هل الأعمال الفنية تساهم في انتشار تجارة المخدرات والأعضاء البشرية؟

الثلاثاء 14 اغسطس 2018 | 07:19 مساءً
كتب : منار بدر الدين - هايدي عبد الرافع

المؤلف أيمن سلامة: الأعمال الفنية لا تساهم في انتشار المخدرات والأعضاء البشرية

الناقد رامي عبد الرازق: فيلم «إلحقونا» قام بتوعية الجمهور

المؤلف  جوزيف فوزي: لا بد أن نواجه الخطر الذي يواجهنا ويهددنا

المؤلف أيمن مدحت: الفن يقوم بمعالجة الواقع

 

"الفن مرآة الواقع".. هل الفن الذي يقدم في الفترة الحالية يحقق هذه  المقولة أم بالعكس هو الذي يقوم بنشر الأفعال السيئة في المجتمع، وهل الأعمال الفنية تساهم في انتشار تجارة المخدرات والأعضاء البشرية؟.. هذا السؤال يخطر على بالنا عندما شاهدنا منذ فترة انتشار هذه الأشياء بشكل غريب، ولا تقدر أن توصفه غير أنه بعيدًا عن الإنسانية، اذا تنظر إلى الأعمال الفنية في وقت سابق سوف تلاحظ في تاريخ السينما بالتحديد طرحت هذه المواضيع من خلال العديد من الافلام مثل «جري الوحوش،  عام 1987، وتناول قضية البحث عن جزء من مخ بشري لشرائه ليتمكن البطل الغني من الأنجاب، أما فيلم «إلحقونا» عام 1989، الذي ناقش قضية تجارة الأعضاء من خلال البطل قرشي الذي يتبرع بدمه لرجل الأعمال الكبير رأفت المصاب بفشل كلوي، وتتكرر عملية نقل الدم مقابل تعيينه سائقا لسيارته ولكنه يسرق منه كليته دون علمه، والعديد من المسلسلت ايضًا التي ناقشة هذه المواضيع ونذكر منها «ذهاب وعودة، فوق السحاب»، وفي المقابل طرحت العديد من الأعمال عن تجارة المخدرات وأهمها فيلم «الباطنية، الكيف، العار،الإمبراطور، الوحل، المزاج، المساطيل، المدمن».

 فمن المعقول أن الفن يساهم في ارتكاب أشخاص ما بأفعال تسيئ له وللمجتمع الذي يعيش فيه، هذا ما يجيب عنه أهل الفن سواء من المؤلفين الذين يقومون بتأليف تلك الأعمال أو النقاد الفنيين.

 

المؤلف أيمن سلامه 

وفي هذا السياق، قال أيمن سلامة، مؤلف مسلسل «ضد مجهول»، والذي تم عرضه في السباق الرمضاني الماضي، أن الأعمال الفنية لا تساهم في انتشار المخدرات والأعضاء البشرية، وأوضح أن قابيل قتل هابيل قبل ما تخلق السينما وامرأة العزيز، خانته قبل ما تشاهد أعمال درامية.

 

واضاف أيمن سلامة، أن الجريمة سلوك إنساني والفن عاكس للأنشطة الإنسانية، مؤكدًا أن  الفن عرفه الإنسان بعدما عرف الجريمة.

 

وكشف أيمن سلامة، الشخص الذي يقوم بتاجرة هذه الأشياء لم ينتظر فيلم أو مسلسل لكي يشاهده ثم يقوم بأرتقاب الجريمة، لكن الحقيقة أو السبب وراء ذلك هو الحالة الأقتصادية السيئة هي التي تدفعهم للطرق الغير شرعية وليس الأعمال الفنية.

 

المؤلف أيمن مدحت 

أكد أيمن مدحت، مؤلف مسلسل «اختفاء»، والذي تم عرضه رمضان الماضي، أن ليس كل فترة ينتشر شيئًا سيء، يقولون السبب وراء ذلك هو الفن.

 

واضاف، «مدحت»، أن الفن يقوم بمعالجة الواقع، بمعنى أن هذه الظواهر متواجده بالفعل في المجتمع، والفن يقوم بتسليط الضوء عليها، وليس العكس.

