اليوم ونحن نحتفل بعيد الأضحى المبارك، والذى يرمز الى احد معانى التضحية والفداء من اجل إرضاء المولى عز وجل نجد انه لزاماً علينا ان نتجه بأبصارنا وقلوبنا الى رجال القوات المسلحة الذين يواجهون فلول الإرهاب ويقتربون من اقتلاعه من جذوره، وكذلك الى رجال الشرطة الذين يكملون رسالة تحقيق الامن والأمان لوطننا العزيز حيث يتمركزون هؤلاء وهؤلاء في مواقعهم، بل ويقومون بمأموريات استشهادية في الوقت الذى ننعم فيه بعطلة العيد وقضاءها في المتنزهات المختلفة.
لقد شهدت الآونة الأخيرة نجاحات أمنية غير مسبوقة تحسب لرجال القوات المسلحة والشرطة، ومما لاشك فيه ان تلك النجاحات سوف يكون لها انعكاساتها الإيجابية في تقدم الامة واستقرار أوضاعها الاقتصادية في المقام الأول والتي تتمثل في الاستثمار والسياحة، والسياسية حيث تعتبر مصر حالياً هي الدولة الأكثر ثباتاً في علاقاتها مع الدول العربية والأجنبية والاكثر تطوراً وانفتاحاً على الدول الافريقية، كذلك ايضاً الأوضاع الاجتماعية حيث بدأت اعداداً كبيرة من العمالة المصرية تجد من الاعمال والانشاءات التي تتحقق حالياً ما يوفر لها فرص العمل بالشكل الذي يحقق الاستقرار العائلي.
كل تلك النجاحات تأتى كمحصلة للاستقرار الأمني الذي يحققه حماة الوطن حالياً للبلاد.
لقد وجهت الشرطة المصرية مؤخراً عدة ضربات استباقية ناجحة كان نتيجتها القضاء على العديد من العناصر الإرهابية في بعض المناطق والمحافظات، مما يؤكد ان جهاز الامن المصري قد عاد بكل افرعه قوياً وصامداً في مواجهة المؤامرات الخارجية وفى مجابهة التحديات الداخلية التي تمثلت في أخطر تنظيم إرهابي عرفه التاريخ وهو تنظيم جماعة الاخوان الإرهابية والتي ترعى جميع التنظيمات الدموية المتطرفة التي تأخذ من الدين ستارًا لنشاطها، ومن الجهلاء وقوداً لعمليات تخريبية تسعى من خلالها الى ترهيب العباد وتدمير البلاد.
ولعل من أبرز تلك الضربات الناجحة، إحباط محاولة استهداف كنيسة العذراء بمسطرد وذلك اثناء الاحتفال بعيد العذراء، حيث كانت يقظة رجال الامن القائمين على تامين تلك الكنيسة سبباً في انفجار العبوة الناسفة التي كان يحملها ذلك الإرهابي المغيب في جسده وتحويله الى أشلاء والا كانت النتائج والعواقب وخيمة وخطيرة، وبعد ذلك بعدة ساعات فقط تم القبض على الخلية الإرهابية التي خططت ومولت تلك العملية، ليضاف الى رصيد الجهاز الأمني نجاحاً جديداً يشهد به تاريخه الحافل، وفى غضون أيام قليلة تمكنت تلك الأجهزة الساهرة على حماية الوطن من تفكيك ثلاثة خلايا إرهابية لتنظيم حسم الارهابية احد اذرع جماعة الاخوان، كما تم تصفية عدداً من الارهابين المصنفين "عناصر خطيرة".
