"الحكمة الحقيقية تولد من التجربة".. داخل قطعه خضراء مستديرة يقف فرنسي مخضرم يظهر على وجه أثر التفكير، يدور في عقلة أكثر من رواية، ينظر هنا وهناك ويترقب بصمت ما يدور حوله، وفي تلك الأثناء يقرر الفرنسي تطبيق تلك الحكمة والاقتناع أن الحنكة لا تولد إلا بالتجربة.
خرج كارتيرون ليكشر عن وجهه في التعامل مع التغيرات أثناء مجريات اللقاء، وربما وصل من الحنكة ما يكفي حتي يتمكن من اتخاذ تلك القرارات التي تصبح غير عقلانية في بعض الأحيان لدي جماهير النادي الأهلي، الذين يخشون عنصر المفاجأة التي من الممكن أن تلحق بهم الهزيمة.
هنا تجد أجواء مشتعلة إلي حد ما، حينما يجلس الجميع يترقب ما يحدث، وفي لحظة من الزمان يظهر "هازارد الأهلي"، ليعبر عن ذاته وأحقيته بالتواجد يبدء الجميع يتسائل عن هوية اللاعب، الذي يتغير شكل النادي الأهلي في وجوده، فبعد فترة طويلة وبعد رحيل "حامل الرقم 19"، الذي كان يملك مفاتيح لعب النادي الأهلي، ولكن رددها المايسترو، صالح سليم من قبل وتعلمها الأجيال"يرحل من يرحل ويبقي الأهلي" وكأنه كان لديه بُعد نظر عن ما سيحدث داخل جدران القلعة الحمراء.
ودائما يوجد شعاع مضيء لا ينطفئ، ولكن هذه المرة كان الشعاع يخرج من قطاع ناشئ النادي الأهلي، بظهور ناصر ماهر، لاعب صغير لديه طموح في صناعة التاريخ مع كيانه الذي لطالما اخلص له، تلك الكيان الذي جعله يتألق مع سموحة آملا في العودة لأحضان التتش من جديد.
ماهر الذي سكن كل بيت اهلاوي بهجماته الحاسمة في بعض الأحيان، واصبحت الجماهير تتفاعل معه في كل هجمه "اجري يا ماهر"، او عند إضاعة الفرص، ولكن لم يكن تلك التفاعل مع تحركاته في الملعب فقط ولكن كان له الحظ الأكبر عندما يتم تبديله اثناء مجريات اللقاء، ليكشر الجماهير عن غضبهم من تغير كارتيرون.
ولكن "كل شيخ وله طريقة" وتغييرات كارتيرون التي توحي للبعض بأنها غير منطقية وغير مناسبة لمجريات اللقاء،مثلما حدث في مباراة المصري البورسعيدي، بخروج وليد سليمان ليحل محله، صلاح محسن ومن ثم بخروج ناصر ماهر ليحل محله أيمن أشرف، ليلحق بالجماهير التي تشاهد المباراة الحيرة من شكل النادي الأهلي الذي اصبح تحت شعار "دفاع ولا هجوم، كدا شغال وكدا شغال"، نجح كارتيرون في أول صراع بينه وبين جماهير النادي الأهلي.
وراهن علي أن "البقاء للأذكي" تلك الحكمة جسدت حنكة كارتيرون في استغلال سذاجه المنافس، التي جعلت مهمته في تحقيق المراد واقتناص الثلات النقاط اسهل، ولكن لم ينجح الفرنسي فقط في اقتناص الثلاث نقاط ولكن نجح في خرس جميع الألسنه التي تطالب بالمعقولية في التغييرت حتي لا تكلف النادي الأهلي وتؤدي إلي الخسارة.