 

الناقد رامي عبد الرازق

قال الناقد الفني رامي عبد الرزاق، هي وجهة نظر خائطة لأن الفنون بشكل عام تطرح وتعرض مشكله أو قضيه بتساعد على انتشرها أو بتساعد على أن الناس تمارس هذه السلوكيات، موضحًا، أن هذا بالتأكيد ليس حقيقي، السينما تتأثر بالمجتمع وتأثر فيه ولكن تتأثر بسلبياته ايضًا، وتأثر بشكل إيجابي السينما لم تخترع  سرقة الأعضاء أو تجارة المخدرات، لكن كل هذا متواجد في مجتمعنا، واتنقلت من المجتمع للسينما للمناقشة.

 

وكشف رامي عبد الرازق، أن يوجد العديد من الأفلام التي طرحت هذة المشاكل لكي تقوم بتوعية الجمهور مثل فيلم «إلحقونا»، للفنان نور الشريف، وعادل ادهم، هو ناقش قضية سرقة الأعضاء البشرية، حيث دارت أحداثه ان الأغنياء الفاسدين يقومون سرقة أعضاء الفقراء.

 

واضاف، «عبد الرازق»، أن الرأى الأخر الذي يقول أن هذه الأفلام تجعل المشاهد يقوم بممارسة تجارة الأعضاء أو المخدرات، هو رأى خاطئ جدًا، وليس لديهم خبره في تلقي الفنون، وليس لديهم وعي مش أن  الفن لايساعد على ممارسة اي سلوكيات شريرة، أو سيئة أو خارجة عن القانون بل بالعكس، لان جزء اساسي من اي عمل هو فكرة الطرح وعرض المشكله لكي يجد المجتمع حل. 

 

وأكد «عبد الرازق» أن  لا يمكن ان الجمهور يشاهد افلام السرقة وتجارة المخدرات، ويقوم بعد ذلك بهذه الأفعال، لأن السينما في الأساس تأخذ هذه الأفعال من المجتمع، وتحاول طرح من خلاله قضيه وليس العكس أن المجتمع هو الذي ياخد من السينما أو الأعمال الدرامية.

 

المؤلف جوزيف فوزي

أوضح جوزيف فوزي، مؤلف فيلم «الرجل الأخطر»، والذي يعرض حاليًا في شاشات السينما، أن الأعمال الفنية ببساطه هي التي تطرح القضايا المتواجدة  في المجتمع وبتحاول أن نقدم لها حل. 

 

واضاف، «فوزي»، اذا  تجارة المخدرات أوتجارة الأعضاء البشرية ليس متواجدة في المجتمع، بالتأكيد لم نشاهدها في الأعمال الدرامية، لأن الكاتب دائمًا بيتاثر بالأحداث المتواجدة في المجتمع، والكاتب الصادق يحاول يبحث على القضايا الحقيقة،  ويطرحها ثم يقدم لها معالجه إيجابية. 

 

وتسأل «فوزي» متى الدرما تساعد في انتشار تجارة المخدرات أو تجارة الأعضاء؟، فااجيب قائلًا: «عندما تقدم البطل تاجر مخدرات ضمن أحدث العمل وبدأ من الصفر، ونجح في أنه يجمع ثروة كبيره وفِي نفس الوقت نجح انه يفلت من العقاب».

 

وكشف أنه عندما مؤلف العمل يجعل البطل أسطوري، والشباب والمراهقين يتعاطفوا معاه هنا نكون قدمنا نموذج سيئ، وهذا الخطأ الذي تقع فيه بعض الأعمال الفنية.

 

وأكد «فوزي»، أن لا بد نواجه الخطر الذي يواجهنا ويهددنا، ولا داعي اننا كل فترة نحول الفن لشماعة نعلق عليها فشل البعض في التصدي  لأنتشار ظاهرت تجارة الأعضاء والمخدرات.

 

 واختتم حديثه قائلًا: «من الأخر الفن مثل المرايا فلابد أن الناس تشاهد تبص نفسها في المرايا لكي تصلح من عيوبها، وفي بعض الناس لا تحب المرايا لذلك هي مليانه عيوب».