نظام الملالى يثير القلاقل لتخفيف حدة الحصار الاقتصادى
حجازى: تهديده يشكل خطرا كبيرا على المجتمع الدولى تجاريا
العرابى: يدخل فى حدود الأمن القومى المصرى.. وعلى التحالف العربى أن يتخذ موقفا صارما
التميمى: الصراعات به قد تؤثر على إيرادات قناة السويس بالسلب
بيومى: أمريكا وحدها تستطيع وقف صواريخ الحوثيين.. والعالم لن يسمح بتعرضه لخسائر اقتصادية
الطاهر: إسرائيل تريد زعزعة الأمور بدعوتها لشن عملية عسكرية ضد إيران
مضيق باب المندب
شريان صغير ممتلئ بالمياه، يمر بين قارتى آسيا وأفريقيا، ويمثل حلقة وصل بين العالم الشرقى والغربى، يفصل بين البحر الأحمر والخليج، حده من الجانب الأفريقى الجيبوتى ومن جانب آسيا اليمن، التى تشهد الصراعات بسبب الحوثيين وانتشرت فى أرجائها العمليات العسكرية التى تهدد العالم فى تجارته واقتصاده.
يبلغ عرضه نحو 30 كيلومترا وتقسمه جزيرتا الـ"بريم ودقة المايون" لم تكن له أهمية كبيرة قديمًا، ولكنها ظهرت بعد افتتاح قناة السويس عام 1869 والتى ربطت البحرين الأبيض والأحمر ببعضهما، حيث بات يربط التجارة بين أوروبا وبلدان المحيط الهندى وشرق إفريقيا.
ولم تكن قناة السويس هى التى برزت أهميته وحدها بل ضاعف النفط من أهميته لما يتميز به من عرض وعمق ملائمين لمرور ناقلات النفط فى الاتجاهين، ويمر عبره أكثر من 21 ألف قطعة بحرية سنويا، أى نحو 57 قطعة بحرية يوميًا، وبالإضافة إلى تمتعه بتأمين عسكرى وأمنى كبير، وسبق أن أغلقته مصر أمام إسرائيل خلال حرب 1973.
وإثر هجمات سبتمبر عام 2001 فى الولايات المتحدة، عملت قوة أمريكية على تأمين الملاحة لمواجهة تنظيم القاعدة والقراصنة، إنه مضيق باب المندب، أبرز الممرات الملاحية فى العالم.
نعمة ام نقمة
السياسى اليمنى ياسين التميمى، قال إن المميزات التى اتسم بها المضيق، لم تجد من يستخدمها لصالحه، بل إن اليمن الذى تمتع بأفضل موقع يطل على المضيق، لم يظهر على الخريطة العالمية من ضمن الدول التى تستغل مواقعها فى الأعمال التجارية التى تستفيد منها المنطقة، وتحول المضيق من نعمة إلى نقمة، وخلق صراعا إقليميا دوليا كان الخاسر الأكبر فيه هو اليمن، ولم يستفد من الأهمية الاقتصادية الكبرى لـ"مضيق باب المندب".
وأضاف أنه "طوال فترات حكم الرئيس المخلوع على عبد الله صالح لم تُنشأ أى مشاريع تنموية تهيّئ لمشاريع استثمارية كبرى على طول الساحل الغربى المحاذى لـ(باب المندب)، أو على الجزر القريبة منه، كجزيرة ميون الاستراتيجية، التى استخدمها البريطانيون محطة خدمة ترانزيت للسفن طوال فترة احتلالهم جنوب اليمن".
وأضاف أن الحال لم يبق كما هو عليه فى المضيق المشؤوم، بل ظهرت الخلافات والصراعات فى الأيام الأخيرة، بين الميليشيات المتنوعة خاصة الحوثيين، وجيش التحالف العربى بقيادة السعودية، حيث باتت الميليشيات على وشك السيطرة هناك فى المنطقة، وذلك يظهر من خلال العمليات العسكرية التى تشنها يومًا بعد يوم، والسيطرة على ميناء الحديدة، يوضح مدى خطورتهم، فقد ظهروا فى البداية قبل أيام، يزرعون الألغام فى الأراضى اليمنية، وبالبحر الأحمر، ومن ثم سيطروا على ميناء الحديدة، وهاجموا ناقلات النفط السعودية، والتى أوقفت المملكة على أثره النقل عبر المضيق، قبل أن تستأنف النقل بعد هذا القرار بنحو يوم، مشيرا إلى أن هذه الصراعات تؤثر على الاقتصاد المصرى، خاصة أن قناة السويس قريبة من هذا المضيق.
