثي واضحا بانه لا ديمقراطية في مصر بدون حزب الوفد.
وأعلن ان الحزب يعد كتابًا شاملًا جامعًا في المئوية الاولي لثورة 1919 عن تاريخ الزعماء الثلاثة ليكون تخليدًا للذكرى لمن يريد أن يتذكر عظمة هؤلاء الرجال.
وأضاف أبو شقة، خلال كلمته التي ألقاها بمناسبة احتفالية الزعماء الثلاثة "، أن كتب التاريخ أغفلت هؤلاء العظماء، والتاريخ واقع لا يصح أن نتجاهله حتى لو كان لخصومًا؛ لأن فيه من العبر لمن يعتبر.