فى واقعة ليست الأولي من نوعها في عمر البرلمان، تقدم عدد من أعضاء مجلس النواب بإستقالتهم على الجروب الذى دشّنته الأمانة العامة للمجلس للتواصل مع النواب عبر "الواتس آب"، فأصبح الجروب وسيلة للنواب لتقديم استقالتهم من المجلس.
فقد شهد البرلمان الحالي استقالات عديدة، بدأت مبكرا في الأيام الأولى من انعقاده واستمرت حتى الأمس باستقالة نائب السويس، وفي هذا التقرير نرصد استقالات النواب وأسبابها عبر جروب "الوتس اَب"، ومدى قانونية هذه الاستقالات .
نائب السويس
فتقدم النائب طلعت خليل عضو مجلس النواب عن محافظة السويس، بإستقالة من مجلس النواب بعد غرق طفلين في السويس، على الجروب الذى دشّنته الأمانة العامة للبرلمان للتواصل مع النواب على "الواتس آب" موجهة باسم الدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان.
استدعاء المحافظ
وطالب "خليل"، بعقد اجتماع طارئ للجنة الإدارة المحلية برئاسة المهندس أحمد السجيني لبحث ومناقشة واستدعاء محافظ السويس، وبحث أسباب الإهمال والفساد في المرافق والخدمات بالمحافظة.
استقالة مكتوبة
وأكد خليل أنه تقدم باستقالته للبرلمان عبر "الواتس آب" وسيتقدم بها رسميا لرئيس البرلمان، مشددا على ضرورة سرعة التحقيق في واقعة غرق الطفلين، من قبل الأجهزة الرقابية ومحاكمة الجناة وإقالة المسئولين عن الواقعة وإحالة كافة المتسببين والمقصرين، واتخاذ كافة الإجراءات القانونية.
نائب 15مايو
كما تقدم النائب عمرو الأشقر، نائب عن دائرة التبين و15 مايو، باستقالته على الجروب الذى دشّنته الأمانة العامة للبرلمان للتواصل مع النواب على "الواتس آب" موجهة باسم الدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان.
استقالة نهائية لا رجعة فيها
وجاء بنص الرسالة التى بثها الأشقر على جروب الواتس آب، إن استقالته من عضوية مجلس النواب نهائية، لارجعه فيها، متمنينا التوفيق للمجلس لما فيه خير لمصرنا، وذيل الرسالة بتوقيعه.
تقصير المسئولين
أما عن أسباب استقالة نائب 15 مايو، أكد أن التقصير الحكومى وعدم قيام المسئولين التنفيذين بمهامهم سبب أساسى فى تقديمة أياها، حيث أنه ترشح لعضوية البرلمان تلبية لرغبة أهالى الدائرة وسعيا لخدمتهم،على حد قوله، إلا أنه حاول مراراً وتكراراً التواصل مع المسئولين لحل مشاكل الدائرة دون جدوى.
وأضاف الأشقر، أنه عندما تحدث مع وزير الصحة عقب انتهاء الرئيس عبد الفتاح السيسى من خطابه أمام البرلمان فى افتتاح الدورة البرلمانية، اشتكى له من تدهور الخدمات الطبية فى مستشفى التبين، فقال له الوزير، حسبما ذكر:" هو فى مدير مستشفى بيروح المستشفى بتاعته". وتابع الأشقر: " الناس اللى انتخبتنى أصبحت بتدعى عليا، بسبب عدم حل مشاكلهم، فقد وعدتهم بتوفير فرص عمل وتحسين مستوى الصحة والارتقاء بمستوى التعليم، وعندما حاولت التواصل مع المسئولين لم يكن هناك نتيجة، والأهالى أصبحوا دائما يقولون لى.. أنت فين.. أنت اتغيرت".
استقالة المستشار سري صيام
كما تقدم المستشار سرى صيام، عضو مجلس النواب، بإستقالتة من البرلمان، بسبب إغفال مكتب مجلس النواب اختياره من ضمن النواب الخبراء للإسهام فى إعداد مشروع لائحة مجلس النواب الجديدة، لافتًا فى نص استقالته إلى أنه وجد ثمة تهيئة مناخ يعارض فرص تمكينه من أداء واجب النهوض بمقتضيات الالتزامات التى تفرضها أمانة المسئولية فى سائر مناحى الممارسة البرلمانية.
أستقالة النائب كمال أحمد
كما تقدم النائب كمال أحمد باستقالته من مجلس النواب ، مؤكدا أن المشهد الذي يدار به البرلمان لم يره منذ 50 عاما .
وجاءت استقالة النائب "كمال أحمد"، اعتراضاً على "السلوك غير الحضارى" الذى ظهر من جانب بعض النواب تحت قبة البرلمان خلال الجلسات الأولى من عمر البرلمان.
ومن جانبه علق الدكتور صلاح فوزى أستاذ القانون الدستوري، عضو لجنة الإصلاح التشريعي، علي إستقالة النواب عبر جروب الـ"وتس اَب"، مؤكدًا أن احكام استقالة أعضاء مجلس النواب منظمة قانونيًا فنجد المادة 391 من اللائحة الداخلية للمجلس نصت علي: "الاستقالة تقدم إلي رئيس مجلس النواب مكتوبة وخالية من أي قيد أو شرط، وإلا عُدت غير مقبولة".
وأوضح "فوزى" أنه توجد قواعد عامة للإستقالة فالاستقالة المسببة التكييف القانونى لها ليست استقالة وأن تعتبر تظلم أو شكوي فلا تعامل معاملة الاستقالة من الإرادة الحره، مشيرًا إلي أنه رئيس المجلس يعرض هذه الاستقالة خلال 48 ساعة من تاريخ حصولها علي مكتب المجلس لنظر فيها بحضور العضو وإخطارة كتابتًا دون عذر مقبول، موضحًا أنه من حق مكتب المجلس أن يحيل الاستقالة وما يبدية العضو من أسباب علي اللجنة العامة للنظر فيها وتعرض الاستقالة مع تقرير مكتب المجلس علي جلسة عامة ثانية ويجوز بنائًا علي رئيس المجلس أوالعضو المستقيل في جلسة سرية، ولا تعد الاستقالة مقبولة إلا بعد موافقة المجلس.
وأكد الخبير الدستوري، أنه في حالة عدم موافقة المجلس علي الاستقالة وإصرار النائب يتم يخطر مكتب المجلس بخطاب موصي علية بعلم الوصول وفي هذه الحالة يتم قبول الاستقالة من تاريخ الأخطار.