وعلق السفير محمد حجازى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على هذه الصراعات، وتأثيرها على مصر قائلا: إن منطقة مضيق باب المندب من أهم المناطق الملاحية فى العالم، وأن اقترابها من مناطق الصراعات، يشكل خطرا كبيرا على المجتمع الدولى التجارى وبالتحديد مصر، لافتا إلى أن مساعى مصر لتأمين البحر الأحمر والشراكة الإقليمية الأجنبية التى تؤمن الإقليم حاليًا، بالإضافة إلى عملية تأمين المضيق من الإقليم المجاور، هى عملية غير سهلة حاليًا، لأن الصراعات هناك أصبحت بشكل غير طبيعى، ولذلك يجب على جميع الدول المجاورة الالتزام بالأمن والاستقرار بما يكفل تأمين عملية الملاحة هناك.
وأضاف السفير أن حالة التواصل والصلح بين إثيوبيا وإريتريا فى القمة التى عقدت بالإمارات بقيادة الأمير محمد آل نهيان، ستضيف إيجابيات فى هذا الاتجاه، وبالتحديد ستكون إضافة إثيوبيا فى هذا الملف أمر هام، وبالإضافة إلى ذلك، العلاقة بين أمن الخليج وأمن البحر الأحمر، ستجد المساعى المصرية لتوثيق العلاقات بين الدول المشتركة فى الإقليم، وبالتالى تسوية النزاعات أمر مهم جدًا فى هذه الفترة لتحقيق الأمان بمضيق باب المندب.
وأشار إلى أن هناك بعض الدول ستدفع ثمن هذه الصراعات المستمرة، بين الحوثيين والتحالف العربى، فمن يدفع الثمن الاقتصادى هو جميع الدول التى تستخدم المضيق فى العمليات التجارية، لأن سيطرة الحوثيين عليه سيؤثر على جميع الدول ومنها الأجنبية، وما يحدث هناك من عمليات قرصنة هو مسئولية المجتمع الدولى فى تأمين الإقليم، وأيضًا هناك من يدفع الثمن بشريًا ولكن هذا ليس كثيرًا لأن الدولة المتضررة فى هذه العملية البشرية هى اليمن فقط، وبذلك لا تأثير فى العمليات البشرية على أى دولة غير اليمن، موضحا أن تسوية الأمور فى اليمن ومنع ضربات الإيرانيين أمر ضرورى ومهم للغاية، ولا بد من توافر الجهود الدولية فى هذا الإقليم والسعى نحو حل الخلافات وتأمين المضيق من ضربات الحوثيين، وذلك يتم من خلال رؤية المبعوث الأممى فى اليمن.
ومن الغريب أن دولتى الكيان الصهيونى الإسرائيلى وتركيا، لم تظهرا فى العمليات المندلعة باليمن ومضيق باب المندب، ولم تثبت أى تقارير تدخلهما فى الحرب المشتعلة هناك، ولكن الأغرب أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، صرح، منذ أيام، بأنه إذا أغلقت إيران مضيق باب المندب، سيلجأ إلى إنشاء اتحاد دولى ضدها، وستوجه لها ضربة عسكرية تمنعها من السيطرة عليه.
وعلق الدكتور محمود الطاهر، الباحث السياسى فى الشؤون اليمنية، على مساعى إسرائيل تجاه مضيق باب المندب قائلًا: إن إسرائيل ليس لها دور فى الصراع المشتعل عند باب المندب حاليًا، ورغم أنها لا ترتبط به فى الواقع الجغرافى، لأن المضيق بين إريتريا واليمن وجيبوتى، ولكنها تريد إثارة الذعر والجدل فى المنطقة، وذلك من صالح الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالى هى لا تريد التورط فى المنطقة بهذه العمليات، لأن علاقاتها ليست على ما يرام مع العرب، وبذلك تنظر إلى تحسين شكلها للدول، ويكون ذلك على حساب إيران فى تهديدها بوقف عملياتها، لأنها على خلاف مع الدول العربية، ويحاول نتنياهو أن يظهر بالوجه الحسن الذى يكره إيران، ولكن الحقيقة أنهم "أبناء عمومة" بالتنسيق مع أمريكا.
