تثير دويلة "قطر" جدلا كبيرا حولها، بكل ما يصدر منها من تصرفات، تخرجها وتبعدها عن المحيط العربي والخليجي، وذلك استمرارًا منها في ممارسة الغطرسة، مما سبب ضررا على منطقة الخليج والدول العربية، حيث يدفع ذلك الدول العربية الأربع المقاطعة لها، إلى البعد عنها أكثر، ففي مشهد جديد من مشاهد إصرارها على تنفيذ خطوات الأجندة الصهيوأمريكية، وتصرفاتها الاستفزازية، قامت الدوحة بإصدار قرار بتعليم الجنود الأتراك الموجودين على أرضها، اللغة العربية؛ بحجة حماية أمير الإرهاب، حيث يدعو هذا التصرف إلى مزيد من الجدل والاستنتاجات، منها أن الجنود الأتراك سيستمرون حتى إشعار آخر داخل أرضها، مما يعكس صورة جديدة من صور الاحتلال.
وقد أثار إعلان لوزارة الدفاع القطرية لتخريج دفعة في تعلم اللغة العربية لغير الناطقين بها، لأفراد من القوات التركية الموجودة في الدوحة الكثير من التساؤلات داخل قطر وخارجها، ما يمثل أحدث مراحل الجنوح القطري نحو مزيد من العزلة عن المحيط الخليجي والعربي.
وأثار ذلك الإعلان الرسمي الكثير من علامات الاستفهام، بشأن طبيعة الدور الذي تلعبه تركيا في قطر، حيث كشفت تقارير صحفية، أن الوجود العسكري التركي، بدأ يأخذ أبعادًا متطورة، وأن عملية إدماج الجنود الأتراك داخل النسيج الاجتماعي القطري، قيد الإعداد، ووفقًا لهذه التقارير، فإن أوساطًا قطرية تعتبر إطلاق دورات تعليم اللغة العربية للجنود الأتراك ليس إلا تمهيدا لتجنيس هؤلاء العسكريين لضمهم للقوات المسلحة القطرية، ليشكلوا قوة تحمي النظام القطري.
ويرى خبراء أن استمرار النظام في الدوحة باتباع هذه السياسة يزيد من عزلة قطر في مجلس التعاون الخليجي، حيث يعود سبب قلق كثير من القطريين إلى أن منح الدوحة الجنسية للعسكريين الأتراك، قد يتيح الفرصة لأنقرة للسيطرة على مقاليد الجيش والإدارة في قطر.
ولفت مراقبون إلى أن عملية تعليم اللغة العربية لا تبدو جزءا من برامج الجيش التركي الداخلية، بل تجري من قبل الطرف القطري بما يتسق مع توجهات الدوحة المثيرة للجدل.
ونشرت تركيا العديد من القوات البرية في قطر، في إطار اتفاقية وقعت بين الجانبين عام 2014، ورغم أن الاتفاقية سابقة لقرار مقاطعة قطر من قبل الرباعي العربي الداعي لمكافحة الإرهاب، إلا أن قرار الدوحة وأنقرة تفعيل هذه الاتفاقية أضاف بعدا عسكريا غير مبرر للأزمة القطرية.
وتزداد المخاوف مع اتباع النظام القطري ذات السياسة مع إيران، إذ يبدو النظام القطري غير مكترث بالممارسات الإيرانية المهددة لأمن الخليج العربي والمنطقة، بل إن وجهات نظر تقول إن اقتراب الدوحة من طهران يجعلها شريكة في هذا التهديد للأمن الإقليمي، وذلك حسبما أعلنت شبكة "سكاى نيوز عربية" منذ قليل.