«الهجوم على العملة كالآذان».. أردوغان يواجه أزمته الاقتصادية باللعب على مشاعر الإسلام

الاثنين 20 اغسطس 2018 | 01:37 مساءً
كتب : سارة أبوشادي

منذ ما يقرب من أسبوع غرقت تركيا في أزمة مالية كبرى، تلك الأزمة كانت نتيجة لسنوات من التدهور، فانهيار الليرة التركية لم يكن سوى ناتج لأحداث عديدة، خاصة وأنّ السياسة التي يتبعها أردوغان تسببت في العديد من المشاكل بينه وبين الدول العربية والأوروبية, بالإضافة إلى تعامله مع اقتصاد دولته بشكل تحدّث عنه العديد من الخبراء أنّه السبب الأكبر للأزمة.

 

لعملة التركية خسرت في بداية حوالي 40% من قيمتها، مقابل الدولار منذ بداية العام وسجلت إنهيارًا هائلاً في الأيام الأخيرة، وبعد أن شهدت استقرارا، عادت وتراجعت قيمتها الجمعة في حين تتفاقم الأزمة مع واشنطن.

 

وبدلًا من أن تتخذ أنققرة التدابير لمحاولة إيجاد حلول خرج رئيسها يطلب المساندة من غيره، بل ويصف ما يحدث له بأنّه لا يختلف كثيرًا عن الهجوم على الآذان،.

 

أردوغان يصف العملة بالآذان

وبدلًا من أن يبحث الخليفة المنتظر كما يلقبه البعض عن حلول للخروج من المأزق الذي وضع به الشعب التركي بأكمله بعد انهيار الليرة، وصف تلك الأزمة بأن الهجوم على اقتصاد تركيا لا يختلف عن الهجوم على العلم أو الآذان، متبنيا لهجة تحد في كلمته عشية عيد الأضحى، وفقًا لرويترز.

 

وفي خطاب مسجل للشعب التركي، االيوم قبل عيد الأضحى، قال أردوغان إن الهدف من أزمة العملة الأخيرة «تركيع تركيا وشعبها».

 

الأزمة الآخيرة تفضح أردوغان

الأزمة الأخيرة التى تشهدها تركيا كشفت الشخصية الحقيقة لأردوغان، وأزالت الأفكار الخيالية السابقة عنه كرئيس معتدل يربط الغرب بالشرق الأوسط المسلم، خاصة وأنّه دعم العديد من الجماعات الإسلامية لكونه كان ينتظر لقب خليفة المسلمين وأن يضع بساطه على الدول الإسلامية بالكامل، لكن الرياح أتت بما لا تشتهي السفن، اليوم، وفي تقرير لنيويورك تايمز الأمريكية، بأن انزلاق تركيا نحو الاستبداد والأزمة قد دمر ما تبقى من آمال بأن رئيسها قد يكون قوى للاعتدال.

 

فقد كانت تركيا حليفا قويا للناتو تربط أوروبا بالشرق الأوسط المضطرب، ومع سعى أردوغان لتأمين مكان لبلاده فى صفوف الاتحاد الأوروبى، قدم نفسه كزعيم مسلم معتدل ومعاصر لمرحلة ما بعد 11 سبتمبر، واهتم بصورة أن تركيا تصبح مجتمعا ليبراليا يحكمه التسامح وحكم القانون، كما أشارت الصحيفة، لكن كل ذلك قبل أن يحاول أردوغان الاستحواذ بالكامل على السلطة، بالإضافة إلى محاولته القضاء على جميع معارضية بطرق استبدادية.

 

كان خطاب أردوغان اليوم، ووصفه بأنّ الهجوم على العمله كالآذانن هو محاولة جديدة لإنقاذه من الغرق، فمنذ أيام خرج ليستنجد بحليفته قطر والتي لم تساهم في إيجاد حلول كما كان يرجوا، فلم يجد أمامه سوى اللعب على مشاعر الدين، عله يساهم في تعاطف الكثيرين معه.

اقرأ أيضا