يأتي هذا في الوقت الذى تمكنت فيه ايضاً أجهزة البحث الجنائي من كشف غموض جريمة مقتل الانبا ابيفانيوس بدير أبو مقار بوادي النطرون، وتم ضبط المتهم الذى اعترف بجريمته في وقت قياسي ونجاح غير مسبوق، ولولا ذلك لنجح من يحاولون ان يؤججوا مشاعر الفتنة الطائفية بين عنصري الامة ويقوموا بتصدير صورة للخارج بان ذلك يأتي في اطار ما يتعرض له الاقباط في مصر، وهكذا نرى ان الامن المصري تمكن من احباط محاولة تفجير كنيسة العذراء في مسطرد وبعدها بأيام قليلة قام بضبط المتهم بقتل راعى دير أبو مقار بوادي النطرون ومن هنا فانه قد تم اجهاض محاولات احداث فتنة طائفية بالبلاد.
على صعيد اخر فقد عقد محمود توفيق وزير الداخلية اجتماعاً موسعاً للضباط الذين تخرجوا حديثاً وذلك يوم الاحد الماضي حيث التقى مع 1250 ضابطاً من رتبة الملازم وحدد لهم الاستراتيجية الأمنية التي تسير عليها وزارة الداخلية حالياً والتي تقوم على ثلاثة محاور رئيسية وهى، منع الجريمة ومكافحة الإرهاب ثم ضبط الامن في الشارع المصري وشدد على ضرورة الالتزام والانضباط وحسن التعامل مع جموع الشعب في كافة المواقع التي يعملون بها، كذلك اثنى على تلك الدفعة التي تلقت تدريبات على اعلى مستوى خاصة على اعمال الصاعقة والمهام القتالية وايضاً تلك التدريبات المشتركة التي تمت بين طلبة كلية الشرطة والكلية الحربية، وطلب سيادته من ابناءه الضباط العمل على احداث طفرة إيجابية في الشارع المصري بمجرد استلامهم لمهام عملهم تحقيقاً واستمراراً لمناخ الاستقرار والأمان الذى يشعر به المواطن حالياً.
كما أصدر تعليماته بإلغاء الراحات والاجازات خلال فترة عيد الاضحى لجميع الضباط حتى ينعم افراد الشعب بالهدوء والامن، وهي تلك الضريبة التي يدفعها رجال الشرطة المصرية فداء لوطنهم وتضحية في سبيله.
من ناحية أخرى فمازال رجال قواتنا المسلحة الباسلة مرابطين في صحراء سيناء يواجهون القيظ وحرارة الجو في تلك الصحراء المترامية الأطراف، وكذلك يتصدون لبعض المحاولات الخسيسة الجبانة التي يقوم بعض فلول الارهابيين القيام بها فيما يعرف بالعمليات الانتحارية التي لا طائل من وراءها سوى اثبات الوجود وقد ترتب على تلك العمليات القضاء على العديد من الإرهابيين الذين يتخذون من منازل أبناء سيناء ملاذاً امناً لهم، الا ان أهلنا هناك قد فطنوا لخطورة هؤلاء الصغار التكفيريين الذين ينفذون اجندة حددتها لهم أنظمة استخباراتية دولية وإقليمية، واتمنى ان يسفر تعاون أبناء الشعب المصري في سيناء مع قواته المسلحة والشرطة في القضاء على الإرهاب هناك واقتلاعه من جذوره.
ان معركتنا ضد جماعات الظلام والخراب في طريقها الى الحسم بإذن الله بفضل هؤلاء الذين يبذلون الغالي والنفيس ويضحون بأرواحهم فداء لوطنهم وحماية لنا من الإرهاب والخراب والترويع.
ويبقى في الختام كلمة يجب ان نرسلها لهؤلاء الابطال من رجال القوات المسلحة والشرطة، في الوقت الذي يتواجدون فيه بميدان المواجهات ويتصدون بكل قوة وإخلاص لأي محاولات للنيل من استقرار البلاد وامن العباد، غير عابئين بحرارة الجو او صعوبة العمليات القتالية وايضاً هؤلاء الذين يعملون على توجيه الضربات الاستباقية الواحدة تلو الأخرى.. وكذلك.