وأضاف الباحث السياسى أن إيران لم تستعن بالحوثيين فى ضرب مضيق باب المندب فقط، بل هى سلاحهم الفعال فى المنطقة، وهجومها القوى هناك، والدليل على ذلك، حديث الرئيس الإيرانى حسن روحانى، أنه سيتم استهداف الملاحة بباب المندب، وأكد مرة ثانية بعدما تم استهداف السفن السعودية فى ميناء الحديدة، أن التهديدات السابقة هى موجهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وبالتالى الملاحة الدولية مهددة بشكل كبير فى المنطقة العربية، لافتا إلى أن الميليشات الحوثية لم يفهموا معنى الملاحة الدولية، ولم يدركوا أهمية هذه الأمور، غير مكترثة أو ملتزمة بالقرارات الدولية، التى يلتزم بها العالم، بل هى تنفذ أجندات إيرانية تصدر لها لا أكثر، وإيران عندما تخلتف مع الولايات المتحدة الأمريكية، تحاول زعزعة الأمور فى المنطقة العربية التى تمثل مصدرا هاما للتجارة العالمية، من خلال "باب المندب والحوثيين".
وأشار الطاهر إلى أن محمد على الحوثى، المتحدث باسم الحوثيين واللجان الثورية فى اليمن، أعلن قبل أيام هدنة من طرف واحد، هدفها وقف إطلاق النار فى المنطقة والبحر الأحمر، وذلك بعدما أعلن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بدء المحادثات مع إيران، وعقد قمة بينهما بدون شروط، ولذلك حاول الحوثى استعادة قوته مرة ثانية، خلال الفترة المقبلة، وتسوية الأمور، مع جيش التحالف لكى يحاول السيطرة على المنطقة، واسترجاع أمجاد فارس الإيرانية.
أما عن استهداف الحوثيين لناقلات النفط السعودية فهذا لا يعنى أن الحرب هناك بين الدولتين فقط، بل إيران المتمثلة فى أنصار الله باليمن، تستهدف جميع الدول التى تمر عبر تلك المنطقة، وتستخدم مضيق جبل طارق فى تجارتها العالمية، وهذا يعنى أن تكون هناك تجهيزات لضربة عسكرية تستهدف إيران، ولكن من الواضح أن الضربة لا تكون من أى دولة عربية، لأن الدول العربية لا تمتلك القدرة على الحرب مع إيران، بل ستأتى الضربة من قوة عظمى تتمثل فى أمريكا، وهى تستطيع أن تفعل ذلك إذا أرادت، لأن منطقة الشرق الأوسط عبارة عن حلبة مصارعة، وأمريكا وإيران هما المتصارعان، ولكن مصارعة دون أن يلمس أحدهما قدم الآخر.
أما عن تعليق الشحنات السعودية -قبل أن تعود مرة أخرى- مع التهديد الضمنى بارتفاع أسعار النفط، ربما كان يهدف أيضا إلى الضغط على الحلفاء الغربيين الذين ما زالوا يدعمون الاتفاق النووى مع إيران بعد انسحاب الولايات المتحدة منه فى مايو، لاتخاذ موقف أقوى ضد برنامج الصواريخ الباليستية الإيرانى ودعم جماعات مسلحة فى أرجاء المنطقة.
وفى هذا السياق أكد السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن مضيق باب المندب ممر دولى وليس متعلقا بمصر فقط، وبالتالى فإنه ليس هناك أى دولة بالعالم ستقبل بوجود أى تهديد للملاحة فيه.
وقال إن إطلاق الصواريخ الحوثية على ناقلات النفط السعودية وتعليق سيرها فترة من الزمن فإن العالم لن يقبل هذه التجاوزات، مؤكدًا بأنه سيتم البحث عن مصدر هذه الصواريخ وتدميره، ولكن لو أرادت أمريكا تدميره الآن ستفعل ذلك، لأنها تستطيع.
ووصف بيومى هذه المشكلة بالحساسة، قائلا إنه على ثقة بأن العالم أجمع سيقف مع حرية الملاحة فى مجرى باب المندب، مشددًا على أن عبور السفن من قناة السويس لا يصب فى مصلحة مصر فقط وإنما للعالم ككل، ولذلك فإننا نتوقع أن العالم سيتدخل لوقف هذا العدوان وستعود الملاحة فى مدخل البحر الاحمر آمنة، كما هى معتاد عليها.
العالم كله سيدفع ثمن هذه التهديدات التى تحدث فى المضيق، هذا ما أكده السفير جمال بيومى قائلا إنه إذا حدث تأثير على قناة السويس سيؤثر اقتصاديًا على مصر وعلى غيرها، وأن السفن ستضطر إلى أن تسلك طريق رأس الرجاء الصالح، وبالتالى ستتحمل تكلفة أعلى فى الوقت والجهد والمال، فهذا سيؤثر على سعر السلع خاصة المواد البترولية فالكل سيتحمل هذه المصاعب، وبالتالى فإن العالم كله لن يقبل حدوث أى تهديدات لأنها مسألة أمن دولى وملاحى، مؤكدا أن الحوثيين سيدفعون ثمن هذا غاليًا.
أما من ناحية إمكانية توجيه ضربة عسكرية لإيران، قال "بيومى" إن هذا خيار مستبعد وإننا لسنا بحاجة للتوجه إلى إيران، وقد يجرى تواصل دبلوماسى معها لكن التصعيد العسكرى معها ليس فى صالح أحد.
يعد موقف الأوروبيين واضحا من خلال تسابقهم على إقامة قواعد عسكرية التى قد يصل عددها إلى أكثر من خمس فى جيبوتى التى تقع على الجانب الآخر من باب المندب، وبالتالى فإن أى تأثير للملاحة سيؤثر عليهم وبالتالى يتوقع أنهم سيتصدون لمثل هذه الأمور العدوانية.
يعتقد الكثيرون بأن اليمن لم يستفد من موقعه على باب المندب، بل ويذهب البعض إلى أكثر من ذلك، معتقدين أن باب المندب تحول من نعمة على اليمن إلى نقمة، وجلب إليه كل هذه الصراعات وأصبح ساحة لتسوية النزاعات بين الدول.
قناة البترول
أشار السفير جمال بيومى إلى أن اليمن يستفيد من باب المندب عن طريق إمداد السفن بالوقود والعديد من الأمور الأخرى، مشيرًا إلى أهمية ميناء الحديدة الذى تُسيطر عليه ميليشيات أنصار الله "الحوثيين" وبالتالى فإن اليمن له مصلحة كبيرة من إستمرار الملاحة فى المضيق.
واستبعد "يبومى" بأن يكون باب المندب هو من جلب كل هذا الصراع إلى اليمن، مشيرًا إلى أن اليمن به صراع داخلى، وما دام هناك صراع داخلى بين اليمنى واليمنى الآخر فسيظل هذا الصراع قائما لمدة طويله، متمنيًا أن يستطيع الشعب اليمنى أن يعود إلى وحدته مرة أخرى وتحقيق الأمن والاستقرار على أراضيه.
ولفت جمال بيومى إلى أن روسيا وإن كانت تصمت على تجاوزات إيران، فإن الدبلوماسية الهادئة مستمرة، لأن روسيا أيضا من الدول المستفيدة من المرور فى قناة السويس وباب المندب، مؤكدًا أن هناك حرجا كبيرا بحكم أن هناك تحالفا بين روسيا وإيران فى سوريا، وبالتالى تصمت أحيانا عن السلوك الإيرانى المشين، ولكن يثار هذا الموضوع بالتأكيد فى الاتصالات الروسية الإيرانية.
أما من ناحية إمكانية تدخل روسيا عسكريا فى اليمن، فقال السفير جمال بيومى إنه أمر مستبعد، خصوصًا مع وجود قوات تحالف عربية مشتركة تقوم بالعمل على أكمل وجه.
ومن حيث تأثير هذا النزاع على مصر قال السفير جمال بيومى إن قناة السويس على مدى عقود كثيرة كان يطلق عليها قناة البترول، لكن فى الثلاثين عاما الماضية أصبحت السفن التى تحمل الحاويات أكثر من السفن الناقلة للبترول، لذلك فإن الحركة ستظل مستمرة فى قناة السويس لكن التأثير سيكون على بعض السفن الحاملة للبترول.
وأشار إلى أن هناك بعض الحديث حول أن المملكة العربية السعودية ستستعمل خط الأنابيب الممتد على البحر الأحمر، ومن هناك سيتم شحن السفن وستستمر الملاحة فى قناة السويس، أو تتجه إلى خط أنابيب السويس الإسكندرية، مؤكدًا أن مصر ستعمل على تأمين مصالحها سواء بالجهود السياسية أو القوة العسكرية من خلال التحالف العربى الذى تشارك فيه.
وعلى صعيد آخر قال السفير محمد العرابى، عضو مجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، إن المجرى الملاحى فى باب المندب يدخل فى حدود الأمن القومى المصرى، وإنه غير مسموح لأى طرف تسول له نفسه مهما كانت قوته أو أطماعه أن يقف أمام حرية الملاحة فى الممرات الدولية.
ووصف "عرابى" مهاجمة الحوثيين للسفينة السعودية، بأنها كانت حادثة عابرة، وقد أيقنوا بأنهم قد يحدث لهم عواقب وخيمة نتيجة مثل هذه الأفعال.
وقال: أعتقد أن تلك الهجمات لا يمكن أن تستمر، لأنه فى حال استمرارها يجب على التحالف العربى أن يكون له موقف صارم بصدد هذا الأمر, مؤكدا أنه غير مسموح بتهديد مرور السفن التجارية فى الممرات الدولية على الإطلاق.
وأكد الخبير الاستراتيجى أن تلك الأحداث لم تؤثر على مصر اقتصاديا حتى اليوم، مشيرًا إلى أن عدم مرور ناقلات البترول عبر باب المندب من المؤكد أنه سيؤثر سلبيا على دخل قناة السويس، لكن هناك استبعاد كبير لحدوث مثل هذا الأمر الآن على الساحة، خاصة أن جميع الدول تدرك بأن هجوم الحوثيين على نافلة النفط السعودية التى هوجمت قبالة مدينة الحديدة كان حدثًا عارضًا، وأن كل الأمور تتم فى الفترة الحالية بشكل طبيعى.
روسيا وإيران
وعبر السفير محمد العرابى عن تمنيه بأن لا تستغل شركات التأمين، الموقف وترفع من فروض التأمين على هذه السفن، لأن مثل هذه الخطوة قد تدفع شركات النقل للتفكير فى أن تسلك طرقا أخرى غير باب المندب.
وأضاف العرابى أنه ليس هناك تصعيد الآن من الموقف الأوروبى تجاه إيران بسبب هذه الحادثة، مشيرًا إلى أنه إذا تكررت فى المستقبل، نتوقع أن المجتمع الدولى يقف أمام محاولات إيران لزعزعة الاستقرار فى المجرى الملاحى الدولى.
وأشار "محمد العرابى" إلى أن هناك وجودا عسكريا مكثفا فى القواعد العسكرية الدولية القريبة من باب المندب لتأمين البحر الأحمر، مؤكدا أنه ليس بالضرورة بعد حادثة واحدة أن يكون هناك استعمال للقوى من هذه القوات الدولية فى محيط البحر الأحمر، بل إن مثل هذه الأوضاع يجب أن تدرس أبعاد الموقف بشكل هادئ.
ولفت إلى أن روسيا لها سياسة فى التعامل مع إيران، فالموقف الإيرانى فى سوريا تتعامل معه روسيا بأسلوب مغاير عن أسلوبها تجاه إيران فى اليمن, مشيرًا إلى أن روسيا تتعامل حسب مصالحها فى أى منطقة، وترى إن كانت إيران تخدم مصالحها أم لا، لكن من المؤكد أن روسيا ليس من مصلحتها أن تكون هناك تهديدات فى باب المندب.